بهدف تفعيل الخطط الوقائية لمواجهة أي أزمات مستقبلاً

«البحوث الاستراتيجية» يناقش التحديات المستقبلية المحتملة

نهيان بن مبارك آل نهيان قدّم ملاحظات تتعلق بدور التسامح في تشكيل المستقبل. من المصدر

افتتح مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدكتور جمال سند السويدي، أمس، أعمال المؤتمر السنوي الـ 23 للمركز تحت عنوان «الدراسات المستقبلية»، من أجل تفعيل الاستراتيجيات الوقائية لمواجهة أي تحديات أو أزمات محتملة، وتنتهي فعاليات المؤتمر اليوم.

انتشار التكتلات التجارية

قدمت الأستاذة المساعدة رئيسة قسم الدراسات الدولية في جامعة زايد، الدكتورة لي تشن سيم، ورقة بحثية بعنوان «التكتلات الاقتصادية الإقليمية ومستقبل القوى الاقتصادية العالمية»، حللت خلالها انتشار التكتلات التجارية الإقليمية في القرن 21، كما تعرضت لموضوعات متعلقة بدور التكتلات التجارية الإقليمية، وإذا ما كانت تشكل لبنات أو عقبات تعترض عولمة التجارة، وإن كان لها إسهام في تعزيز أو إضعاف القوة الاقتصادية العالمية للقوى الإقليمية الرائدة، ومدى تأثيرها في التنافس الجيواستراتيجي والعمل على تعزيز الترابط السلمي.

حضر افتتاح المؤتمر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، ووزير دولة لشؤون الدفاع، محمد بن أحمد البواردي، ونخبة من الخبراء والمتخصصين في الشؤون الإقليمية والدولية والقضايا المتعلقة بالدراسات المستقبلية.

وأكد السويدي على الأهمية المتزايدة للدراسات المستقبلية في الآونة الأخيرة، لأن التطور المتسارع وغير المسبوق في مختلف المجالات، بات يفرض على الجميع العمل من أجل استشراف المستقبل ووضع الخطط اللازمة لمواكبة هذا التطور.

وأشار إلى أن المركز يولي اهتماماً استثنائياً بالدراسات المستقبلية في المجالات كافة، في إطار متابعته مختلف التطورات الإقليمية والدولية، والسعي إلى استشراف مساراتها المستقبلية، بما يخدم متطلبات عملية التنمية في الإمارات من ناحية، ويواكب طموحاتها المستقبلية من ناحية ثانية.

وأضاف أن «التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والعالم، وما تفرضه من تحديات مختلفة، اقتصادية وأمنية وعسكرية واجتماعية وثقافية، باتت تتطلب استقراء تداعياتها وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة في دول المنطقة، من أجل التوصل إلى رؤى استشرافية تساعد صانعي القرار على كيفية التعامل البنّاء معها، خصوصاً أننا أصبحنا نعيش في عصر الأزمات والكوارث، ما يستدعي الاهتمام بالمستقبل، من أجل تفعيل الاستراتيجيات الوقائية لمواجهة أي تحديات أو أزمات محتملة مستقبلاً».

وأشار إلى أن الدولة تقدم نموذجاً ملهِماً للدول التي تستثمر في صناعة المستقبل وامتلاك أدواته، بما تمتلكه من رؤى واضحة واستراتيجيات محددة المعالم والأهداف، وآليات واضحة لتنفيذ هذه الخطط، وترجمتها على أرض الواقع.

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن الاهتمام بالمستقبل واستشراف آفاقه أمر ثابت وأصيل في مسيرة الدولة، وكان ذلك واضحاً في فكر وتخطيط وعمل مؤسس الدولة، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قائلاً: «ونحن نحتفل بعام زايد الخير، فإنما نعتز ونفتخر بأنه كان دائماً يعمل للحاضر ويستعد للمستقبل، بما كان معروفاً عنه من حكمة وشجاعة وعدل وتسامح فريد، إلى جانب حكمته في معرفة آفاق التطور في المستقبل، وفي تحديد مكانة الدولة في كل التطورات المتوقعة، كما كان شجاعاً في اتخاذ القرارات الحاسمة التي تحدد طبيعة التغيير والتطور في المجتمع، حاضراً ومستقبلاً على السواء».

وقدم الشيخ نهيان مبارك آل نهيان العديد من الملاحظات التي تتعلق بدور التسامح في تشكيل المستقبل، وترشيد مسيرته، أولاها أن «المستقبل الذي ننشده للعالم جميعاً يتطلب العمل الدائم لإزالة كل ظواهر الكراهية والخوف من الآخر، ومعالجة الآثار غير الحميدة لظاهرة العولمة»، ثانيتها «تأكيد دور الكتّاب والمفكرين والباحثين والجامعات ومراكز البحوث ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات العالمية المتخصصة في تعزيز قيم التسامح، وتنمية السلوك المجتمعي الحميد، ومنع الشباب من الانجذاب إلى العنف أو الإرهاب، وتأكيد مبدأي الأمل والتفاؤل لديهم».

وثالثتها أن «وزارة التسامح تهتم بتنمية المعارف المرتبطة بالتسامح والتعايش السلمي، وتدرس دائماً بصفة خاصة سمات المجتمع المتسامح الذي ننشده في الإمارات، وتسعى الدولة إلى دعمه وتقويته في المستقبل، فتجربة الإمارات تؤكد أن التسامح والتعايش السلمي ليسا قيمة أخلاقية فقط، بل هما كذلك الطريق إلى مستقبل آمن ومتطور يتحقق فيه التقدم الاقتصادي والمجتمعي الهادف والمرموق».

وبعد ذلك بدأت فعاليات الجلسة الأولى للمؤتمر تحت عنوان «مستقبل الاقتصاد»، ترأسها أستاذ علم السياسة في الجامعة اللبنانية - الأميركية، الدكتور وليد مبارك، وقدم الأستاذ المشارك في الهندسة الميكانيكية بجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور إبراهيم الحجري، ورقة بعنوان «مستقبل الطاقة وحاجة العالم إليها»، ناقش فيها التغيرات الحالية والمستقبلية في مجال الطاقة، والتحديات التي يمكن مواجهتها، كما استعرض بعض المحاور المتعلقة بالعرض والطلب على مصادر الطاقة، وكذلك المتعلقة باتجاهات السوق.

تويتر