تنتج 1500 متر مكعب من المياه يومياً تصب في «شبكة أبوظبي»

تشغيل أول محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية عالمياً

وزراء ومسؤولون أكدوا خلال حفل افتتاح المشروع أن الإمارات لديها خطط طموحة في مجال تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية. تصوير: نجيب محمد

أعلنت شركة «مصدر»، أمس، بدء المرحلة التشغيلية لمشروع محطة تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، في منطقة غنتوت على مشارف أبوظبي، وذلك بالتزامن مع أسبوع الإمارات للابتكار.

وقال وزراء ومسؤولون خلال حفل افتتاح المشروع، إن الإمارات لديها خطط طموحة في مجال تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، تتطلع من خلالها للعب دور محوري في المنطقة، مؤكدين أن مشروع تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية يعد الأول على مستوى العالم، والأكبر الذي يستخدم تقنيات حديثة.

أمن المياه

قال وزير دولة رئيس مجلس إدارة شركة «مصدر»، الدكتور سلطان أحمد الجابر، خلال حفل افتتاح محطة تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، إن «ضمان أمن المياه يعد من الأولويات الاستراتيجية المهمة، التي تركز عليها توجيهات القيادة في دولة الإمارات لتحقيق التنمية المستدامة».

وأضاف أنه «إدراكاً للعلاقة الوثيقة بين المياه والطاقة، تعمل (مصدر) على تكثيف استثماراتها في الابتكار والتقنيات الحديثة لتحسين كفاءة عمليات تحلية المياه، والحد من آثارها البيئية من خلال استخدام الطاقة المتجددة».

وأشار إلى أنه مع «بدء المرحلة التشغيلية لمشروع محطة تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، بالتزامن مع أسبوع الإمارات للابتكار، فإن هذه الخطوة تسهم في تسليط الضوء على الدور المهم الذي تضطلع به الإمارات دولةً رائدة ومسؤولة في قطاع المياه، إذ تبذل جهوداً كبيرة من أجل التصدي لتحديات الحفاظ على هذا المورد الحيوي، من خلال التركيز على تحسين كفاءة إدارة عمليات إنتاج وضخ وتوزيع واستهلاك المياه».

وأضافوا أن التشغيل التجريبي للمشروع يستمر على مدار العام المقبل، على أن يتم بعد ذلك اتخاذ قرار بشأن التطبيق التجاري له، موضحين أن المشروع ينتج 1500 متر مكعب يومياً من المياه المحلاة، تصب جميعها في شبكة مياه أبوظبي.

خطط طموحة

وتفصيلاً، قال وزير الطاقة، سهيل المزروعي، إن «الإمارات لديها خطط طموحة في مجال تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، تتطلع من خلالها للعب دور محوري في المنطقة»، مشيراً إلى أن «هناك عدداً من المشروعات الجديدة للطاقة الشمسية في أبوظبي والإمارات خلال المرحلة المقبلة».

وأضاف أن «مشروع تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية يعد الأول على مستوى العالم، والأكبر الذي يستخدم هذه التقنيات الحديثة»، لافتاً إلى أن «نجاح الشركاء من الشركات المنفذة للمشروع يعني إمكانية نشر تجربتهم بالإمارات في مناطق أخرى من العالم».

وأكد المزروعي أنه «تم سابقاً الإعلان عن عدد من المبادرات لاستخدام الطاقة المتجددة في مجالات عدة، منها تحلية المياه بالطاقة الشمسية»، مشيراً إلى أن «المشروع تم بالتعاون مع أربع شركات من وجهات مختلفة تتنافس في جلب وتطبيق أحدث التقنيات بأقل الأسعار».

