في أول سابقة عربية بانتخاب امرأة رئيساً لمجلس برلماني

أمل القبيسي رئيساً لـ «الوطني» بالتزكية

الجلسة الإجرائية شهدت انتخاب أعضاء هيئة المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الاتحادي. تصوير: نجيب محمد

انتخب أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، في الجلسة الإجرائية الأولى من دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السادس عشر، التي عقدت بمقر المجلس في أبوظبي، أمس، الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيساً للمجلس بالتزكية، في فصله التشريعي السادس عشر، لتكون بذلك أول امرأة إماراتية وعربية تترأس مؤسسة برلمانية.

كما شهدت الجلسة الإجرائية انتخاب أعضاء هيئة المكتب التنفيذي للمجلس الوطني، ممثلين في رئيس المجلس ونائبيه الأول والثاني، ومراقبي المجلس، بالإضافة إلى انتخاب أعضاء اللجان الدائمة والشعب البرلمانية للمجلس.

• المجلس الوطني شكّل لجانه وفقاً لنص المادة «38» من اللائحة الداخلية للمجلس، وتم انتخاب 7 أعضاء لكل لجنة.


القبيسي: برنامج التمكين يؤتي ثماره

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/397206.jpg

وجهت رئيس المجلس الوطني الاتحادي، الدكتورة أمل القبيسي، الشكر إلى كل أعضاء المجلس، على ما وصفته بـ«الثقة الغالية»، بانتخابها بالتزكية لرئاسة المجلس، معربة عن اعتزازها الشديد بأن تكون أول امرأة يتم انتخابها لرئاسة برلمان في الوطن العربي.

وقالت القبيسي، عقب انتخابها بالتزكية رئيساً للمجلس الوطني الاتحادي، أمس: «وصولي إلى هذا المنصب يعد شهادة للدولة وموقفها من تطوير عملها السياسي، وتمكين جميع فئات مجتمعها، قبل أن يكون شهادة من الزملاء الأعضاء لشخصي، كما يمثل تأكيداً على أن برنامج التمكين السياسي، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، يؤتي ثماره، ويرسخ أسس تمكين جميع فئات المجتمع، ويرسخ مشاركتها في اتخاذ القرار السياسي».

وأضافت: «أتوجه بالتهنئة لنا جميعاً على الثقة الغالية التي أولتنا إياها قيادتنا الرشيدة، ووضعها فينا شعبنا العزيز، لتمثيله تحت قبة المجلس الوطني الاتحادي، فاليوم نستكمل معكم وبكم مسيرة المجلس الوطني الاتحادي، الذي تجتمع فيه بعض من خيرة أهل الإمارات، الذين زكاهم شعب الإمارات وحكامه، ليستمر عهد الإمارات كدولة يعمل فيها الشعب والحكومة يداً بيد لتحقيق مصير واحد».

وأهدت القبيسي فوزها بمنصب رئاسة المجلس الوطني إلى رائدة نهضة المرأة في دولة الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، باعتباره إنجازاً غير مسبوق للمرأة الإماراتية، كأول امرأة عربية تترأس البرلمان على مستوى الوطن العربي.

وتفصيلاً، بدأت الجلسة الإجرائية الأولى للمجلس الوطني برئاسة أكبر أعضاء المجلس سناً، ماجد حمد الشامسي، بصفة مؤقتة، لحين انتخاب رئيس للمجلس، تنفيذاً لنص المادة «25» من اللائحة الداخلية للمجلس، وأدى الأعضاء خلال الجلسة اليمين القانونية لعضوية المجلس، ثم تم إعلان فتح باب الترشح لمنصب رئيس المجلس الوطني، الذي فازت به عضو المجلس عن أبوظبي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي بالتزكية، لعدم ترشح أيّ من الأعضاء أمامها.

وفور إعلان القبيسي رئيساً للمجلس، سلم رئيس الجلسة المنصب الرئاسي، وبدأت مهامها بكلمة وجهت خلالها الشكر للأعضاء على اختيارهم لها، لتصبح أول امرأة عربية تتولى رئاسة برلمان، مهدية الإنجاز «غير المسبوق» إلى «أم الإمارات»، راعية نهضة المرأة الإماراتية، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ثم تولت القبيسي إدارة الجلسة التي شهدت انتخاب نائبي رئيس المجلس ومراقبي المجلس، بالإضافة إلى رؤساء وأعضاء اللجان والشعب البرلمانية.

وخلال الجلسة تم انتخاب أعضاء هيئة المكتب، التي تتكون من النائبين الأول والثاني لرئيس المجلس والمراقبين، وفاز العضو مروان بن غليطة بمنصب النائب الأول لرئيس المجلس، بينما فاز العضو عبدالعزيز الزعابي بمنصب النائب الثاني، فيما حصل العضوان جاسم عبدالله النقبي، وخليفة سهيل المزروعي، على منصبي مراقبي المجلس.

بعد ذلك شكّل المجلس لجانه، وفقاً لنص المادة «38» من اللائحة الداخلية للمجلس، حيث تم انتخاب سبعة أعضاء لكل لجنة، هي: لجنة الشؤون الداخلية والدفاع، لجنة الشؤون المالية والاقتصادية والصناعية، لجنة الشؤون التشريعية والقانونية، لجنة شؤون التربية والتعليم والشباب والإعلام والثقافة، لجنة الشؤون الصحية والعمل والشؤون الاجتماعية، لجنة الشؤون الخارجية والتخطيط والبترول والثروة المعدنية والزراعة والثروة السمكية، لجنة الشؤون الإسلامية والأوقاف والمرافق العامة، لجنة حقوق الإنسان، لجنة فحص الطعون والشكاوى، ولجنة للرد على خطاب الافتتاح، فيما تشكل لجنة رؤساء اللجان بعد أن يتم انتخاب رئيس لكل لجنة خلال الاجتماع الأول للجان.

