طالبوا الجميع بأخذ اللقاح للوقاية من أعراض تثير الشك حول «كوفيد-19»

أطباء: لقاح الأنفلونزا الموسمية لا يعزز المناعة لمواجهة «كورونا»

مصل الأنفلونزا الموسمية تصدره «الصحة العالمية» بعد رصد أكثر 3 فيروسات انتشاراً. ■من المصدر

طالب أطباء فئات المجتمع كافة بأخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية العام الجاري، استثنائياً، للوقاية من أية أعراض قد تثير الشكوك حول احتمالية الإصابة بفيروس كورونا المستجد، فضلاً عن تخفيف الضغط المحتمل على الخدمات الصحية كما حدث مع بداية أزمة «كورونا».

ونفى الأطباء ما يتم تداوله من أخبار حول مساعدة مصل الأنفلونزا الموسمية على تعزيز المواجهة المناعية تجاه الفيروس، مؤكدين أن هذه المعلومات غير علمية، ولا تمت للواقع بصلة، داعين إلى تلقي المعلومات الطبية من الجهات المختصة فقط.

ودعا البروفيسور في جامعة غرب «أونتاريو» الكندية، استشاري طب الأطفال والأمراض المعدية والمناعة بمركز القلب الطبي بمدينة العين، الدكتور حسام التتري، أفراد المجتمع كافة إلى أخذ تطعيم الأنفلونزا الموسمية هذا العام حتى يمكن للأطباء المحاربة على جبهة واحدة فقط، وليس على جبهتين، مشيراً إلى أن ما لا يدركه الكثير أن الأنفلونزا الموسمية تضع الكثير من الضغط على القطاع الطبي كل عام، مثلما حدث خلال شتاء 2019-2020، حيث قدر أن ربع المرضى الذين يزورون المستشفيات بسبب الأنفلونزا.

ونفى التتري وجود أي علاقة بين تطعيم الأنفلونزا في تعزيز الجهاز المناعي ضد فيروس «كورونا»، وإنما قد يحمي الإنسان من أعراض ومضاعفات قد تثير الشكوك حل إمكانية إصابته بالفيروس.

من جهتها نصحت أخصائية طب الأسرة في هيئة الصحة في دبي الدكتورة ندى الملا فئات المجتمع كافة من عمر ستة أشهر فأكثر، لحمايتهم من مضاعفات الأنفلونزا الموسمية، خصوصاً أن عدوى الأنفلونزا عادة ما تدفع المصابين كل عام إلى الذهاب للمستشفيات لتلقي العلاج، وبما أن الأعراض متشابهة كثيراً مع أعراض فيروس كورونا وجب على الجميع أخذ اللقاح للحد من هذه الأعراض.

فيما قال استشاري الأمراض الصدرية في مستشفى الزهراء في دبي الدكتور شريف فايد، إن مصل الأنفلونزا الموسمية يساهم بشكل كبير في تقليل معدلات الإصابة بنزلات البرد، فضلاً عن تقليل حدة أعراضها بشكل كبير، الأمر الذي يحمي أفراد المجتمع من الوقوع فريسة للشك حول احتمالية الإصابة بفيروس «كورونا». وأوضح أن مصل الأنفلونزا الموسمية تصدره منظمة الصحة العالمية عادة بعد رصد أكثر ثلاثة فيروسات انتشاراً وقوة خلال العام السابق، حيث تقوم شركات الأدوية بتصنيعه ليتعامل معها المصل المحدث كل عام.

وذكر أن تجاهل اللقاح قد يزيد أعداد الإصابة بالأنفلونزا ونزلات البرد الموسمية بشكل كبير، الأمر الذي ينتج عنه ضغط مبالغ فيه على المستشفيات والخدمات الصحية، ما قد يساعد في حدوث خلل في المنظومة، خصوصاً في ظل الإجراءات الاستثنائية المتخذة لمواجهة فيروس كورونا.

