أطلقه مركز محمد بن راشد لأبحاث المستقبل في القمة العالمية للحكومات

200 جامعة تشارك في «تحدي محمد بن راشد لاستيطان الفضاء»

فكرة التحدي ترتكز إلى تقديم حلول تحقق إمكان العيش والعمل على سطح القمر والمريخ. من المصدر

استقطب «تحدي محمد بن راشد لاستيطان الفضاء»، الذي أطلقه مركز محمد بن راشد لأبحاث المستقبل، 260 مخطط بحث، قدمتها فرق عمل أكثر من 200 جامعة في 55 دولة حول العالم.

ويهدف التحدي، الذي أطلق في «منتدى استيطان الفضاء» ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات في فبراير الماضي، إلى توفير منصة عالمية تسهم في دعم الأبحاث المتخصصة، وإيجاد مصادر لتمويلها، بما يعزز ويسرع أفكاراً وحلولاً تدعم تأسيس مجتمعات بشرية متكاملة، صالحة لحياة الإنسان في الفضاء.

جائزة التحدي

تبلغ القيمة الإجمالية لجائزة التحدي، التي تقام بالتعاون مع «جوانا»، مليوني درهم، وتوزع بين 20 و30 بحثاً علمياً.

ويدرس المركز، من خلال لجنة بحث علمي متخصصة، طلبات الترشيح والمشروعات المقترحة، وتقديم الدعم اللازم للمتميز منها، في إطار جهوده لدعم سعي الإمارات لتسريع وتعزيز مسيرتها نحو استكشاف الفضاء وبناء تجمعات بشرية فيه، ضمن «مشروع المريخ 2117».

وضمت قائمة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية المتقدمة للتحدي، الذي يمثل إحدى المبادرات المبتكرة لمؤسسة دبي للمستقبل، جامعات عالمية مرموقة، من ضمنها كامبردج وأوكسفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (أم.آي.تي بوسطن)، إضافة إلى مشاركة كبيرة من المؤسسات الأكاديمية في الإمارات.

وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، خلفان بلهول، أهمية تعزيز البيئة الحاضنة للبحث العلمي، وتحفيز العلماء والباحثين لإجراء الدراسات في مجالات العلوم المتقدمة، وما يشكله ذلك من أساس راسخ لتحقيق رؤية المؤسسة، ومساعيها إلى تسريع وتيرة الإنجازات العلمية الهادفة لابتكار تطبيقات وأدوات عملية تعزز رحلة استكشاف الفضاء، وتوفير مقومات الحياة الإنسانية فيه.

وقال بلهول إن مركز محمد بن راشد لأبحاث المستقبل يرسخ مفهوماً جديداً في البحث العلمي. وهو يهدف إلى تسريع آلية إجراء البحوث عالمياً، من خلال تحفيز العلماء والمتخصصين، مشيراً إلى تعاون المركز مع 3000 عالم ومتخصص، في مجالات متعددة، في أكثر من 50 تخصصاً علمياً.

وتابع أن المركز يقدم دورات بحثية تنفذ خلال 180 يوماً، مضيفاً أن «للمركز ميزات متعددة، من أبرزها تسريع تنفيذ الأبحاث العلمية أكثر بـ10 مرات من الوضع الحالي، وخفض تكاليفها بنسبة تصل إلى 70%، وتسريع عملية إنجازها بنسبة 50%».

يذكر أن تحدي محمد بن راشد لاستيطان الفضاء يشمل ثلاث فئات رئيسة، هي: استيطان الفضاء، وعلوم بيئة وتكوين الأرض، والحوكمة والتشريعات.

وترتكز الفكرة إلى تقديم حلول ونماذج أعمال تحقق إمكان العيش والعمل على سطح القمر والمريخ.

ويستهدف التحدي الأبحاث الخاصة بالتقنيات واستيطان الفضاء، واستكشاف جوانب الحياة البشرية فيه، ويتعين على المشاركين في فئة «استيطان الفضاء» إعداد مقترح شامل، يتضمن اختيار المكان المناسب، وخطة مفصلة لإنشاء تجمعات مجهزة لاستيعاب 100 شخص، وتقديم تصاميم وآليات البناء، وتحديد الابتكارات والروبوتات التي ستتم الاستفادة منها لوضع أنظمة الطاقة والتبريد وشبكة المياه، واقتراح نظم وتكنولوجيا تدعم تلبية الاحتياجات البيولوجية والبيئية البشرية، بما في ذلك الاستفادة من الغلاف الجوي لتوليد الأكسجين والمياه، وإدارة النفايات، والمرافق الطبية والترفيهية والمجتمعية.

وتشمل فئة «علوم البيئة وتكوين الأرض» تهيئة أنظمة بيئية قابلة للعيش على المدى الطويل، وتركز على تقديم استراتيجيات تعنى باستدامة وجود الأفراد في الفضاء وفي كواكب مثل المريخ والقمر والمدارات الفضائية الأخرى.

أما التحدي الثالث «الحوكمة والتشريعات»، فيهدف إلى وضع خطط أعمال من أجل استحداث مجالات اقتصادية موائمة للتعاملات المرتبطة بالحياة في الفضاء، من خلال الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وإيجاد صيغة شراكة مع الجهات المعنية في القطاع الخاص بممارسة الأنشطة التجارية في الفضاء، ويسعى إلى وضع سياسات تعزز وعي المجتمع بالتعايش السلمي في الفضاء.

ويعد مركز محمد بن راشد لأبحاث المستقبل إحدى المبادرات المبتكرة لمؤسسة دبي للمستقبل، وجاء إطلاقه في ظل سعي الإمارات لأن تكون جزءاً فاعلاً ومؤثراً في المجتمع البحثي والأكاديمي العالمي. ويهدف المركز إلى تجسيد توجهات الدولة للتواصل بين علماء الإمارات الشباب والعلماء من العالم، بما يسهم في تعزيز تبادل ونقل الخبرات والتجارب والمعارف العالمية، وبناء الكوادر العلمية البحثية الوطنية المؤهلة.

تويتر