امرأة تسرق صرافاً مرتين خلال دقائق.. والحصيلة 60 ألف درهم

«تحسّس النقود» أسلوب احتيالي لسرقة موظفي الصرافة

صورة

كشفت شرطة دبي عن أسلوب احتيالي يستخدم في سرقة محال الصرافة، يطلق عليه «تحسّس النقود»، إذ يدّعي اللص أنه سائح، ويطلب من موظف الصرافة أن يعرض عليه عملة الدولة، وأثناء ذلك يسرق مبلغاً دون أن يلاحظ أحد فعلته، مشيرة إلى أن امرأة سرقت موظفاً مرتين خلال دقائق بالحيلة نفسها.

إجراءات احترازية

قال رئيس مجموعة مؤسسات الصيرفة والتحويل المالي، محمد علي الأنصاري، إن «قطاع الصرافة ينجز أكثر من 10 مليارات درهم تحويلات شهرية، بالإضافة إلى معاملات بيع وشراء العملات الأجنبية، تتم عبر أكثر من 120 شركة صرافة على مستوى الدولة».

وأضاف أن «هذا النمو يستدعي تعزيز الإجراءات الأمنية الاحترازية، التي تمثل العصب الرئيس للقضاء على الجرائم المالية، وذلك من خلال التدريب والتوعية للكوادر البشرية في هذا القطاع».

تزييف شيكات

قال نائب مدير إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية، العقيد عمر بن حماد، لـ«الإمارات اليوم»، على هامش الندوة، إن «هناك حالات قليلة يتم رصدها لنقود مزيفة تضبط بواسطة موظفي الصرافة، وقد سجلت الإدارة حالات تزييف شيكات، لكنها لا تمثل ظاهرة، ويجري التوصل إلى حلول لتفادي تكرارها».

وأضافت أنها لم تسجل حالات سطو مسلح على البنوك أو الصرافات سوى حالة واحد على شركة صرافة في منطقة الرفاعة، نتيجة تدنّي اشتراطات السلامة وغياب الحس الأمني لدى موظفيها.

وتفصيلاً، قال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، خلال ندوة توعية نظمتها شرطة دبي بالتعاون مع مجموعة مؤسسات الصيرفة والتحويل المالي، إن «قطاع الصرافة له أهمية كبيرة، لذا يجب توافر حس أمني لدى العاملين فيه، لأنهم يمثلون خط الدفاع الأول ضد جرائم السرقة والاحتيال»، لافتاً إلى أن «القائد العام لشرطة دبي، اللواء عبدالله خليفة المري، أكد ضرورة إشراك القطاع الخاص في تعزيز الأمن الداخلي والتصدي للجرائم التي تستهدف هذا القطاع».

وذكر أن «جرائم السطو المسلح على شركات الصرافة تكاد تكون اختفت، إذ لم تسجل خلال العامين الماضي والجاري سوى جريمة فقط على شركة صرافة في منطقة الرفاعة، كما أن هناك واقعة سطو أخرى، لكن كانت على متجر ذهب في المدينة العالمية، وتم ضبط المتورطين جميعهم واستعادة المسروقات».

وأوضح أن «هناك جرائم تحدث نتيجة ثغرات وأخطاء بسيطة حرصت شرطة دبي على تلافيها، مثل عدم تركيب أنظمة أمنية ذات كفاءة عالية، سواء أجهزة الإنذار أو الكاميرات، وعدم وضع النقود في مكان يصعب الوصول إليه لتأخير تنفيذ السرقة، ومنح دوريات الشرطة الوقت اللازم للوصول وضبط المتورطين أو ملاحقتهم قبل الفرار بعيداً».

من جهته، كشف مدير إدارة البحث الجنائي، المقدم عادل الجوكر، عن «أسلوب إجرامي أطلق عليه اسم (تحسّس النقود) ينفذه لصوص بطريقة احترافية تعتمد على تشتيت انتباه موظف الصرافة ومغافلته وسرقته بخفة يد، من خلال ادّعاء اللص بأنه سائح ويريد التعرف إلى شكل العملة المحلية، وبمجرد أن يعرض عليه الموظف رزمة من النقود من عملات مختلفة يسحب جزءاً منها بخفة يد دون أن يلاحظ الموظف ذلك».

وقال إن «الكاميرات الأمنية وثقت بالفيديو (تم عرضه خلال الندوة) جريمة سرقة استهدفت موظفاً واحداً خلال دقيقتين نفذتها امرأة ومعها رجلان، إذ دخلت المرأة إلى مكتب صرافة وتوجهت إلى موظف كان يجلس وأمامه أحد المتعاملين، وطلبت منه تعريفها بعملة الدولة، فيما دخل شريكها بعدها مباشرة وفتح حديثاً مع المتعامل، وانتظر شريكهما الثالث خارج المكتب. وفي هذه الأثناء التفت المتهمة حول مكتب الموظف والتقطت من درج النقود رزمة وقلبتها أمامه، ثم أعادتها، دون أن يلحظ أنها سرقت منها 30 ألف درهم أخفتها بخفة في يدها، ونظراً لسهولة تنفيذ الجريمة وعدم ملاحظة الموظف ما حدث، دخلت مرة أخرى بعد دقائق قليلة، ووقفت إلى جواره، والتقطت رزمة ثانية، وسرقت 30 ألفاً أخرى، دون أن ينتبه الموظف أيضاً».

وأوضح الجوكر أن «رجال البحث الجنائي قبضوا على المتهمين وتمت استعادة النقود، لكن هذا يستلزم جهداً كبيراً، كان بالإمكان توفيره لو التزم الموظف بواجبه وتصرف بالحد الأدنى من الحس الأمني».

وأشار الجوكر إلى أنه «تم من خلال الكاميرات الموجودة في أحد محال الصرافة رصد أحد المتهمين كان يستخدم الأسلوب ذاته في السرقة، وصدر تعميم لموظفي الصرافة بأوصافه، وتمكن موظف من التعرف إليه وإبلاغ رجال الشرطة، الذين قبضوا عليه».

ولفت إلى أن «جريمة السطو الأخيرة، التي استهدفت محل ذهب في المدينة العالمية نفذت خلال دقيقة واحدة فقط، إذ حُفظت المجوهرات والنقود داخل أدراج خشبية وكأنها بقالة، فسرق اللصوص ما قيمته ثلاثة ملايين درهم، وفروا هاربين».

وأوضح أن «هناك قسماً متخصصاً في شرطة دبي لتحليل الأساليب الإجرامية للبلاغات، ويقارنها بالبلاد التي يأتي منها اللصوص، ويتم الاهتمام بكل التفاصيل، حتى البلاغات الصغيرة، التي إذا تكررت ثلاث مرات تعتبر ظاهرة إجرامية، ويتم التعامل معها بجدية».

وتابع الجوكر أن «هناك بعض الأساليب الاحتيالية التي لاتزال تستخدم حتى الآن، مثل الادعاء أن إطار سيارة الضحية انفجر، وحين ينزل للتدقيق عليه يغافله المتهم ويسرق النقود من السيارة، أو الادعاء أن هناك زيتاً يتسرب منها، وأثناء كشفه عليه يتعرض للسرقة»، مؤكداً أن على موظفي الصرافة ومسؤولي الأمن بها توعية العملاء عند خروجهم من البنك أو الشركة بكيفية المغادرة الآمنة بالنقود التي يحملونها، وعدم الاستماع للغرباء أو الذهاب إلى وجهات أخرى غير تلك المعنية بتسليم النقود إليها.

تويتر