من جهته نصح أخصائي الصحة العامة وطب المجتمع، المتحدث الرسمي باسم جمعية الإمارات للصحة العامة، الدكتور سيف درويش، الجميع بالحصول على تطعيم الأنفلونزا الموسمية هذا العام، للتقليل قدر الإمكان من الإصابة بالأمراض المعدية، ومواجهة الأعراض التي من شأنها إثارة الخوف والفزع لدى المرضى.

وتابع: «في ما يتعلق بالمعلومات التي يتداولها البعض حول تعزيز لقاح الأنفلونزا الموسمية للجهاز المناعي في مواجهة فيروس كورونا، فإن هذا الكلام لا يستند إلى أساس علمي على الإطلاق». وحسب منظمة الصحة العالمية فإن أوجه الشبه بين أعراض فيروس كورونا والأنفلونزا الموسمية تتمثل في أن أعراض كل منهما متشابهة، فكلاهما يسبب مرضاً تنفسياً يتجلى في اعتلالات واسعة النطاق تراوح بين انعدام الأعراض أو الأعراض الخفيفة إلى المرض الوخيم وحتى الوفاة، كما أن كلا الفيروسين ينتقل باللمس والقطيرات والأدوات المعدية، وبالتالي فإن تدابير الصحة العامة نفسها، كتنظيف اليدين وآداب النظافة التنفسية، تعدّ تدابير مهمة قد تكفي للوقاية من العدوى. وحول أوجه الاختلاف أوضحت المنظمة: «تعدّ سرعة الانتقال نقطة اختلاف مهمة بين الفيروسين، فمتوسط فترة حضانة فيروس الأنفلونزا (أي الفترة من لحظة العدوى حتى ظهور الأعراض) وكذلك فترة الفاصل التسلسلي (أي المدة الفاصلة بين الحالات المتعاقبة) كلتاهما أقصر من فيروس كوفيد-19، ففترة الفاصل التسلسلي لكوفيد-19 تُقدّر بين خسمة أو ستة أيام، في حين تبلغ ثلاثة أيام بالنسبة لفيروس الأنفلونزا، وهو ما يعني أن الأنفلونزا يمكن أن تنتشر بوتيرة أسرع من كوفيد-19، كما أن انتقال الفيروس في الأيام الثلاثة إلى الخمسة الأولى من المرض، أو ربما انتقاله في الفترة السابقة لظهور الأعراض، هو عامل انتقال رئيس بالنسبة للأنفلونزا. وبالمقابل، في حين تعلمنا أن هناك أشخاصاً بإمكانهم طرح فيروس كوفيد-19 قبل 24 إلى 48 ساعة من بداية ظهور الأعراض، فلا يبدو في الوقت الراهن أن ذلك يشكّل عاملاً رئيساً في انتقال العدوى».

ندوة تناقش الأنفلونزا الموسمية خلال «كورونا»

نظمت هيئة الصحة بدبي، أمس، بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي، ندوة افتراضية ناقشت خلالها سبل التصدي لإصابات الأنفلونزا الموسمية خلال جائحة «كوفيد-19» وتشابه أعراضها مع فيروس كورونا المستجد، والممارسات والبروتوكولات العلاجية أثناء التعامل مع المرضى من مختلف الفئات العمرية. واستعرض المشاركون في الجلسة الافتراضية الأعراض والعلامات التي تظهر على المصابين بالأنفلونزا الموسمية منها: ارتفاع حرارة الجسم بشكل مفاجئ غالباً لأكثر من 38 درجة مئوية، لكن قد لا يكون لدى بعض المصابين ارتفاع في درجة حرارة الجسم، والقشعريرة والتعرق، ووجود صداع وألم في العضلات والمفاصل وغثيان، والسعال الجاف المستمر، والتعب والإرهاق، وسيلان الأنف مع التهاب الحلق. وأكد المتحدثون على شفاء معظم المرضى المصابون بالأنفلونزا الموسمية من الحمى والأعراض الأخرى في غضون أسبوع واحد دون الحاجة إلى عناية طبية.


مصل الأنفلونزا الموسمية يقلل معدلات الإصابة بنزلات البرد.

لقاح الأنفلونزا الموسمية يخفف الضغط على الخدمات الصحية.

تويتر