العلاجات المستهدفة والمناعية وزراعة نخاع العظم أحدثت تحولاً كبيراً في نتائج العلاج

80% معدلات الشفاء من سرطان الأطفال بالدولة

صورة

أكد رئيس جمعية الإمارات للأورام البروفيسور حميد الشامسي، أن أكثر من 80% من الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان في الدولة يتم شفاؤهم، بما يتوافق مع النسب العالمية، عازياً ذلك إلى تطور التجارب السريرية وبروتوكولات العلاج المتطورة، وأهمها على الإطلاق زراعة نخاع العظم من متبرع، والتي تعتبر ثورة علاجية للأورام والأمراض لدى الأطفال، وضمن إتاحتها في دولة الإمارات بمجرد اعتمادها من المنظمات الدوائية العالمية زادت حالات الشفاء التام.

وأوضح الشامسي في تصريحات لـ«الإمارات اليوم» أن إدخال العلاجات المستهدفة والمناعية وزراعة نخاع العظم وتوافرها أسهم أخيراً في إحداث تحول كبير في نتائج سرطان الأطفال، فكما يعلم كثيرون فإن العلاج الكيماوي والتعرض له لفترات طويلة قد يسبب آثاراً جانبية كبيرة لبعض المرضى، وبسبب إدخال العلاج الموجه والمناعي ساعدت الدراسات الحديثة على تقييم تقليل العلاج الكيميائي لأنواع معينة من سرطان الأطفال، إذ أثبتت العلاجات الموجهة للخلايا السرطانية كفاءتها مقارنة بالعلاجات الكيميائية التي تدمر الخلايا السليمة المحيطة.

من جانبه أكد استشاري أورام الأطفال ورئيس قسم طب وأمراض الدم والأورام عند الأطفال في مدينة برجيل الطبية، الدكتور زين العابدين كاندي، أن معدلات الشفاء في سرطانات الأطفال أعلى بنسبة كبيرة مقارنة بالسرطانات التي تصيب البالغين، فيما يعتبر سرطان الدم الليمفاوي الحاد للخلايا التائية هو السرطان الأكثر شيوعاً بين الأطفال، حيث يصل معدل الشفاء إلى أكثر من 90%، على الرغم من معدل النجاح المرتفع في سرطان الدم الليمفاوي للخلايا البائية باستخدام العلاج الكيميائي المتاح حالياً، وهناك حالات لسرطان الدم لدى الأطفال يصعب علاجها بالعلاج الكيميائي، حيث يكون لها بروتوكول علاجي مختلف.

وأشار كاندي إلى أن أورام المخ تعتبر ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الأطفال بعد سرطان الدم الحاد، لافتاً إلى أن سرطانات الأطفال الأخرى تشمل سرطان الدم النخاعي الحاد، وسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين، وسرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين، وأورام الدماغ، وساركوما إيوينغ، والساركوما العضلية المخططة، والورم الأرومي الشبكي، والورم الأرومي الكبدي.

وأرجع كاندي سبب الإصابة بسرطان الدم إلى وجود استعداد جيني في نخاع العظم وخلل في الخلايا المكونة للدم، ما يؤدي لحدوث السرطان عند الأطفال، مشيراً إلى أن سرطانات الأطفال ليس لها علاقة بالعوامل البيئية كالبالغين، إنما لها علاقة بشكل أكبر بالاستعداد الخلقي للإصابة بالسرطان، إلا أن هذا لا يعني أنه مرض وراثي، لأن قسماً كبيراً من سرطانات الأطفال يكون سببه الحقيقي مجهولاً، لكن عندما ينتشر مرض السرطان في عائلة معينة يقوم الطبيب بالبحث والتدقيق عبر الفحوص، لأنه قد تكون هناك احتمالية للإصابة. وأشار كاندي إلى أن سرطانات الأطفال تعتبر نادرة بما يقدر بثلاث حالات لكل 1000 حالة، وهذا لا يستدعي القلق لدى الأهل، لافتاً إلى أن أعراض سرطان الأطفال تختلف بحسب نوع المرض، حيث يلاحظ في سرطان الدم نقص العناصر المكونة للدم، وشحوب الوجه المستمر، ونقص الوزن دون سبب، والكدمات المنتشرة في الجسم دون سبب، خصوصاً في الأماكن التي لا تتعرض للإصابات اليومية أو الاصطدام كالجذع أو الظهر، خصوصاً ما بين ثلاث إلى خمس سنوات، والحرارة المستمرة، وكتلة بالجسم أو انتفاخ أو كتلة في البطن، والصداع الناتج عن أورام الدماغ، وآلام الرقبة أو تشنجها أو تشنج الجسم العام، وآلام العظام المستمرة، ما يستدعي ضرورة التوجه للطبيب لإجراء فحوص متوسعة عند ملاحظة أي أو بعض من هذه الأعراض.


العلاجات

أكد استشاري أورام الأطفال ورئيس قسم طب وأمراض الدم والأورام عند الأطفال في مدينة برجيل الطبية، الدكتور زين العابدين كاندي، أن دولة الإمارات حريصة على توفير أفضل وأحدث العلاجات الخاصة بأمراض السرطان، مشيراً إلى أن العلاجات المتوافرة تشمل علاجات مستهدفة لعلاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد لدى الأطفال، بما في ذلك بليناتوموماب وإينوتوزوماب، كما تم الموافقة على علاج مناعي خلوي آخر لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال هو العلاج بالخلايا التائية CAR، مشيراً إلى أنه بالإضافة إلى التحسينات في حالات سرطان الدم، شهدت العديد من سرطانات الأطفال الأخرى تطورات ملحوظة مع إدخال العلاج الموجه، خصوصاً بعد الموافقة على عقار بيمبروليزوماب للأطفال الذين يعانون ليمفوما هودجكين الانتكاسية أو المقاومة للعلاج.

وأضاف: «كما أدت العلاجات الحديثة إلى تحسن كبير أيضاً في مرض ورم الخلايا البدائية العصبية، وهو نوع من السرطان يوجد في البطن، وذلك بعد الموافقة على عقار دينوتوكسيماب لعلاج الورم الأرومي العصبي عالي الخطورة، وبالإضافة إلى ذلك هناك علاج مستهدف رائع آخر تم تطويره لعلاج الورم الأرومي العصبي وهو مثبط جين ALK، الذي يعد واعداً في علاجات الأطفال».

90%

معدل شفاء الأطفال من سرطان الدم الليمفاوي الحاد.

تويتر