الإمارات الأولى عربياً والـ 11 عالمياً في قائمة الأكثر أماناً من «الفيروس»

حالات الشفاء من «كورونا» ضعف الإصابات الجديدة

صورة

أكدت إحصاءات وزارة الصحة ووقاية المجتمع وصول عدد حالات الشفاء اليومي، أخيراً، إلى أكثر من ضعف حالات الإصابة الجديدة، والنزول بحالات الوفاة إلى أقل من ثلاث حالات يومياً.

وكشفت الإحصاءات عن إجراء نحو 2.5 مليون فحص للكشف عن المصابين بالفيروس، وهو ما يعادل فحص ربع سكان الدولة، ما أسهم في تصاعد مؤشر الشفاء وانخفاض منحنى الإصابات خلال الفترة الأخيرة، ووصول نسبة المتعافين إلى نحو 62% من إجمالي عدد الإصابات المسجلة في الدولة، وذلك بفضل المنظومة الصحية الإماراتية المتميزة، وإدارتها الناجعة للجائحة، ما أهل الدولة لاحتلال المركز الأول عربياً والـ11 عالمياً في قائمة أكثر 100 دولة أماناً في العالم من فيروس «كوفيد-19»، وفقاً لتقرير مجلة «فوربس» الأميركية.

وأكد البروفيسور في جامعة غرب أونتاريو الكندية، استشاري طب الأطفال والأمراض المعدية والمناعة بمركز القلب الطبي، في مدينة العين، الدكتور حسام التتري، أن الإمارات من أنجح دول العالم في مواجهة جائحة كورونا، وأن تجربتها في مواجهة الأزمة العالمية ستدرس مستقبلاً.

وتفصيلاً، قال التتري، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الإمارات أبدعت في التعامل مع جائحة كورونا لأسباب عدة، أبرزها تصدرها دول العالم في عدد الفحوص مقارنة بعدد السكان، إذ أجرت فحوصاً لنحو ربع سكان الدولة، أي ما يزيد على مليونين ونصف المليون فحص، من إجمالي 10 ملايين شخص يعيشون في الإمارات، ما ساعد على اكتشاف الإصابات مبكراً، إضافة إلى مضاعفة عدد الأسرة الطبية ثلاث مرات، وإنشاء مستشفيات ميدانية، وتوفير الأدوية الجديدة الخاصة بعلاج فيروس كورونا، وترك قرارات بروتوكولات العلاج لأصحاب العلم من الأطباء لتحديد مدى فاعلية كل دواء وإمكانية استخدامه مع المرضى».

وأضاف أن «الاستعداد للحياة الإلكترونية أسهم في نجاح الدولة في مواجهة الجائحة العالمية، فقد تمكنت من محاصرة المرض مع عدم إيقاف الأعمال. كما قدمت الدعم المادي والعيني للفئات المتضررة من الأزمة خلال فترة البقاء في المنازل، ما أسهم في كسر حلقة العدوى».

وكشف تقرير حديث، نشرته مجلة «فوربس» الأميركية، أخيراً، حول أكثر 100 دولة أماناً في العالم من فيروس «كورونا»، عن احتلال دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول عربياً، والـ11 عالمياً، عازياً ذلك إلى كفاءة نظامها الصحي، وخططها الحكومية في مواجهة الجائحة، ومرونة اقتصادها، والطرق الحذرة المبنية على الواقع والعلم، والتي تحاول من خلالها تخفيف عمليات الإغلاق والتجميد الاقتصادي، دون التضحية بالصحة والسلامة العامة.

وقال التتري إن «الإمارات نجحت في تحقيق معادلة زيادة عدد المتعافين على عدد الإصابات المسجلة حديثاً، إذ يتسع الفارق بينهما يومياً لمصلحة حالات الشفاء. كما نجحت في الهبوط بمنحنى الوفيات، بعد أن صعد إلى 10 حالات يومياً، إذ أصبح حالياً أقل من ثلاث حالات، لتكون الإمارات ضمن أقل دول العالم في عدد الوفيات الناتجة عن مرض كورونا، بتسجيل 26 حالة وفاة لكل مليون نسمة».

