الفكرة ظلّت تطاردهما سنوات طويلة حتــــى جمعتهما «رسالة قصيرة»

شيخة وديانا عثرتا على ضالتهما في «أبجد»

صورة

«التصميم شغف، ووجدنا شغفنا في (أبجد)، وتمكنا من وضع بصمتنا الخاصة» بهذه العبارة بدأت شيخة بن ظاهر وديانا حواتمة كلامهما، موضحتين أن بداية «أبجد» كانت رسالة نصية قصيرة بينهما، فتحت لهما أبواب مشروعهما الخاص، وبمساعدة من عائلتيهما في التخطيط نجح المشروع الصغير.

وروت الشريك المؤسس لـ«أبجد» للتصميم، ديانا حواتمة، لـ«الإمارات اليوم» قصة تأسيس «أبجد»، قائلة إنها وشيخة زميلتا دراسة منذ 2005، أي من أولى دفعات الجامعة الأميركية في الشارقة، التي اهتمت بالتصميم، وكانتا شغوفتين بكل شيء يتعلق بالفنون، مضيفة «كان لدينا حلم واحد، أن نبدأ مشروعاً خاصاً بنا، وأن ندخل إلى عالم التصميم بأنفسنا، وهذه كانت الفكرة السائدة بين طلبة التصميم في ذلك الوقت».

وأوضحت أن كلاً منهما سلكت طريقها الخاص في المجال نفسه، إذ عملت ديانا في مجال تصميم العلامات التجارية، فيما عملت شيخة في إحدى المجلات، مضيفة أنهما لم تتوقفا عن التواصل مع بعضهما بعضاً، وكانتا تجتمعان مع أصدقاء الدراسة لمعرفة التطورات التي حصلت لهم، إلا أنهما فضلتا استكمال الدراسة خارج الدولة.

وتابعت «قررت أن أواصل دراسة مجال التصميم في هولندا، والتسجيل في عدد من الدورات التدريبية المتخصصة، ثم قررت الاستقرار لفترة وجيزة من الزمن في الولايات المتحدة الأميركية مع شقيقتي»، مضيفة أنه في ذلك الوقت كانت شيخة تدرس الماجستير في المملكة المتحدة.

طرق مبتكرة

قالت الشريك المؤسس لـ«أبجد» للتصميم، شيخة بن ظاهر، إنهما اكتسبتا خبرة كبيرة من عائلتيهما، خصوصاً أن جدها ووالد ديانا اهتما بالأعمال الخاصة، وتمكنا من معرفة كيفية تسيير أعمالهما من دون الاستعانة بمكتب أعمال، لذا كانت لديهما الفرصة أكبر في النجاح بطرق مبتكرة في الأعمال.

الجزء المفقود

أفادت الشريك المؤسس لـ«أبجد» للتصميم، ديانا حواتمة، بأن «الشركات الموجودة في السوق كانت تعتمد على كونها شركات إعلانية ضخمة، ولم تركز على التصميم، لذا كان هدفنا أن نركز على الجزء المفقود وهو التصميم، إذ إن التصميم شغف قبل أن يكون عملاً».

وأشارت ديانا إلى أنهما في تلك الفترة أرادتا التفكير في مستقبلهما، وكيف يمكنهما العمل سوياً في مجال التصميم، مضيفة «مازلت أذكر أين كنت عندما أرسلت شيخة الرسالة النصية الأولى للحديث عن العمل الخاص، إذ كنت بمنزل شقيقتي في الولايات المتحدة الأميركية، وذكرت في الرسالة (ما رأيك في إنشاء شركتنا الخاصة)»، موضحة أن نص الرسالة كان صغيراً لكن أثر فيها بشكل كبير، وجعلها تفكر أنه لابد من العودة إلى الإمارات للعمل على تأسيس شركة تتناسب وطموحاتها.

وأضافت أنهما بدأتا تأسيس الشركة فور عودتهما من الخارج، في نوفمبر 2010، وفي تلك الفترة كانت الفكرة الأساسية كيف يمكن جمع كل خبراتهما في تأسيس شركة جديدة للتصميم باللغة العربية، إذ إن معظم الشركات اهتمت بالإعلانات التي تنشرها باللغة الإنجليزية، في حين أن اللغة العربية كانت مهمشة، إلا في شركات صغيرة.

وتابعت «واجهنا أكبر تحدٍّ في أن ننتقل من التصميم والفنون إلى مباشرة أعمالنا الخاصة بأنفسنا، لذا حاولنا الاستعانة بخبرة الأهل، خصوصاً أنني وشيخة ننتمي لعائلتين لديها الخبرة في مجال الأعمال، إذ إن والدي تخصص في صناعة اللوحات الإعلانية والإرشادية للمشروعات، وصناعة الديكورات المعدنية، لذا كان دائماً يزورنا في مكتبنا ليعلمنا كيف نتعامل مع الطلبات اليومية، وكيف يمكننا أن نحمي أنفسنا كمشروع صغير».

ومن جانبها، استرجعت الشريك المؤسس لـ«أبجد» للتصميم، شيخة بن ظاهر، الفترة التي سبقت «أبجد»، وكيف كانت تفكر في افتتاح استوديو خاص بها، موضحة «عندما كنت أدرس الماجستير في المملكة المتحدة وجدت اختلافاً شاسعاً بين مفهوم التصميم لديهم، وكيف تنظر الشركات في الإمارات إلى التصميم».

وأضافت «كنا دائماً نتواصل أنا وديانا، لكن انقطعنا فترة بسيطة بسبب المشاغل الكثيرة والحياة خارج الإمارات، إلا أننا لم ننسَ أحلامنا التي وضعناها أيام الدراسة، وفي خضم تفكيري بالشركات الصغيرة، أرسلت لديانا رسالة نصية قصيرة لبدء الشركة من دون تفكير في العواقب، أو أننا لم ندرس السوق، وكان رد ديانا سريعاً وقصيراً (لنبدأ)، ومن هنا حاولنا وضع مفهوم خاص بنا».

وتابعت شيخة أن أهم ما واجههما في إنشاء المشروع كان تحدي التغيير من التصميم إلى الأعمال الخاصة، مضيفة «جدي ساعدنا في الحصول على أول مكتب للشركة، إذ زودنا بمكتب صغير بشركته المتخصصة في بيع السيارات، وكان والد ديانا يزورنا بشكل شبه يومي ليعلمنا أهم ما في الأعمال الخاصة، وخلال أشهر معدودة تمكنا من الاطلاع على أهم ما في السوق، وتمكنا من وضع استراتيجية خاصة بالشركة، واستعنا بموظفين لتسيير الأعمال في الشركة».

وأوضحت أنهما تمكنتا خلال فترة بسيطة من العمل مع عدد من الشركات الإماراتية والعالمية، ومن بينها شركة «تولة»، وهي العلامة الإماراتية للعطور، إذ كان أول مشروع يعملان على تصميم هويته كقصة خاصة، وأعطوهما الحرية في تصميم كل مستلزماتهما.

وأوضحت أنهما افتتحا، أخيراً، متجراً إلكترونياً خاصاً بهم تحت اسم «هوّز» لبيع التصاميم الخاصة بهما، التي أنتجاها خلال الفترات السابقة، والتي كانت فيها بصمة كبيرة لـ«أبجد».

تويتر