طبيب يعمل 16 ساعة يومياً على خط الدفاع الأول

أنس عبيد: خلال فترة الحجر الصحي.. أسرتي هي المرضى

صورة

يسهم الدكتور أنس غسان عبيد، إلى جانب زملائه من الأطباء والعاملين في قطاع الرعاية الصحية على خط الدفاع الأول في مكافحة «كوفيد 19»، منذ قرابة خمسة شهور، مشاركاً إياهم معاناتهم بسبب ترك عائلاتهم ومنازلهم للتفرغ لخدمة المرضى ومساعدتهم على الشفاء في أسرع وقت.

ويقول إنه يعتبر المرضى الموجودين في الحجر الصحي هم أفراد أسرته، إلى أن تزول الجائحة كلياً.

ويعمل عبيد 16 ساعة يومياً منذ أن تطوع لممارسة واجباته الإنسانية والمهنية في الحملة الوطنية «الإمارات تتطوع»، التي ضمت منصاتها مجالات متعددة من التطوع الميداني التخصصي، والتطوع الافتراضي.

ويقول إنه يحصل على إجازة مدتها يوم واحد كل أسبوعين، وهو يقضيه في غرفته في موقع العمل، مضيفاً أنه لازم المرضى في فترة العزل، حتى خلال إجازة العيد كي لا يشعروا بأنهم وحيدون.

ويؤكد الأطباء والعاملون المتطوعون في خط الدفاع الأول أن التحدي الأكبر في عملهم ليس تحمل الساعات الطويلة ومتابعة علاج المرضى ومكافحة المرض نفسه، بل في رفع روح المرضى المعنوية، وإقناعهم بأن حالتهم النفسية تمثل صمام أمان في معركة هزيمة الفيروس.

وعن رسائل الدعم النفسي والمعنوي التي يستخدمها عبيد لشدّ أزر مرضاه، قال إنه يكرر عليهم أن الأطباء والطاقم الصحي ليسوا فقط معالجين لهم، بل هم أهلهم، وهم سعداء بالبقاء إلى جانبهم.

وأضاف أنه يؤكد لهم أنهم سيتمكنون من هزيمة المرض، داعياً إياهم للتحلي بالصبر والتفكير الإيجابي والإرادة، إلى جانب الحصول على قسط كافٍ من النوم، لما في ذلك من تأثير في تعزيز قدرات جهاز المناعة، ومنع الحالة من التدهور وتسريع عملية التعافي من المرض.

وقال عبيد، الذي يعمل حالياً في المستشفى الميداني للعزل الصحي في أبوظبي، إنه تطوع منذ بداية جائحة «كورونا» مع جهات عدة، منها مركز الفحص الوطني لـ«كوفيد 19» في عجمان، التابع لهيئة الصحة في أبوظبي، كما عمل في المستشفيات الميدانية ومباني العزل الصحي التابعة لوزارة الصحة في عجمان، إضافة إلى إحدى حملات التعقيم الوطني في أم القيوين.

وأكد أن التطوع واجب يمليه عليه ردّ الجميل للإمارات، الوطن المعطاء الذي عاش فيه كل سنوات حياته، وتعلم في مدارسه ودرس فيه الطب.

وعن أبرز الصعوبات التي تعرض لها خلال تقديم خدماته التطوعية، قال إن الصعوبة الكبرى هي الابتعاد عن عائلته طوال الأشهر الماضية، فقد آثر عدم الذهاب إلى المنزل حرصاً على سلامة أفراد العائلة.

وأضاف أن هناك متطوعين آخرين من أسرته، لكن ليس في المجال الطبي، وهو ما يجعل وجودهم بين أفراد العائلة أقلّ خطراً.

وتابع عبيد أن أسرته فخورة بعمله، وتشجعه على الاستمرار في تقديم واجبه، وتدعمه نفسياً وترفع معنوياته.

وأكد أن العمل التطوعي في مجال الطب تجربة ثمينة وعميقة، تزيد الثقة بالنفس، وتخلق شعوراً بالرضا والأمان الداخلي، مضيفاً أن تجربته علمته التخطيط والصبر وإدارة العمليات الطبية تحت الضغط، وبوجود عدد كبير من المرضى، فضلاً عن تعلم كيفية العمل مع جهات مختلفة تشترك في إدارة الأزمات.

تويتر