في دراسة ميدانية لـ «الشؤون الاجتماعية» بدبي

78 ٪ من المعاقين ذهنياً يعانــــون القلق والعدوانية والكذب

الدراسة أوصت بإعداد برامج لتعديل السلوك موجّهة للمعاقين ذهنياً. أرشيفية

خلصت دراسة ميدانية أجرتها إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية في دبي، إلى أن 78٪ من المعاقين ذهنياً في الدولة، يواجهون مشكلات سلوكية تخف حدتها مع تقدمهم في العمر، نتيجة اكتسابهم خبرات تساعدهم على التأقلم مع البيئة المحيطة بهم. ومن أبرز هذه المشكلات القلق والعدوانية والكذب. واعتبرت الدراسة التي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها أن ذوي الاعاقة يعدون أكثر عرضة لظهور هذا النوع من المشكلات بسبب عدم تكيفهم مع متطلبات المجتمع المحيط بهم، ونقص الإدراك العقلي أو الحسي، وصعوبة تقييم قدراتهم بشكل يتناسب مع السلوك الاجتماعي المتعارف عليه.

وقال الباحث والاختصاصي النفسي في إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في الوزارة، روحي عبدات، إن الدراسة سعت إلى توضيح المشكلات السلوكية التي تواجه المعاقين في الدولة، والتعرف إلى أثر المتغيرات الرئيسة لدى المعاق ذهنياً وسمعياً، من الملتحقين بمراكز رعاية وتأهيل المعاقين، في ظهور مشكلات سلوكية عنده، لافتاً إلى أن نتائج الدراسة أظهرت مشكلات سلوكية بين الذكور تفوق مثيلتها بين الإناث، الأمر الذي يتوافق مع دراسات علمية أثبتت أن نسبة انتشار التوحد والحركة الزائدة بين الذكور أكثر من الإناث، ويعكس الأسباب الحقيقية وراء المشكلات السلوكية.

وأفاد عبدات أن 21٪ من ذوي الاعاقات الذهنية لم تظهر عليهم مشكلات سلوكية، فيما واجه 78٪ مشكلات متنوعة، منها القلق الدائم بنسبة 16٪، والعناد والعدوانية تجاه الآخرين بنسبة 11٪، وواجه 7 - 8٪ فقط مشكلة الخجل والحركة الزائدة.

وتابع أن «المشكلات السلوكية تزداد سوءاً بحسب شدة الإعاقة، فذوو الاعاقات البسيطة الذين ظهرت عليهم المشكلات السلوكية يكذبون بصورة دائمة، لأن المشكلة (الكذب) تظهر عند شخص يمتلك أسلوب المناورة والوعي الزائد الذي يميزه عن ذوي الاعاقات المتوسطة والشديدة، في حين أظهر هؤلاء مشكلات تتناسب مع إعاقتهم وشدتها، منها القلق والخجل والعناد».

وفي جانب آخر من الدراسة، تبين أن 64٪ من ذوي الاعاقات السمعية الذين أجريت عليهم الدراسة لديهم مشكلات سلوكية.

وقال عبدات إن معظم المشكلات السلوكية الطاغية على المعاقين سمعياً تقع في إطار الخجل والحركة الزائدة بنسبة 14.3٪، يليها القلق بنسبة 10.7٪، والعناد بنسبة 9٪ والعدوانية بنسبة 5٪، لعدم قدرة الصم على التواصل مع الآخرين وعدم تفهم الآخرين لهم، إضافة إلى عدم ظهورهم أمام المجتمع، وصعوبة اختلاطهم بالآخرين وتدني مشاركاتهم في الأنشطة، جراء ضعف قدراتهم.

وتوصلت الدراسة إلى توصيات عدة، منها الاهتمام ببرامج تعديل السلوك الموجهة للمعاقين ذهنياً، كونهم أكثر الفئات التي تنتشر بينها المشكلات السلوكية، وإعداد برامج التأهيل النفسي والاجتماعي لذوي الإعاقة الشديدة، ودعم تواصلهم مع محيطهم، إضافة إلى الاهتمام بدعم المعاقات من النواحي النفسية والانفعالية والاجتماعية، ورفع مستوى الثقة بالنفس، ودمجهن في الأنشطة والبرامج الاجتماعية وإعطائهن الدور والفرصة للمشاركة.

وشددت توصيات الدراسة على ضرورة الكشف المبكر عن المؤشرات الأولية للمشكلات السلوكية عند المعاقين، وحلها قبل تفاقمها وتأثيرها في الجوانب النمائية عند المعاق، إضافة إلى إعداد برامج متخصصة في تطوير الذات للمعاق، ودعمه وتحفيزه ما يقلل من حدة القلق والخجل الناجم عن القصور في قدراته.

وطالبت الدراسة بإتاحة الفرصة للمعاق للتعبير عن احتياجاته ومهاراته، وتنمية ميوله، لافتة الى أن ذلك يعزز تكيفه مع البيئة المحيطة به، ويقلل من حدة المشكلات السلوكية التي يواجهها.

تويتر