بدأ بمحاولة إنقاذ جده من السرطان وحافظ على التبرّع لإنقاذ حياة الآخرين

«راشد».. سجلته «صحة دبي» أصغر متبرّع بالدم في عمر 17 عاماً

صورة

سجّل مركز دبي للتبرع بالدم، التابع لهيئة الصحة في دبي، الطالب راشد عبدالله الشحي، كأصغر مواطن متبرّع بالدم، حيث بدأ في عمر 17 عاماً، وحافظ على التبرع دورياً، مقدماً نموذجاً مشرّفاً للشباب المواطنين، ممن يحرصون على خدمة وطنهم ومجتمعهم.

وقال راشد لـ«الإمارات اليوم»، إن رغبته في التبرع جاءت خلال مرحلة مرض جده، الذي كان مصاباً بالسرطان، قبل أن يتوفى أخيراً، مشيراً إلى حاجته المستمرة، في ذلك الوقت، إلى وحدات دم جديدة، إذ أقبل بلا تردد على التبرع بدمه لإنقاذ حياة جده.

وتابع: «بعد التبرع للمرة الأولى أدركت قيمة هذا العمل، إنسانياً ووطنياً، لما له من أهمية في إنقاذ حياة الإنسان، كما أن له في الوقت نفسه فوائد صحية كثيرة تعود على المتبرع نفسه».

وأكد أن الوطن يحتاج إلى دعم أبنائه، مطالباً الآباء بحثّ صغارهم على التبرع بالدم طوعياً، منذ الصغر. وقال إنه يدعو أصدقاءه ومعارفه للتبرع بالدم، ويتحدث إليهم حول فوائده وأهميته، فضلاً عن دوره في إنقاذ حياة الناس، خصوصاً ذوي الأمراض الخطرة، ومن يتعرضون لحوادث تتطلب نقل دم إليهم.

ودعا راشد أفراد المجتمع كافة، من المواطنين والمقيمين، إلى القيام بدورهم المجتمعي والإنساني، من خلال البحث عن المجالات التي تتطلب الدعم والمساعدة، والإقبال على العمل التطوعي، رداً لجميل البلد عليهم، وإسهاماً في رفعة شأنه، ومساعدته على احتواء الأزمات والتعامل معها.

وأنهى راشد دراسته الثانوية، ومن المقرر أن يلتحق بكلية التقنية العليا بدبي، لدراسة إدارة الأعمال، لخدمة بلاده في هذا التخصص مستقبلاً.

وأفادت الرئيس والمدير الطبي لمركز دبي للتبرع بالدم، الدكتورة مي رؤوف، بأن راشد هو أصغر مواطن مسجل في نظام بيانات المركز، حيث بدأ التبرع في عمر الـ17 عاماً، في حين أن القانون حدد سن المتبرعين من عمر الـ18 إلى الـ65 عاماً، ولا يسمح بتبرع من هم أصغر من العمر المحدد، إلا بعد الحصول على موافقة رسمية من ذويهم، والتأكد من قدرتهم الصحية على التبرع، دون احتمالية لحدوث أي مضاعفات صحية.

ولفتت إلى أن الأمر المميز في راشد أنه، على الرغم من أن بداية تبرعه كانت بدافع إنقاذ حياة أحد أقربائه، إلا أنه حرص بعد ذلك على القدوم إلى المركز من دون استدعاء، والتبرع دورياً، دعماً لجهوده في توفير الكميات الكافية من الفصائل لإنقاذ حياة المرضى، مؤكدة أنه يعد مثالاً ونموذجاً مشرّفاً للشباب المبادر والمسؤول.

وذكرت أن هيئة الصحة تعمل على تنفيذ حملات خارجية، تستهدف مؤسسات حكومية وخاصة، إضافة إلى توزيع حافلات التبرع المتنقلة في مناطق مختلفة، بهدف جمع أكبر عدد ممكن من وحدات الدم، وتوفير مخزون كافٍ من الدم بمختلف فصائله.

كما أكدت أن العام الماضي شهد إقبالاً كبيراً من المواطنين والمقيمين على التبرع بالدم، إذ بلغ عدد المتبرعين نحو 66 ألف متبرع.

وذكرت أن الثقة التي يحظى بها المركز من أفراد المجتمع، ومعايير الأمان الصحي المتوافرة لعملية التبرع، واعتماد المركز على أفضل التقنيات والحلول الذكية، واستناده إلى طرق المعاملات اللاورقية بنسبة 100%، أسهمت في ارتفاع حصيلة وحدات الدم التي نجح المركز في تجميعها العام الماضي. وقالت الدكتورة مي رؤوف، إن الزيادة السنوية في كميات الدم التي يجمعها المركز تعود إلى تنامي وعي المجتمع بأهمية التبرع بالدم، إضافة إلى وجود حافلات متنقلة للتبرع توفر على الراغبين مشقة الوصول إلى المركز. وذكرت أن مواطني الإمارات تقدموا صفوف التبرع بالدم، إذ بلغ عددهم 6231 مواطناً و1313 مواطنة.

يشار إلى أن الهيئة طورت خلال فبراير، العام الماضي، أول حافلة للتبرع بالدم في الدولة للعمل بالطاقة الشمسية، تماشياً مع توجهات الدولة واستراتيجية دبي للتحول نحو الطاقة النظيفة، حيث تم استبدال بعض الأجهزة داخل حافلة نقل الدم الجديدة، لتعمل بمولدات تستمد طاقتها من الشمس.

كما دشنت الهيئة، من خلال شراكتها الاستراتيجية مع «دبي القابضة»، حافلة متطورة للتبرع بالدم، مجهزة بأحدث الوسائل، لضمان راحة وسلامة المتبرعين بالدم، وتمكين المركز من الوصول إلى أماكن المتبرعين.

تويتر