فائزون وخاسرون في الانتخابات: الرصيد الشعبي أهم المكاسب

التواصل المباشر يختصر طريق المرشحين إلى البرلمان

التجربة الانتخابية مرت بنزاهة وصدقية عاليتين. أرشيفية

حدد فائزون قبل أيام، في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، مجموعة من المحاور التي اتبعوها للفوز بثقة الناخبين، أبرزها بذل جهد شخصي وجماعي في تعريف الناخبين بالبرامج والخطط البرلمانية المزمع تنفيذها عند الفوز، من خلال التركيز بصورة أكبر على وصول المعلومة إلى الناخب بشكل مباشر، مؤكدين أن التواصل المباشر مع الناخبين أقصر الطرق لوصول المرشحين إلى البرلمان.

إنفاق معرفي

قال المرشح الخاسر في الانتخابات، حماد عبدالله بن حماد، إنه حافظ على الإنفاق المعرفي مع الجمهور «وهي تجربة استمتعت بها كثيراً، خصوصاً أن طبيعة عملي أنني أتولى الخدمات المؤسسية وأنظمة المعلومات في المجلس الوطني للسياحة والآثار، ولم أستغل وظيفتي أبداً في التأثير في قرارات الناخبين».

وأضاف: «مرت التجربة الانتخابية بنزاهة وصدقية عاليتين، فكان من أبرز سماتها من أنفقوا أموالاً كثيرة لكسب تأييد الناخبين، وهو ما لم يتحقق، لأن الناخبين لا يصوتون إلا عن قناعة ببرنامج انتخابي واضح»، مؤكداً أن الرصيد الشعبي أهم مكاسب التجربة.

 وقالوا، لـ«الإمارات اليوم»، إنهم شكلوا فرق عمل من عشرات المواطنين المتطوعين، لمساندتهم في توصيل الرسالة إلى جمهور الناخبين، مستندين إلى ركائز رئيسة تستند إلى رصيد برلماني سابق، ينبغي على الجمهور معرفته، مع الحفاظ على العلاقات الشخصية الطيبة والتواصل المستمر.

 واعتبر وكيل الوزارة المساعد في وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، عضو اللجنة الوطنية للانتخابات، الدكتور سعيد محمد الغفلي، أن «تركيز مرشحين على وسائل التواصل الاجتماعي معدومة التكاليف تقريباً كان سبباً في فوز مرشحين في الانتخابات البرلمانية، وليس شرطاً أن يكون الإنفاق ببذخ هو الفيصل في الانتخابات».

 وأفرزت قراءة للمشهد الانتخابي، من حيث الإنفاق المالي للمرشحين على حملاتهم الدعائية، صورتين من صور الإعلان عن الترشح والوصول الفعلي إلى قناعة الناخبين، تمثلت الأولى في الإنفاق ببذخ على حملات ممنهجة في وسائل إعلام وطرق وإشارات ضوئية ووسائل للتواصل الاجتماعي، والأخرى في الاعتماد على الإنفاق المعرفي عبر تعزيز العلاقات الإنسانية، والرصيد الاجتماعي للمرشح لدى الجمهور.

 من جهته، اعتبر عضو المجلس الوطني الاتحادي من دبي الفائز في الانتخابات، حمد الرحومي، أن الدعاية الانتخابية ينبغي أن تراعي تركيز المعلومة التي يرغب المرشح في توصيلها إلى القاعدة الجماهيرية، لافتاً إلى أنه استعان بفريق عمل قوامه 65 مواطناً، كلهم من المتطوعين بلا أجر، تولوا توصيل رسالته إلى الناخبين.

وأضاف: «لا تستطيع صنع عضو برلمان خلال فترة شهرين فقط، فالناخبون أصبحوا أكثر وعياً بالأمور السياسية عن ذي قبل، فمهما كانت درجة الشهرة لا يمكن اختصار منجزاتك في ظل تغير الأدوات الدعائية نفسها»، متابعاً أن محبة الناس أهم مكاسب الانتخابات.

من ناحيته، قال العضو الفائز في دبي، مروان بن غليطة، إن سقف الإنفاق المالي في حملته الانتخابية لم يتجاوز 130 ألف درهم من إجمالي مخصصات 150 ألفاً كان رصدها للصرف على الدعاية والترويج، فيما ركزت حملته على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال: «ينبغي أن نركز أكثر على الحديث عما نرغب في مناقشته وطرحه، خلال دور الانعقاد المقبل في المجلس الوطني الاتحادي في وقته، وليس عن الانتخابات وما حدث فيها».

بدوره، قال المرشح الخاسر عمر عبدالرحمن أهلي، الذي حصل على المركز الخامس في الترتيب بعد أربعة أعضاء ناجحين، إنه «رغم خسارتي سأظل محافظاً على العلاقة الطيبة مع الناخبين، لأن الرصيد الشعبي الذي حصلت عليه أهم المكاسب».

وأضاف: «أنفقت على الانتخابات نحو 130 ألف درهم، وحصدت أصوات 575 ناخباً، بفارق بسيط عن المرشح الناجح في المركز الرابع، ولابد من الحفاظ على العلاقات الحسنة مع الفئات المجتمعية كافة، لأن الرصيد الشعبي أهم المكاسب».

وأفاد عضو المجلس الوطني الاتحادي الفائز في دبي، جمال الحاي، بأنه «اعتمد على رصيده الشعبي من محبة الناخبين للفوز بفرصة جديدة للوصول إلى البرلمان، إضافة إلى أنه جهز مجلسه الخاص لاستقبال الناس، للاطلاع على برنامجه الانتخابي والتواصل اليومي معهم».

وأضاف: «اجتهدت وفريق عملي الذي لا يزيد على 10 أفراد في توصيل البرنامج الانتخابي والرؤية والرسالة عبر قنوات مختلفة، أبرزها الإعلان في الصحف، ووسائل التواصل الاجتماعي».

 

تويتر