يدرس الجيوفيزياء في جامعة ولاية يوتا الأميركية

الزعابي: الإنسان ثروة الإمارات قبل النفط والمعادن

حمد الزعابي: «بداية الغربة كانت صعبة، لكن إصراري على تقبّلها جعلني أحصد إيجابياتها التي بنت شخصيتي، فباتت مسؤولة وقادرة على خوض شتى التجارب والظروف بكل ثقة وقوة، وأصبحت تدرك أهمية الوقت واحترامه، وتعي مفهوم الصبر والتحمل جيداً».

اختار المواطن الشاب حمد إبراهيم الزعابي (19 عاماً) تخصص «الجيوفيزياء» في محطته الدراسية الثانية بجامعة ولاية يوتا بالولايات المتحدة الأميركية، ليكمل مسيرة التميز والنجاح التي وضعته بين صفوف أوائل خريجي الثانوية العامة، على مستوى الدولة، في عام 2013، «فالتميز بحد ذاته ليس هدفاً منشوداً، بل الحرص على المحافظة عليه والاستمرار فيه هو المطلب الأسمى»، وهو يرى أن تخصصه الذي يُعنى بثروات الأرض، جعله يكتشف أن لدى الإمارات خصوصية في أن لديها ثروة في جوف الأرض، وعلى سطحها، لكن ثروتها الحقيقية تكمن في الإنسان، قبل النفط والمعادن.

وجد الزعابي، المبتعث من قبل المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، التابع لوزارة شؤون الرئاسة، في «الجيوفيزياء»، بتميزها الذي يجمع بين الهندسة والعلوم، «مستقبلاً كبيراً من شأنه الإسهام في نهضة الدولة وتعزيز اقتصادها، وحمايتها في الوقت ذاته»، فالجيوفيزيائي يستطيع إعطاء معلومات وبيانات دقيقة جداً عن مكامن البترول والغاز، هذا إلى جانب البيانات اللازمة لضمان تحقيق السلامة في النسيج العمراني للمدن وشبكات الطرق وغيرها، بالإضافة إلى حماية المباني من الانزلاقات الأرضية، كما تستخدم الجيوفيزياء في الدراسات البيئية ومشكلات تلوث البيئة، وتدخل ضمنها أيضاً التحريات الجنائية، ولها دور كبير في الكشف عن الآثار الكامنة تحت سطح الأرض، فقد أحدثت ثورة في الاستكشافات تحت السطحية، إذْ تعطي النتائج صورة واضحة عن التراكيب الأرضية وعن الأجسام المدفونة فيها، وفقاً للزعابي الذي قال: «جاء اختياري للجيوفيزياء منسجماً مع محبتي للعلوم، وفضولي الكبير لاكتشاف باطن الأرض وما يحويه من أسرار لم يتم الكشف عن معظمها بعد، فهي مجموعة العلوم التي تتعلق بدراسة نشأة الأرض وتكونها وعلاقتها بالكون، وتغيراتها تحت تأثير العوامل الداخلية والخارجية».

تكيّف الزعابي، الطالب المقيم في ولاية يوتا الأميركية، مع الغربة التي أكمل عامه الأول فيها، فاختيارها جاء لإكمال مشوار التميز والنجاح بطموحات علمية وعملية كبيرة، وقد تعلم كيفية الانخراط في المجتمع الجديد بكل مقوماته، حتى وجد نفسه منسجماً إلى حدٍ كبير فيه ومكتسباً الكثير، «بدايتها كانت صعبةً للغاية، لكن إصراري على تقبّلها جعلني أحصد إيجابياتها التي بنت شخصيتي، فباتت مسؤولة وقادرة على خوض شتى التجارب والظروف بكل ثقة وقوة، وأصبحت تدرك أهمية الوقت واحترامه، وتعي مفهوم الصبر والتحمّل جيداً».

ويضيف «من الممكن أن يتجاوز المغترب تجربته بالعزيمة والإصرار والإيمان بتحقيق الهدف، فالغربة تسهم بشكل فعال في زيادة التعلق بالوطن والأهل».

وفي محاولات للتغلب على «صعوبة الغربة» يشارك الزعابي في الفعاليات الخاصة بالدولة من خلال «ملتقى طلبة الإمارات» في العاصمة الأميركية واشنطن، الذي تنظمه سفارة الدولة في الولايات المتحدة، والذي يهدف إلى تعزيز تواصل الطلبة مع الوطن، وتعريفهم بفرص العمل التي تنتظرهم لدى عودتهم إليه، إلى جانب تشجيعهم على التحصيل العلمي والمثابرة لرد الجميل للوطن وإعلاء شأنه.

ويقضي الزعابي أوقات فراغه في اكتشاف جماليات القارة الأميركية الشمالية، ولكونه عضواً في النادي التطوعي في الجامعة، يشارك في أعمالها التطوعية كزيارة مرضى السرطان في مستشفى الجامعة.

تويتر