رأي الشباب

إماراتي في بلاد العم سام

تجربة الدراسة في الخارج من التجارب الغنية بالفوائد، فالوجود في أبرز الجامعات وأنجح النُظم التعليمية عالمياً، فرصة لا تفوت للشباب الإماراتي، لذلك تولي الدولة وقيادتها كل الاهتمام بالابتعاث للخارج كخيار استراتيجي للاستثمار في العنصر البشري، وتمكينه بأدوات الابتكار والمعرفة، والتجربة تتجاوز جدران قاعات الدراسة الجامعية، الى عالم مملوء بالمغامرات والفرص، خصوصاً إذا كانت التجربة في بلاد «العم سام»، التي تمتاز بكبر المساحة الجغرافية والتنوع الديموغرافي بين الولايات والسبق العلمي والتقني في مجالات كثيرة.

يخوض المبتعث تجربة فريدة خلال دراسته في الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى تعلمه الكثير من المهارات الحياتية كتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، فهو يملك الفرصة في تكوين صداقات مع أشخاص لديهم خلفيات ثقافية مختلفة، وتالياً يفتح آفاقاً كبيرة للمعرفة ومد الجسور الثقافية بين الشعوب، كما أن الطالب المبتعث يمتلك الفرصة للتعرف إلى أبرز الممارسات العالمية في التخصصات والمجالات كافة التي تتبعها إحدى أكثر الدول تقدماً في العالم، سواء عبر زيارة الشركات أو عبر الفرص التدريبية وتجارب العمل التي تشجع عليها الجامعات الأميركية، خصوصاً خلال فترة الإجازة الصيفية. إلى جانب ذلك يولي المجتمع الأميركي أهمية كبيرة للنشاطات التطوعية، وقد أثبت الشباب الإماراتي نفسه نموذجاً للتسامح بالمشاركة في الكثير من هذه الأنشطة كإعادة بناء منازل المتضررين من الكوارث الطبيعية، وغيرها.

عكس ما يتصوره الكثيرون في حصر صورة الولايات المتحدة الأميركية في شواطئ ميامي الدافئة أو بأبراج نيويورك الشاهقة، تكمن الثقافة والحياة الأميركية الحقيقية في المدن الصغيرة والقرى المتناثرة، لذلك يدأب الكثير من المبتعثين خلال فترة الإجازات على السفر براً وعبر مسافات طويلة بين الولايات المتلاصقة، التي قد يصل طول الرحلة فيها إلى أكثر من 20 ساعة! لا يخلو فيها الطريق من جمال الطبيعة واختلاف الفصول والطقس من منطقة إلى أخرى.

ولعل ما يعانيه المبتعث في أميركا هو فقدان فرصة المشاركة في العديد من الفعاليات والمؤتمرات التي تُقام في الدولة خلال فترة مكوثه في الخارج، بجانب فارق التوقيت الشاسع مع الإمارات الذي يتعدى ست ساعات، خصوصاً للمبتعث المتابع للكرة الإماراتية، فهو بين السهر لساعات الصباح الأولى ليتمكن من مشاهدة المباريات أو تضارب وقت المباراة مع إحدى الحصص الجامعية في الصباح الباكر!

ولتجربة الابتعاث ثمنها في الابتعاد عن الأهل والأصدقاء، ولكن مع تقدم التقنية أصبح المبتعث يعيش لحظة بلحظة آخر أخبار وطنه وأحبائه، والفضل يعود إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي خففت وطأة معاناة الغربة على المبتعثين. تطول سنوات الغربة بالمبتعث وقد يقع في حب الأماكن التي قضى فيها دراسته، ولكن يبقى الحنين والشوق للوطن ولتراب الوطن.

وَطَني وَطَنُ الْجُودِ والْكَرَمِ

                       وطنٌ يُعانِقُ هَامَةَ القِمَمِ

قد ضَمّني مِن عشقِهِ شَغَفٌ

                         فَتُرابهُ أرويهِ لو بِدَمِ

تويتر