مبادرة أطلقتها «جمعية الصيادين» لجذب البائعات بعد انقطاع 4 عقود

مواطنات يبعن السمك بسوق دبي إحياءً لمهنة الجدات

صورة

تخوض المواطنة فاطمة عبدالله سالم (أم حسن)، تجربة عمل فريدة، تتمثل في وقوفها وراء دكة بيع الأسماك، داخل سوق دبي، ضمن مبادرة أطلقتها جمعية دبي التعاونية لصيادي الأسماك.

وتهدف المبادرة إلى تشجيع المواطنات على العودة إلى العمل «بائعات سمك» داخل السوق، وقد استطاعت جذب ست مواطنات سجّلن حضورهن اليومي في الدكات الخاصة بالجمعية، بعد انقطاع عن العمل في هذا المجال لما يزيد على أربعة عقود.

بيع الأسماك يدرّ ما بين 600 و800 درهم يومياً، ويرتفع المبلغ في الإجازات إلى 1500 درهم.

وإضافة إلى تشجيع المواطنات على العمل في مهنة بيع السمك، تهدف المبادرة إلى «توفير فرص وظيفية لهن، وتعميم ثقافة «لا عيب من أجل كسب الرزق»، وفق مسؤولين في الجمعية.

وتؤكد المواطنة (أم حسن)، لـ«الإمارات اليوم»، أن بيع السمك هو مهنة الأجداد الأولى، بحكم طبيعة البيئة البحرية المحلية، والمواطنات كنّ يساعدن الرجال في بيع الأسماك، إلا أن هذا النوع من الأعمال توقّف كلياً خلال الـ40 عاماً الماضية، نظراً لطبيعة التطور الكبير الذي شهدته الحياة الاجتماعية والعملية للمواطنين.

وتضيف (أم حسن)، وهي إحدى المواطنات اللائي اجتذبتهن مبادرة الجمعية، أن المبادرة أسهمت في جذبهن للعمل في بيع السمك من جديد، لافتة إلى أنهن يعملن في دكات الجمعية من السابعة صباحاً حتى الساعة الثانية ظهراً، طوال أيام الأسبوع.

وتابعت أن مهنتها تدرّ عليها ربحاً ما بين 600 و800 درهم يومياً، ويرتفع المبلغ في أيام الإجازات ليصل إلى 1500 درهم، داعية المواطنات الباحثات عن وظائف إلى «عدم التردد في امتهان هذا النوع من الأعمال، كونه مثمراً مالياً، ويعتبر من التراث، وينبغي المحافظة عليه حتى لا يندثر».

وأشارت إلى أنها وزميلاتها الأخريات بدأن العمل في سوق السمك قبل أسابيع، وكسبن زبائن كثيرين من المواطنين.

وقالت إن كثيرين منهم، خصوصاً المسنين، يعبّرون عن استغرابهم من عودة النساء المواطنات للعمل في بيع السمك بعد غيابهن الطويل عن السوق، ويؤكدون لهنّ أنهم يقدّرون عودتهن إلى هذا المجال، ويدعمون رغبتهن في استعادة موقعهن القديم، لافتة إلى أن ردود أفعال مرتادي السوق إيجابية، وأن هناك إقبالاً كبيراً على شراء السمك منهن من جميع الجنسيات.

ودعت (أم حسن) الجهات المختصة إلى إنشاء سوق أسماك خاص للنساء، بهدف تشجيع المواطنات على العمل في هذه المهنة.

وقالت إن السمك يعتبر مصدراً غذائياً رئيساً للجميع، ويسيطر عليه أفراد من جنسيات أخرى، يتحكمون في السوق والأسعار، والسبب أن المواطن ابتعد عن هذا المجال، رغم أن المهنة مربحة.

وأضافت: «بعد نجاح هذه التجربة، أطمح للانتقال إلى سوق الخضار، والعمل هناك بائعة للخضار والفواكه».

من جانبه، قال أمين سرّ الجمعية، خالد سليطين، إن إعادة المواطنات إلى السوق، تعزز وترسّخ الهوية الوطنية لديهن، موضحاً أن النساء يحرصن على ضمان جودة الأسماك المقدمة للمستهلكين.

وذكر أنه طرح فكرة المبادرة على مجلس إدارة الجمعية، وحصل على الدعم اللازم منهم، فاجتمع مع المواطنات وشجّعهن على العمل في مهنة بيع الأسماك.

وطالب سليطين المواطنات الراغبات بالعمل في دكات الجمعية وبيع الأسماك بالتواصل مع الجمعية لاتخاذ إجراءات لتعيينهن ودعمهن، لافتاً إلى وجود مشروع لزيادة دكات البيع في السوق للعنصر النسائي المواطن.

تويتر