تحتاج إلى أدوية بـ 92 ألف درهم لمدة عام

«حمى المتوسط» تهدِّد «هيا» بالروماتيزم وقصور الكليتين

تعاني الشابة السورية (هيا) مرض حمى البحر المتوسط منذ ولادتها، ما يسبب لها ألماً شديداً في البطن، فضلاً عن نوبات متكررة من ارتفاع درجة الحرارة، وتحتاج إلى إبرة يومياً، وتبلغ فاتورة علاجها 92 ألفاً و736 درهماً لمدة سنة.

راتب الأب 4000 درهم، يسدد منه إيجار المسكن، ويعيل 5 أفراد.

حمى البحر المتوسط

يعد مرض حمى البحر الأبيض المتوسط من الأمراض الوراثية الالتهابية، المنتشرة في منطقة دول حول البحر الأبيض المتوسط، تحديداً عند العرب، والإيطاليين، والأتراك، والأرمن، ويأتي هذا المرض على شكل نوبات متكررة من ارتفاع درجة الحرارة قد تستمر حتى 72 ساعة، وبعد زوال النوبة يعود المريض إلى وضعه الصحي الطبيعي.

وأفاد تقرير طبي، صادر من مستشفى العين الحكومي، بأن المريضة (هيا - 17 عاماً) حالتها حرجة، وتحتاج إلى إبر (تبلغ قيمة الواحدة منها 276 درهماً)، وفي حال لم تتلقَّ العلاج اللازم، ستكون مهددة بالتعرض للإصابة بقصور في عمل الكليتين، وأمراض الروماتيزم.

ويضيف التقرير أن إصابة (هيا) بمرض حمى البحر المتوسط منذ ولادتها، سببت لها قصوراً في الغدة الدرقية، والمتلازمة الكلوية، واعتلالاً معوياً، لافتاً إلى أنها تحتاج إلى تناول الأدوية طول حياتها.

وتعتبر حمى البحر الأبيض المتوسط، أو ما يسمى «التهاب الأغشية المصلية الدوري»، من أكثر أنواع الحمى شهرة، وسمي بهذا الاسم لأنه مرض وراثي شائع في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، بينما تندر مشاهدته في الأجزاء الأخرى من العالم.

ويروي والد المريضة قصة ابنته مع المرض، قائلاً: إن (هيا) ولدت في مستشفى العين عام 2001، وفي عمر السنتين بدأت تعاني آلاماً شديدة في البطن والصدر والمفاصل، وبدأت تعاني ارتفاعاً متقطعاً في درجات الحرارة، فاصطحبتها إلى مستشفيات خاصة عدة، حيث أجري لها كثير من التحاليل والفحوص الطبية، إلا أن حالتها المرضية لم تشخص.

وتابع: «سافرنا إلى سورية عام 2006، وهناك تدهورت حالتها الصحية، وشعرت بآلام شديدة ومستمرة في البطن، إضافة إلى تورم رجليها، فاصطحبتها إلى مستشفى، وبعد تشخيص حالتها وأخذ عينة من منطقة العمود الفقري والصدر، تبين أنها تعاني مرض (حمى البحر الأبيض المتوسط)، وهو مرض جيني وراثي».

وتابع الأب «بعد انتهاء فترة الإجازة عدنا إلى الدولة، واصطحبتها إلى مستشفى العين الحكومي، حيث أكدت التحاليل والمعاينة الطبية إصابتها بالمرض، وكان علاجها في بداية الأمر عبارة عن أدوية، استوردتها من مصر بقيمة 300 درهم شهرياً، بسبب عدم توافرها في الدولة، وفي عام 2010 طلب المستشفى تغيير الأدوية، وتكفلت مؤسسات خيرية وصندوق الزكاة والهلال الأحمر الإماراتي وفاعلو خير بمساعدتنا في شراء الدواء مرات عدة».

وقال الأب «أنا حالياً أصبحت عاجزاً عن تدبير قيمة الأدوية والإبر، لأن ظروفي المالية لا تسمح لي بذلك»، متابعاً أنه يعمل في جهة خاصة براتب 4000 درهم شهرياً، ويعيل أسرته المكونة من خمسة أفراد، ويسدد أقساط إيجار المسكن من راتبه.

وأشار إلى أن لديه بطاقة تأمين صحي، لكنها لا تغطي تكاليف الأدوية، مناشداً أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدته في سداد تكاليف علاج ابنته (هيا).

تويتر