وعقب انتهاء التصويت، اطلع المجلس على أربعة مراسيم بقوانين صدرت في غياب المجلس، هي: مرسوم بقانون اتحادي رقم (1) لسنة 2015، بشأن بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون اتحادي رقم (6) لسنة 2011، بشأن إنشاء الهيئة العامة لأمن المنافذ والحدود والمناطق الحرة، ومرسوم بقانون اتحادي رقم (2) لسنة 2015، بشأن مكافحة التمييز والكراهية، ومرسوم اتحادي رقم (3) لسنة 2015 بتعديل بعض أحكام القانون الاتحادي رقم (1) لسنة 1991، بشأن مؤسسة الإمارات للاتصالات، ومرسوم اتحادي رقم (6) لسنة 2015، بشأن إنشاء الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء.

كما اطلع على رسالتين من وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي الدكتور أنور محمد قرقاش، بشأن سحب مشروع قانون اتحادي بشأن تقرير اعتماد إضافي للميزانية العامة للاتحاد وميزانيات الجهات المستقلة الملحقة عن السنة المالية 2015، وسحب مشروع قانون اتحادي بشأن تقرير اعتماد إضافي للميزانية العامة للاتحاد وميزانيات الجهات المستقلة الملحقة عن السنة المالية 2015.

واطلع المجلس على مشروعات القوانين التي لدى المجلس من الفصل التشريعي الخامس عشر، كما وافق على إحالة أربعة مشروعات قوانين واردة من الحكومة إلى اللجان المعنية، بالإضافة إلى الاطلاع على 20 موضوعاً عاماً كانت لدى المجلس منذ دور الفصل التشريعي السابق.


أمل القبيسي .. حياة حافلة بالإنجازات العلمية والعملية

أمل عبدالله جمعة كرم القبيسي.. اسم سيتوقف أمامه تاريخ المرأة العربية المعاصر، لما تمتلكه من سجل حياتي حافل ومكتظ بالإنجازات العلمية والعملية، التي دائماً يسبقها لفظ «للمرة الأولى».

فعلى المستوى العلمي، أكملت القبيسي دراستها النظامية في مدارس أبوظبي، ثم حصلت بعد ذلك على شهادة البكالوريوس في مجال الهندسة المعمارية من جامعة الإمارات عام 1993، قبل أن تحصل على شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى في المجال نفسه من جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة عام 2000، لتصبح من الأوائل في هذا المجال.

وعملت القبيسي، بعد عودتها، في جامعة الإمارات كعضو في هيئة التدريس بكلية الهندسة، قسم الهندسة المعمارية، لمدة ست سنوات، ثم انتدبت للعمل خلال تلك الفترة كمستشارة لتقييم المشاريع المستقبلية والحفاظ على الهوية المحلية وتطوير السياحة التراثية لدى الكثير من المؤسسات الحكومية.

وهي أول إماراتية تفوز برئاسة المجلس الوطني الاتحادي عبر انتخابات تشريعية، كما أنها الخليجية الأولى التي تصل للبرلمان عبر صناديق الاقتراع. وقد كانت أيضاً أول إماراتية تترأس جلسة المجلس الوطني السادسة التي انعقدت في يناير 2012.

وامتد اهتمام القبيسي كمهندسة معمارية ليشمل التراث الإماراتي والهوية المحلية، إذ تمكنت من الحصول على درجة الدكتوراه الوحيدة على مستوى العالم، المتخصصة في الحفاظ على التراث المعماري لدولة الإمارات، وقدمت العديد من الدراسات والبحوث العلمية خلال هذا المجال، كما ركزت على إبراز التراث المعماري الإماراتي، واشتركت في العديد من الأعمال التطوعية في هذا المجال، من خلال الاهتمام بالمواقع الأثرية والمباني التاريخية المهددة بالخطر والحرص على ترميمها والاهتمام بها بالتعاون مع الحكومة الإماراتية.

كما حرصت أيضاً على جمع المعلومات التاريخية والقيام برحلات ميدانية مع الطلبة لمناطق التراث، لحث الشباب على التعرف إلى العمارة المحلية وتوثيقها علمياً ومعمارياً للحفاظ عليها.

ودخلت أمل القبيسي معترك الحياة السياسية في 16 ديسمبر عام 2006، محققة أول فوز نسائي في الانتخابات المحلية، في إنجاز تاريخي صنعته للمرأة الإماراتية، حيث كانت العضو الوحيد المنتخب مع ثمانٍ أخريات في ذلك الدور التشريعي، وقد كان ذلك يعد إضافة حقيقية للحياة السياسية داخل المجتمع الإماراتي، فقد مثلت المرأة داخل البرلمان نسبة 22.5%، ما وضع الإمارات في المركز الثاني على مستوى العالم من حيث تمثيل المرأة بعد ألمانيا.

ومع انعقاد الفصل التشريعي السادس عشر، عُيّنت القبيسي نائباً أول لرئيس المجلس الوطني، ما أتاح لها الفرصة لترؤس جلسة المجلس الوطني السادسة المنعقدة في يناير 2012، وهي سابقة برلمانية تعكس نجاح المرأة الإماراتية من خلال مشاركتها في صنع القرار.

تويتر