بعد الإقبال على توظيف الإماراتيين المؤهلين تكنولوجياً

مواطنون يطالبون بمراكز متخصصة لتدريبهم على المهارات الذكية

المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة تبحث عن الابتكار لرفع الإنتاجية في العمل. الإمارات اليوم

بدأت مؤسسات حكومية وشركات كبرى بالاعتماد على كفاءات مواطنة من أصحاب الخبرات التقنية، سعياً منها إلى مواكبة مرحلة الانتقال من استخدام التكنولوجيا إلى الابتكار فيها، التي تعيشها الدولة حالياً، فيما طالب مواطنون بإنشاء مراكز اتحادية متخصصة لمساعدتهم على بناء قدراتهم، وصقل مهاراتهم في التكنولوجيا والمعرفة الإلكترونية والذكية، مؤكدين أن ذلك سيتيح لهم فرصاً أكبر لخوض التجربة المهنية.

كما اقترحوا استحداث مادة علمية تدرس في السنوات النهائية في الجامعات لتحقيق هذا الهدف.

وحددت شركات ومؤسسات مجموعة إمكانات لدى الشاب المواطن الباحث عن عمل، أهمها الإلمام بأساسيات التكنولوجيا، ما جعلهم يخضعون لاختبارات ذكاء تقني في بعض المؤسسات. وقال مسؤولون في القطاعين الحكومي والخاص لـ«الإمارات اليوم»، إن «المؤسسات الحكومية أو الشركات الخاصة تبحث حالياً عن الابتكار، لرفع الإنتاجية في العمل، ومنح المواطن الشاب آفاق تطوير مهني عدة».

شغف التكنولوجيا

وتفصيلاً، أفاد مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، الدكتور عبدالرحمن العور، بأن «أية إضافة أو تطوير في العمل المؤسسي تستند إلى التكنولوجيا تخدم العمل، وتشكل إضافة نوعية للأداء، وتالياً كان التركيز على الحلول التكنولوجية والأنظمة الذكية في تطوير الأداء».

وأضاف أن «التكنولوجيا التي تتعمق فيها المؤسسات الحكومية الاتحادية بصورة لافتة حالياً، خلقت فرصاً إضافية ونوعية أمام الشباب المواطنين الباحثين عن عمل، وهي الشريحة ذات المهارات التقنية التي نمتلكها في الدولة، إذ يمتلك شبابنا قدرات ومهارات تقنية متطورة، سواء كانوا جامعيين أم من الحاصلين على الثانوية العامة».

وحسب إحصاءات الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، فإن الجهات الاتحادية ما بين وزارات وهيئات مستقلة استعانت خلال العام الماضي بـ8739 موظفاً مواطناً جديداً، فيما بلغ الذين تراوح أعمارهم ما بين 18 و30 عاماً من شريحة الشباب 1787 مواطناً، معظمهم يجيدون التعامل مع الحلول التكنولوجية».

وقال العور إن «ثمة تحولاً في الوظائف الحكومية الاتحادية، بمقتضاه سيتم الاعتماد بصورة أكبر على التكنولوجيا والتطبيقات الذكية، وهو ما سيخلق فرصاً إضافية أمام أبناء الدولة ممن يجيدون التعامل مع التقنية والحلول والأنظمة الذكية».

خطط للانتشار

وحسب رئيس الكوادر الوطنية في برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية، عيسى الملا، فقد «وضعت الدولة خططاً لضمان انتشار الإنترنت وزيادة عدد مستخدميها، وهي بذلك تشجع الأجيال الجديدة على استخدام التقنية واحترافها»، مضيفاً أن «الطفرة التي تشهدها الدولة في وسائل التقنية المعاصرة يقودها مواطنون، لكننا بحاجة إلى استثمار أكبر في البحث والتطوير، لتعزيز المبتكرين الإماراتيين، كما أن سوق العمل اتسمت باتساعها الكبير مقارنة مع سنوات سابقة».

واعتبر الملا أن «الاعتماد بصورة أكبر على التكنولوجيا في العمل، سيتيح الفرصة أمام الإناث بصورة أكبر، وهن اللواتي قضين سنوات في مشكلات الانتقال والعمل من إمارة إلى أخرى، بينما الآن يستطعن - باستخدام التكنولوجيا - أن يعملن من منازلهن تقريباً».