وقال التتري: «بتنا أكثر قدرة على التعايش مع الفيروس، خصوصاً أنه وجد ليستمر معنا، مثل كثير من الفيروسات السابقة التي ظهرت ولم تختفِ، منها إنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور، لذلك لابد أن نكون صادقين مع أنفسنا ولا نفرط في التفاؤل، وأن نواصل الالتزام بالإجراءات الاحترازية كافة، وفي مقدمتها التباعد الجسدي ولبس الكمامات والحفاظ على نظافة الأيدي وغسلها بالماء والصابون، أو تعقيمها».

ولفت إلى أن الوصول إلى مصل كورونا سيستغرق مزيداً من الوقت. لكن الأهم حالياً هو معرفة سبب وفاة مرضى كورونا، إذ لاتزال لدينا علامات تثير القلق.

وشرح التتري أن «بعض حالات الوفاة غير معروفة السبب، ففي بدايات الجائحة كانت الدراسات تعزو السبب إلى نقص الأوكسجين، وإلى حاجة المرضى إلى أجهزة تنفس متطورة. لكن على الرغم من وضع المرضى على أجهزة تنفس حديثة، ووجود نسبة جيدة من الأوكسجين في الدم، فقد استمرت حالات الوفاة نتيجة توقف القلب. ورجح المختصون أن يكون سبب الوفيات حدوث جلطات في شرايين الرئة الصغيرة، فاستخدموا مميعات للدم، إلا أن حالات الوفاة لم تتوقف. وعزت دراسات سبب الوفاة إلى حموضة الدم، فعمل المختصون على ضبط حموضة الدم. لكن النتيجة لم تتغير».

وأضاف أن «وفيات عدد كبير من المرضى لاتزال مجهولة السبب، إذ لم يتمكن العلماء من معرفة ما يحدث للمريض في اللحظات الأخيرة».

وأكد أن الأبحاث لاتزال مستمرة، وأن الوصول إلى إجابة محددة سيسهل التعامل مع المرض، ويمهد الطريق لعودة البشرية إلى حياتها الطبيعية.

الموجة الثانية

أكد البروفيسور في جامعة غرب أونتاريو الكندية، استشاري طب الأطفال والأمراض المعدية والمناعة، بمركز القلب الطبي بمدينة العين، الدكتور حسام التتري، أن أحد أسباب القلق الحالي هو توقع موجة ثانية للفيروس، مشيراً إلى أنه لا يمكن لأحد التنجيم بهذا الأمر، إلا أن الاحتياط ضروري، خصوصاً أن تاريخ الفيروسات به موجات للمرض، وحدث ذلك عام 1918، عندما ظهرت الإنفلونزا الإسبانية كانت الموجة الأولى متوسطة، ثم جاءت الموجة الثانية شديدة، وأيضاً عام 1957، وقديماً الطاعون جاء في أكثر من موجة شديدة، لذلك فإن الحرص مطلوب، وأولى خطوات هذا الحرص الاستمرار في التباعد الجسدي، ولبس الكمامات، خصوصاً أن منحنى الإصابة للدول التي التزمت بالكمامات منذ بداية ظهور المرض، تراجع سريعاً على عكس الدول التي لم تلتزم بالكمامات حيث يرتفع منحنى الإصابة بها بشكل كبير.

في مواجهة «الجائحة»

اعتمد تقرير مجلة «فوربس» الأميركية، الصادر عن مجموعة «Deep Knowledge Group»، وهي تحالف يضم الشركات والمنظمات غير الربحية المملوكة لشركة «Deep Knowledge Ventures»، للاستثمار (تأسست عام 2014 في هونغ كونغ) على 130 مؤشراً كمياً ونوعياً، وأكثر من 11.400 نقطة بيانات، تتناول معايير، مثل: «كفاءة الحجر الصحي» و«المراقبة» و«الكشف» و«الاستعداد الصحي» و«الكفاءة الحكومية».

وطبقاً لترتيب الدول العربية في قائمة الـ100، جاءت الإمارات في المركز 11 عالمياً، والمملكة العربية السعودية في المركز 17، والكويت في 21، والبحرين 23، وسلطنة عمان 33، ولبنان 77، ومصر 86، وتونس 87، والمغرب 92، إضافة إلى الجزائر في المركز 93.

واحتلت المركز الأول عالمياً دولة سويسرا، والمركز الثاني ألمانيا.


62 %

من مصابي فيروس «كورونا» في الدولة.. تعافوا نهائياً.

2.5

مليون فحص، أجرتها الدولة للكشف المبكر عن «كورونا».

تويتر