شركات مقاولات بدأت تنفيذه قبل شهر من تطبيقه رسمياً

«حظر طوعي» للعمل وقت الظهيرة في شهر رمضان

قرار حظر العمل في المناطق المفتوحة وقت الظهيرة يبدأ 15 يونيو المقبل. الإمارات اليوم

أعلنت شركات خاصة عاملة في مجالات التشييد والبناء والمقاولات، تطبيقها «حظراً طوعياً» للعمل وقت الظهيرة طوال شهر رمضان المبارك، في مواقعها الإنشائية في أبوظبي وعدد من المناطق الشمالية، ما يعد التزاماً استباقياً من جانب هذه الشركات بقرار تطبيق حظر العمل وقت الظهيرة، المقرر إعلانه رسمياً بعد نحو شهر من جانب وزارة الموارد البشرية والتوطين، لترفع مدة تطبيقها للقرار إلى أربعة أشهر، بدلاً من ثلاثة.

أشعة الشمس

يلزم قرار حظر تأدية الأعمال تحت أشعة الشمس وقت الظهيرة وفي الأماكن المكشوفة، أصحاب المنشآت بتوفير الوسائل الوقائية، لحماية العمال من أخطار الإصابات والأمراض المهنية التي قد تحدث أثناء ساعات العمل، وكذلك أخطار الحريق، وسائر الأخطار التي قد تنجم عن استعمال الآلات وغيرها من أدوات العمل، واتباع جميع أساليب الوقاية الأخرى المقررة في قانون العمل والقرارات الوزارية المنفذة له، وألزم العمل كذلك بضرورة اتباع التعليمات التي تهدف إلى حمايتهم من المخاطر خلال تأدية مهام عملهم.

ويحدّد القرار ساعات العمل اليومية في فترتيها الصباحية والمسائية أو في أي منهما بثماني ساعات (ست ساعات خلال رمضان)، وفي حالة قيام العامل بالعمل لأكثر من الساعات المحددة خلال الـ24 ساعة، فإن الزيادة تعد عملاً إضافياً يتقاضى العامل عنه أجراً إضافياً، حسب أحكام القانون.

ويدخل قرار حظر العمل في المناطق المفتوحة وقت الظهيرة، التطبيق الرسمي، في 15 يونيو المقبل، ويستمر حتى 15 سبتمبر المقبل، إذ يُمنع خلاله العمل تماماً تحت أشعة الشمس في الفترة من 12:30 ظهراً حتى الثالثة عصراً، فيما يواجه مخالفو القرار عقوبات إدارية صارمة، تصل إلى غرامة 50 ألف درهم.

وأرجع مسؤولون في الشركات الملتزمة بـ«الحظر التطوعي» للعمل وقت الظهيرة خلال شهر رمضان، هذه الخطوة إلى عدد من الأسباب، أبرزها احترام خصوصية شهر رمضان، وتقديراً لصيام عمالها خلاله، إضافة إلى حمايتهم من إصابات الإجهاد الحراري، واستغلال الشهر الكريم في تأهيل العمالة والمشرفين ومهندسي المواقع على مواعيد الحظر قبل تطبيقها رسمياً، ما يساعد على عدم ارتباك وتيرة العمل بعد انتهاء رمضان.

فيما رحّبت وزارة الموارد البشرية والتوطين بهذه الخطوة، التي اعتبرتها «نموذجاً للالتزام المؤسسي تجاه العمالة، وخطوة فعالة في درء المخاطر عن العمال، وتجنبهم الإصابة بضربات الشمس والإنهاك الحراري»، منوهة بالالتزام الذي أبداه أصحاب العمل على امتداد السنوات السابقة لتطبيق القرار، الذي وصلت نسبته العام الماضي إلى 99.73%.

وأفاد مشرف المواقع بشركة مقاولات إنشائية، مهندس سعيد عبدالرحمن، بأن شركته قررت التطبيق المبكر لحظر العمل وقت الظهيرة لأسباب عدة، أهمها إراحة العمال خلال شهر رمضان، في ظل الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة، مؤكداً أن العمال قابلوا القرار بفرحة أسهمت في مضاعفة طاقاتهم في العمل.

وقال عبدالرحمن، إن «الشركة وضعت جدول مواعيد للعمل خلال شهر رمضان، حيث يبدأ الدوام من الساعة الخامسة صباحاً وينتهي 12 ظهراً»، معتبراً أن هذه المواعيد تعد الأنسب مناخياً لعمل الصائم في الأماكن المفتوحة.

فيما قال مدير عام مجموعة إنشاءات، عادل عبدالله عرفة: «طبقنا قرار حظر العمل وقت الظهيرة، مع بداية شهر رمضان المبارك في مواقع العمل المفتوحة كافة، التابعة للمجموعة في أبوظبي والعين ورأس الخيمة، مراعاة لصيام العمال، الأمر الذي يصعب معه تأدية العمال المهام المطلوبة منهم، خصوصاً أن أغلب المواقع التي يعملون فيها لاتزال تحت الإنشاء، ومن ثم فإن جميعهم يعمل في مكان مفتوح، ويتعرضون للشمس بشكل مباشر».

وأكد مسؤول مراقبة عمال في شركة لتركيب الألواح الزجاجية، منصور أحمد سعيد، أن إدارة شركته أخطرت العمال كافة، بحظر كل أعمال التركيب والإصلاح بعد أذان الظهر، مع إمكانية العودة للعمل في الأمور العاجلة، بعد صلاة العصر، لافتاً إلى أن شركته توفر أماكن لاستراحة العمال في فترة ذروة الحرارة، مجهزة بأجهزة تكييف وتهوية جيدة.

في المقابل، أبدت وزارة الموارد البشرية والتوطين ترحيبها البالغ بأي إجراء تطوعي من أصحاب العمل، يراعي الأبعاد الصحية والإنسانية والدينية للعاملين لديها، ويعزّز ثقافة واشتراطات السلامة المهنية، ويلتزم بتطبيق المعايير الدولية في هذا المجال، مشيدة بانتشار ثقافة الحرص على توفير بيئة عمل آمنة وصحية للعاملين، ودرء المخاطر عن العمال.

واعتبر مصدر في الوزارة، أن هذه الإجراءات تعد نموذجاً للالتزام المؤسسي تجاه العمالة، وخطوة فعالة في درء المخاطر عن العمال، وتجنبهم الإصابة بضربات الشمس والإنهاك الحراري، مشيداً بالالتزام الذي أبداه أصحاب العمل على امتداد السنوات السابقة لتطبيق القرار.

وقال: «العام الماضي شهد التزام 53 ألفاً و569 منشأة على مستوى الدولة، بقرار حظر تأدية الأعمال تحت أشعة الشمس وفي الأماكن المكشوفة، بنسبة 99.73%، معتبراً أن نسبة الالتزام العالية تجاه اشتراطات وضوابط قرار حظر الظهيرة، الذي يدخل عامه الـ14، يؤكد مدى حرص الشركات على تنفيذ مستويات عالية من معايير الصحة والسلامة المهنية للعمال، خصوصاً خلال فترات الصيف، التي تشتد فيها الحرارة، الأمر الذي يؤدي إلى توفير بيئة عمل آمنة للعمال، من خلال الحفاظ على سلامتهم، ودرء المخاطر عنهم».

تويتر