وقال إنه «منذ نحو عام تم الإعلان عن المشروع، والآن تم تنفيذه لتبدأ فوراً مرحلة التجريب، ما يؤكد التزام وإرادة الإنجاز في الإمارات». وذكر أن «الدولة ستخطو خطوات واسعة في مجال الابتكار بفتح الطريق أمام أصحاب الأفكار لتجربتها وتطبيقها تجارياً في المستقبل»، منوهاً بأن «جودة المياه المحلاة باستخدام التقنيات الجديدة لا تقل عن مثيلتها المحلاة بالطرق التقليدية». وبيّن المزروعي أن «الإمارات لديها استثمارات كبيرة في مجال الطاقة الشمسية، فهناك مشروع بدبي تم طرح مناقصة له وترسيته لإنتاج 200 ميغاواط من الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، وآخر بقيمة 500 ميغاواط تحت الطرح، ضمن خطة الوصول إلى إنتاج 1000 ميغاواط، إضافة إلى مشروعات عدة أخرى بأبوظبي، سيتم الإعلان عنها، كما أن الوزارة تدرس إقامة مشروع في منطقة ليوا لإنتاج بين 100 و200 ميغاواط».

وقال وزير الطاقة إن «الإمارات تهدف إلى الوصول بنسبة 5% مساهمة للطاقة الشمسية في مزيج الطاقة المستخدم، وذلك بحلول 2021».

الأول عالمياً

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»، الدكتور أحمد عبدالله بالهول، إن «مشروع تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية يعد الأول من نوعه على مستوى العالم، ويهدف إلى إيجاد حلول عملية لتوفير المياه»، لافتاً إلى أن «التشغيل التجريبي للمشروع يستمر على مدار العام المقبل، على أن يتم بعده اتخاذ قرار بشأن التطبيق التجاري له».

وأكد بالهول أن «إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية أصبح ذا جدوى اقتصادية وأرخص من إنتاجها بالغاز الطبيعي، لذا تركز حكومة أبوظبي على الاستفادة القصوى من تنافسية الأسعار التي تشهدها السوق حالياً»، مبيناً أن «خفض استخدام الكهرباء في تحلية المياه بنسبة 40% واستخدام الطاقة الشمسية، من شأنهما أن يوفرا لحكومة أبوظبي نحو 98 مليون دولار (نحو 360 مليون درهم) سنوياً». وأضاف أن «إطلاق هذا المشروع خلال أسبوع الإمارات للابتكار، يكتسب ميزة خاصة بالنسبة لـ(مصدر)، إذ تعمل الدولة حالياً على دفع عجلة التنمية في خمسة قطاعات حيوية من أصل سبعة تم تحديدها في الاستراتيجية الوطنية للابتكار».

وذكر بالهول أن «مشروع تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، يعالج بشكل مباشر اثنتين من القضايا الملحّة، هما المياه والطاقة، كما يجسد توجهات استراتيجية الابتكار على أرض الواقع، فالابتكارات الملموسة من شأنها أن تقود إلى حلول تجارية يمكن الشروع في تنفيذها على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية». وتابع أن «هذا المشروع يثبت كذلك قدرة الشراكات المتعددة التي تجمع بين إمكانات البحث والتطوير، والأوساط الأكاديمية، والمؤسسات العامة والشركات، على قيادة الابتكارات في سبيل مواجهة التحديات العالمية الحرجة»، مؤكداً أن «(مصدر) تلتزم بتطوير التقنيات من أجل تحسين الطرق المستخدمة حالياً أو إيجاد حلول جديدة أكثر فاعلية وكفاءة وبأسعار معقولة».

تسويق

بدوره، قال مدير مساعد إدارة الأصول والهندسة والعمليات في «مصدر»، محمد عبدالقادر الرمحي، إن «المشروع التجريبي لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، ينتج 1500 متر مكعب يومياً من المياه المحلاة، تصب جميعها في شبكة مياه أبوظبي»، مشيراً إلى أن «العام المقبل سيشهد استمرار تجريب المشروع وانتقاء أفضل التقنيات التي طبقت لاعتمادها تجارياً، والبدء في الإنتاج على مستوى تجاري».

وأضاف أن «الهدف من ذلك هو تسويق المياه على مستوى الإمارات والمنطقة ككل»، موضحاً أن «المستهدف من المشروع، إنتاج نصف مليون مكعب من المياه يومياً». وأفاد الرمحي، بأن «حكومة أبوظبي تسهم بنسبة 51% من المشروع، فيما تبلغ حصة الشركات الأربع مجتمعة 49%»، لافتاً إلى أنه «تم توقيع عقد منفصل بشروط منفصلة لكل شركة من الشركات الأربع المساهمة».

تويتر