الإهمال الأسري يخلق لديهم رغبة انتقامية

3 أسباب لإدمان الأطفال على الألعاب «العنيفة»

صورة

حددت وزارة تنمية المجتمع ثلاثة أسباب تؤدي إلى تعلق الطفل بالألعاب العنيفة، والعزوف عن الألعاب التعليمية والإبداعية، أولها وجود قصور يمنعه من تكوين المهارات الاجتماعية والعلاقات السليمة، فيستعيض عنها بنشاط آخر، والسبب الثاني يتعلق بالجانب النفسي للطفل، حيث غالباً ما يحتاج إلى التحفيز الداخلي، فإذا لم يجده فإنه يحاول تعويضه من خلال الإقبال على الألعاب القتالية، والثالث تعرض الطفل للإهمال الأسري، وعدم رقابته، ما يجعله يعيش في جو انعزالي يدفعه باتجاه التنفيس عن استيائه عبر الألعاب القتالية.

وكانت «الإمارات اليوم» رصدت أن عدد تحميل الألعاب التربوية والتعليمية عبر متاجر التطبيقات الذكية، لا يتعدى بضعة آلاف، فيما الألعاب القتالية تتجاوز عشرات الملايين.

وقالت مديرة إدارة الحماية الاجتماعية في وزارة تنمية المجتمع، إيمان حارب، لـ«الإمارات اليوم» إن الأمر الذي قد يصل بالطفل إلى إدمان الألعاب القتالية، يعود في معظم الأحيان إما لأسباب وعوامل اجتماعية، أو نفسية، أو أسرية، حيث يمكن أن يتسبب أحد هذه العوامل منفرداً، أو مجتمعاً مع عامل آخر أو أكثر، في عزل الطفل لنفسه داخل عالم تلك الألعاب التي تحاكي نقصاً ما موجوداً لديه.

وأضافت أن الطفل يميل بطبيعته إلى الألعاب التي تحمل طابع الإثارة والتشويق، خصوصاً ما يعتمد منها على المراحل المتعاقبة، وهذا مرتبط بالنضج الانفعالي، والتطور الاجتماعي والنفسي، وهو ما يأخذه مصممو ومصنعو الألعاب الإلكترونية بعين الاعتبار، لجذب الطفل لها وتفضيلها على الألعاب الأخرى.

وتابعت أنه إذا كان الطفل لا يملك الإلمام الكافي بفهم قواعد العلاقات، أو ليست لديه القدرة على تكوين علاقات مع أقرانه، نتيجة عدم معرفته أو تدريبه على كيفية بنائها، أو إصلاحها في حال تعرضها لأي منعطفات أو مشكلات، وإنهائها في حال إتيان هذه العلاقة بنتائج عكسية أو سلبية، فإنه سيصبّ اهتمامه على أمر آخر يسليه.

وتطرقت حارب إلى العامل النفسي، قائلة إن الطفل غالباً ما يحتاج إلى ما يسمى «التحفيز الداخلي»، فإذا لم يجد هذا النوع من التحفيز، فإنه يحاول تعويضه من خلال الإقبال على الألعاب القتالية العنيفة، متخيلاً أنه سيصل إلى هدف، ويمكنه الحصول على مكافأة، حيث تشترك تلك الألعاب في قدرتها على توظيف قواعد «التحفيز الداخلي» للاعبين بشكل متقن من خلال اللعب.

وأوضحت أن وجود عوامل نفور من الأسرة تجاه الطفل لأي سبب، أو إهماله وعدم رقابته، يجعله يعيش في جو انعزالي، قد يدفعه إلى شَغل وقته بالإقبال على الألعاب التي غالباً ما يفرغ من خلالها ما بداخله من شحنات انفعالية، تترجم إلى مشاعر انتقامية مضادة، ويجد ملاذه في الألعاب القتالية التي تتسم بالعنف.

وأضافت أن الأمر يصبح أكثر تعقيداً إذا شكّلت مراحل اللعبة ضغطاً شديداً على الطفل، إذ سرعان ما يصاب بالملل إذا تطلبت اللعبة بذل جهد كبير، وربما يتوقف عن اللعب بسبب الإحباط، لذلك تصمم معظم الألعاب القتالية بما يكفل إيجاد حالة من التوازن، عبر جعل مستويات اللعبة تتسم بالسهولة والبساطة، للحفاظ على بقاء الطفل داخل اللعبة، الأمر الذي يجعله مرتبطاً بالألعاب التي تحمل الطابع الانتقامي العنيف.

وأكدت حارب أن دور الأسرة، والقائمين على رعاية الأطفال، والمعلمين، محوريّ وفعال في توجيههم نحو الاختيار المنظم لأنشطتهم، والاختيار الأمثل للألعاب الهادفة، والنأي بهم عن الألعاب العنيفة التي تتسبب في إحداث اضطرابات مزاجية.

ألعاب تربوية إبداعية

أكدت مديرة إدارة الحماية الاجتماعية في وزارة تنمية المجتمع، إيمان حارب، أن الألعاب التربوية الإبداعية تشكّل عنصراً أساسياً للنمو والتطور الاجتماعي والعاطفي والإدراكي للطفل، وتجعله أكثر ذكاء وقدرة على التكيف، وأقل توتراً، وأكثر قدرة على الانسجام مع البيئة المحيطة.

وأوضحت أن عدم وجود فرص للعب الإبداعي يمكن أن يحول دون نمو الطفل بصورة تجعله قادراً على التكيف مع الضغوط، والتمتع بالاتزان النفسي والعاطفي، الذي يؤهله لامتلاك مهارات إدراكية تكسبه قدرة على حل المشكلات، وشددت على دور الأسرة والمعلمين في توعية الطفل بالآثار السلبية الناجمة عن ممارسة الألعاب العنيفة، وتخصيص وقت محدد له، وتوجيه الطفل نحو الألعاب التفاعلية ذات النشاط الحركي.


أطفال يجدون في الألعاب القتالية منفذاً لتفريغ شحنات انفعالية داخلية.

تويتر