وأكد أن «المواطن أصبح له عقيدة مختلفة في التعاطي مع الوظيفة، فهو يبحث عن مستقبل مهني بصورة أكبر، وليس مجرد وظيفة وراتب شهري فقط، كما أن الجميع ينبغي أن يدرك أن المستقبل الوظيفي يحتوي على تحديات كثيرة، كون معظم قطاعات العمل فيه غير تقليدية».

مؤشر للابتكار

وأكد النائب التنفيذي لرئيس الموارد البشرية في «طيران الإمارات»، عبدالعزيز آل علي، أن «التكنولوجيا أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ونحن نبحث عن الابتكار دائماً، ونلاحظ أن المواطن هو الآخر أصبح يبحث عن الابتكار، كون ذلك يكسبه مزيداً من الجدية والإنجاز في العمل». وأضاف: «صممنا في (طيران الإمارات) أنظمة لقياس مؤشرات الابتكار لدى الموظفين أو المتقدمين لشغل وظائف جديدة، يخضع المواطن بموجبها لقياس قدرته على التطوير والابتكار، كما ننفذ اختبارات ذكاء للمتقدمين الجدد للعمل لدينا، على اعتبار أن الابتكار جزء من القيمة المضافة للشركة». وتابع: «أسسنا مختبراً للابتكار في الشركة، ونستخدمه في تطوير الأشياء ذات العلاقة بالعملاء والجمهور، مستفيدين من الثورة المعرفية التكنولوجية لدى شباب الوطن، فالمواطنون لديهم الآن حصيلة معرفية تقنية هائلة، وأسلوب عصري في التعامل مع الوسائط التكنولوجية، ونحن نحصل على ملاحظاتهم حول أداء الشركة، ونطبق المتميز منها فعلاً».

تدريب وتأهيل

وقال المواطن عيسى محمد (حاصل على شهادة ثانوية عامة) إنه على استعداد للتدرب على التكنولوجيا والبرامج الذكية، بهدف صقل مهاراته، ومواكبة متطلبات سوق العمل، والحصول على وظيفة تناسب رغباته.

ولفت إلى أنه يهدف بذلك إلى الإلمام بأساسيات التطبيقات الذكية للدخول في الحكومة الذكية التي تسعى القيادة إلى تعميمها على مستوى الدولة، وتالياً أصبح الإلمام بالتقنيات الحديثة هدفاً أساسياً من ضمن أهدافه هو وأصدقاء له، حسب قوله. وأضاف أنه يواجه إشكالية في العثور على وظيفة في الجهات الحكومية والخاصة، بسبب عدم توافر جهة أو مركز لتأهيل المواطنين في الجانب التقني والذكي، ما يحرمه من وظائف كثيرة تختص بجانب الخدمات الذكية.

وأكد عبدالرحمن أهلي «ضرورة توافر التدريب في جانب التكنولوجيا، وإنشاء مركز خاص بالتدريب الذكي للمواطنين، نظراً لحرص المواطن على الحصول على وظيفة تناسب سوق العمل وتصقل مهاراته».

وأشار إلى أنه «تخرج في الثانوية العامة قبل عامين، وبعد إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبادرة التحول إلى الحكومة الذكية، حرص على مواكبته من خلال تحميل تطبيقات الجهات المشاركة في التحول الذكي».

وأضاف أن «التحول الذكي يقضي على البطالة إذا استخدم في مجالات عدة، ومنها توظيف المواطنين، وتدريبهم على مواكبة الطفرة الإلكترونية»، لافتاً إلى أنه «يمكن لجهات كثيرة استحداث وظائف تقنية وذكية تسهم في توظيف المواطنين»، مؤكداً ضرورة تدريب المواطنين لمواكبة سوق العمل التي اعتمدت على التطبيقات والاستخدامات الذكية.

واقترح المواطن محمد أسد (طالب جامعة) إنشاء مادة علمية في الجامعات، تسهم في تدريب المواطنين على مواكبة التكنولوجيا، وعدم الاكتفاء بالتدريس الأكاديمي، مؤكداً ضرورة عمل دورات سنوية في مجال التكنولوجيا للمواطنين الراغبين في التعلم على تطبيقات الجهات الحكومية الذكية.

 

تويتر