كل يوم سامي الريامي

أعلى مراتب الشرف والعزّة

سامي الريامي

مؤلم فراقهم، لكنهم ساروا في طريق العزّة، ووصلوا إلى أعلى مراتب الشرف والكرامة، ويكفيهم أنهم قدموا أرواحهم إلى وطنهم، وهذه هي أمنية كل إماراتي مخلص، إنهم فخر أهاليهم، وفخر عروبتهم، وفخر لنا جميعاً.

ومع خالص تعازينا ومواساتنا لأسر شهداء الوطن، على كل مواطن إماراتي أن يفخر بأبناء وأبطال الإمارات البواسل، المشاركين في قوة الواجب، ضمن قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، فما يفعلونه هناك سيخلده التاريخ حتماً.

«رجال الإمارات يؤدون مهام مشرّفة، ستتحدث عنها أجيال الإمارات لفترات طويلة مقبلة، فهؤلاء بأرواحهم الطاهرة أبعدوا خطراً حقيقياً كاد يصل إلينا بفعل فاعل».

رجال الإمارات يؤدون مهام مشرّفة، ستتحدث عنها أجيال قادمة في اليمن، حيث أُعيدت الحياة إلى شعب كاد يفقد أبسط مقوماتها ظُلماً، وستتحدث عنها أجيال الإمارات لفترات طويلة مقبلة، فهؤلاء بأرواحهم الطاهرة أبعدوا خطراً حقيقياً كاد يصل إلينا بفعل فاعل، ويُهدّد أمننا واستقرارنا، فحقٌّ علينا أن نرفع رؤوسنا لفعلهم، وأن نتشرف بالحديث بكل فخر واعتزاز عن بطولاتهم الميدانية في ساحة القتال، وجهودهم الإنسانية الضخمة في إعادة الإعمار، وبثّ الحياة في مدينة كانت أشبه بمدينة أشباح.

حقٌّ لكل شهيد إماراتي ضحّى بنفسه أن ندعو له، ونخلّد سيرته وتضحيته للأجيال المقبلة، وحقٌّ علينا أن يتصدّر ذكرهم جميع المناسبات الوطنية، وعدم نسيانهم يوماً، فلقد قدموا أرواحهم الطاهرة، لينعم أطفال وأهل الإمارات بالحياة الكريمة قبل كل شيء، فهم هناك في اليمن لمنع وصول النار والخطر إلى عتبات بيوتنا، وحقٌّ على ذوي كل شهيد أن يرفعوا رؤوسهم عالية في كل زوايا وأنحاء الإمارات، فالبطولة التي سطّرها أبناؤهم هي ملحمة تاريخية لن تُمحى من الذاكرة.

الجندي الإماراتي في اليمن قدّم بطولات حقيقية، بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، لا مبالغة في ذلك، ومنذ أن وطئت رجله أرض اليمن فوجئ العدو بمهارته وكفاءته وشدته القتالية، فمن يمتلك قناعة وإيماناً بقضيته العادلة لنُصرة المظلوم، وردّ الأذى عن أهل اليمن المستضعفين، ودرء خطر حقيقي عن أهله ووطنه، ليس كالظالم المعتدي الذي يُدرك أن قضيته خاسرة، وهو ينتظر لحظة وقوعه في شرّ أعماله!

وما حدث لن يُثني الإمارات عن المُضي بعزم وإصرار نحو الأهداف التي من أجلها وصلت إلى اليمن، ضمن قوات التحالف بقيادة السعودية، فأبناء الإمارات هناك مع أشقائهم السعوديين لدرء الخطر، وقطع الطريق على العدو الإقليمي المتربص بنا، وتطهير اليمن من الميليشيات الانقلابية والعدوانية، التي عاثت فساداً وتخريباً، وهذه الأهداف لن تحيد عنها الدولة.

أبناؤنا جادوا بأغلى ما يملكون، فهم «رجال نشأوا من معين الأصالة، ورووا وطنهم وأمتهم حباً ووفاء، والإمارات ضربت أروع الأمثال في مساندة الأشقاء بأغلى ما تملك في كل مكان».

ونحن إذ نحتسب عند الله شهداءنا، فإننا نجدد الثقة بجنودنا البواسل المرابطين اليوم في المعركة، فهم كما رأيناهم خلال زيارة وفد إعلامي إلى عدن، مرابطون في مواقعهم وخنادقهم في الخطوط الأمامية، يتمتعون بروح معنوية عالية جداً، ولديهم قناعة راسخة بالحق الذي يحاربون من أجله، لذلك فهم يؤدون المهام بكفاءة واقتدار، كانوا تحت أشعة الشمس الحارة، لكن وجوههم مشرقة أكثر من أشعة الشمس، وابتسامتهم لا تفارقهم، ويردّدون باستمرار: «هذا واجبنا، ونحن تحت إمرة قادتنا، ومن أجل الوطن نُرخِص الأرواح».

هذا ما شاهدناه بأعيننا، وسمعناه بآذاننا، وأعتقد أن استشهاد زملائهم لن يثني عزيمتهم عن تحقيق النصر وإعادة الأمل إلى ربوع اليمن، بل إن دماء إخوانهم لن تزيدهم إلا إصراراً وعزيمةً على مواصلة هذا الطريق.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر