حقّق طفرة في التشخيص والعلاج وأتاح إجراء عمليات معقدة

الروبوت يقود مستقبل الطب.. تحت إشراف الإنسان

صورة

أكد أطباء مشاركون في معرض ومؤتمر الصحة العربي 2024، الذي اختتم أعماله أخيراً في دبي، أن إدخال الروبوت في القطاع الصحي حقق طفرة كبيرة في التشخيص والعلاج، وأتاح إجراء عمليات جراحية معقدة، بدقة شديدة، إلا أنهم أكدوا أيضاً أنه لن يكون بديلاً عن الطبيب.

وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن تطور تقنية الروبوت في القطاع الصحي، ساعد بشكل كبير في ارتفاع نسب تعافي المرضى، لكنه سيظل أداة في يد الطبيب، ولا يمكن الاعتماد عليه من دون إشراف بشري.

وتفصيلاً، قالت المديرة التنفيذية لقطاع المعلومات بالإنابة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، مباركة إبراهيم، إن «الروبوت الجراحي أحدث تقدماً هائلاً في مجال الطب، ويمكن أن يكون له أثر كبير في المستقبل».

وتابعت أن «تأثيره يتوقف على كيفية تبنيه واستخدامه، فمن الجانب الإيجابي يمكن له تقديم فوائد عدة، مثل الدقة والقدرة على الوصول إلى مناطق صعبة داخل الجسم بما يحفظ الأنسجة المجاورة، ويقلل خطر العدوى، ويحد من حدوث المضاعفات، فضلاً عن تقليص مدة التعافي. لكنه لن يكون بديلاً عن الطبيب».

وشرحت أن دقة الروبوت في أداء المهام الطبية تعتمد على المهمة الطبية المحددة له، ولكنه يفتقر إلى التفاعل مع المرضى، كما يفعل الطبيب البشري. كما أن عمل الروبوت يقتصر على جراحات محددة حالياً، بعكس الطبيب البشري الذي يجري الجراحة وفق اختصاصه.

وقالت إنه يمكن تلخيص أهمية الروبوت في دقة العمليات الجراحية - بفضل البرمجة الدقيقة واستخدام خوارزميات متقدمة - وتوفير التشخيص السريع بالذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الطبية بسرعة وفعالية، ما يسهم في توفير العلاج بشكل أسرع، فيما الطبيب البشري يتفاعل مع المرضى، ويفهم الجوانب الإنسانية للرعاية الصحية، ويقدم الدعم النفسي، إضافة إلى التفاعل وسرعة الاستجابة للظروف المتغيرة، فهو أكثر قدرة وسرعة على التكيف، بينما يحتاج الروبوت إلى تحديثات وبرمجة إضافية للتكيف مع سياقات غير متوقعة.

وذكرت أن الطبيب البشري لايزال يتميز بقدرته على التفاعل الإنساني مع تحديات الرعاية الصحية التي قد تتطلب فهماً عميقاً للعوامل البشرية.

وأكد رئيس أقسام الجراحة في مستشفى الزهراء بدبي رئيس مؤتمر الجراحة في معرض ومؤتمر الصحة العربي، البروفيسور علي الدعمي، أن «دخول تقنيات الروبوت والذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، خصوصاً مجال العمليات الجراحية، أسهم بشكل كبير في حصول المرضى على خدمات علاجية بدقة أعلى بكثير مما كان سابقاً، ورفع من معدلات ونسب التعافي».

وتابع أن «الطبيب أصبح، بفضل تقنيات الروبوت، قادراً على إجراء أكثر العمليات الجراحية تعقيداً بأقل ضرر ممكن لأنسجة المريض، حيث يمكنه الوصول إلى مناطق معقدة في جسم المريض، وإجراء العملية أو استئصال المرض بسهولة، الأمر الذي كان يعد تحدياً كبيراً للأطباء في السابق».

وأضاف الدعمي: «أهم ما يميز استخدام الروبوت في إجراء العمليات الجراحية، أن ينقل حركة يد الطبيب، سواء داخل غرفة العمليات أو عن بعد، بدقة شديدة، وإحداث أقل ضرر بالأنسجة، والحد من كمية الدم التي كان يفقدها المريض».

ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي عزز قدرة الأطباء على علاج أصعب الأمراض وأشدها، مثل مرض السرطان، من خلال ابتكار طرق علاجية خاصة، تناسب كل مريض حسب حالته وجيناته.

وأكد مدير إدارة الاستراتيجية والمستقبل في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، صقر الحميري، أن دخول الروبوت في القطاع الصحي أصبح حتمياً، ويعتمد بقاء الطبيب حالياً في عمله على ضرورة استخدامه هذه التقنية المبتكرة، كذلك لا غنى عن اللمسة البشرية في العلاج وإجراء العمليات، مهما تطورت تقنية الروبوت، حيث سيظل الروبوت أداة متطورة في يد الطبيب، وليس العكس.

تويتر