المرشد الأسري

صورة

عمري 41 سنة، ولا أجد رغبة في الزواج، فكيف أتعامل مع أهلي الذين يجبرونني على الزواج، ويحرجونني بين الناس، فأشعر بالضيق لعدم قدرتي على إرضائهم والقلق من مواجهتهم؟

القارئ (ق.ل)

 

تختلف أسباب عزوف الشباب عن الزواج حسب اختلاف نشأتهم العاطفية، أو تربيتهم الأسرية، أو بيئتهم الاجتماعية، فالشاب الذي عاش في محيط الخلافات أو كان وسيطاً في حل النزاعات بين والديه أو مشاهدة الصراع بينهما، عاش واقعاً مظلماً ترك له نظرة سلبية تجاه الزواج، وفي ظل تلك النزاعات، حُرم ذلك الشاب من احتياجاته العاطفية التي تعد مصدراً أساسياً في النمو والتكوين. كما أن التربية الخاطئة مثل التفرقة بين الأبناء، أو الضرب المبرح، أو غياب دور الأسرة، أفرزت هذه الظاهرة في المجتمعات.

وهناك أسباب أخرى عديدة، منها ذاتية مثل اشباع الغريزة الجنسية بالأفلام المحرمة، أو الإحساس بالخوف من الفشل في تحمل المسؤولية، أو مرض جسدي أو نمطية التفكير أو ضعف الوازع الديني، ومنها أسباب خارجية، مثل الغزو الفكري والإعلامي، أو التغيرات الاقتصادية، حيث أصبح تأمين السكن وتكاليف الزواج أمراً مؤرقاً، كما أن تدخل الأهل في اختيار شريك الحياة له دوره كذلك في عزوف الشباب عن الزواج. فالفتاة اليوم قد ترفض هي كذلك الزواج لأسباب شخصية منها أزمة الثقة، مواصفات الشريك، مستواه التعليمي أو الوظيفي أو العادات والتقاليد وغيرها، وهنا يجب على الأهل أولاً وعلى الشباب ثانياً التعرف إلى هذه الأسباب حتى يسهل حل المشكلة، فإذا عُرف السبب كان الحل ممكناً.

ويمكن الاستفادة من صندوق الزواج وما يقدمه من خدمات في تزويج الشباب بتحمل كلفة المهور وإقامة الأعراس الجماعية وتخفيف الكلفة، وكذا التوعية بالدورات التدريبية والمحاضرات الثقافية، وعلى الأسرة الاهتمام بأدوارها الإيجابية، فالزواج اليوم مصدر لبناء الشخصيات، ومعلم لتطوير الأمم، ورمز للعفة والاستقرار.

المستشار الأسري عيسى المسكري

 

تويتر