مؤشرات ما بعد الجائحة: الصدمات النفسية تصل إلى 41%.. وإدمان الألعاب الإلكترونية يرتفع 75%

النساء المدمنات أكثر عرضة للإصابة بـ «كورونا» من الرجال

صورة

طالب مسؤولون وخبراء شاركوا في حلقة نقاشية نظمها مركز حماية الدولي تحت رعاية القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله خليفة المري، بضرورة إعداد دراسات نفسية واجتماعية حول التأثير النفسي المتوقع على المجتمع وأفراده، خصوصاً متعاطي المخدرات، بسبب جائحة كورونا وما فرضته من البقاء في المنازل فترات طويلة.

وكشفوا أن التبعات النفسية لتلك الجائحة ربما تصل إلى نسب تراوح بين 4% و41% ارتفاعاً في مؤشر الإصابة بأمراض نفسية، فيما تتوقع الدراسات إلى ارتفاع مؤشر الإدمان على الألعاب الإلكترونية 75%.

وأشاروا إلى أن مدمني المخدرات أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بفيروس كورونا، وتزيد احتمالية الإصابة بين النساء المدمنات أكثر من الذكور، خصوصاً الفئات الدنيا أو اللاتي يعانين مشكلات اجتماعية وقانونية.

وتفصيلاً، قال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، خلال الجلسة التي عقدت تحت عنوان «تحديات التعامل مع تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية خلال أزمة كورونا»، إن المدمنين يواجهون مشكلتين في هذه الظروف: الأولى تتمثل في وقوعهم أسرى لهذه السموم، والثانية المخاطر المرتبطة بالإصابة بفيروس كورونا في ظل زيادة احتمالات إصابتهم بالمرض مقارنة بغيرهم.

وأكد المنصوري أن شرطة دبي تحاول قدر استطاعتها توفير الوقاية اللازمة من هذه الآفة المدمرة سواء من خلال التوعية أو جهود المكافحة، مشيراً إلى أهمية التوصل إلى نتائج سريعة حول تأثير كورونا المباشر على مدمني المخدرات وكيفية الاستفادة من البقاء في المنازل فترات طويلة لتعزيز التقارب الأسري وحماية الأبناء من هذا الخطر.

إلى ذلك قال مدير عام المركز الوطني للتأهيل رئيس اللجنة الوطنية للعلاج والتأهيل بمجلس مكافحة المخدرات، الدكتور حمد الغافري، إن دراسات حديثة ترجح ارتفاع مؤشر الأمراض النفسية بعد جائحة كورونا لدى الأشخاص الذين لم يعانوا منها سابقاً، مشيرة إلى أن نسبة الإصابة بالصدمات النفسية ربما ترتفع من 4% إلى 41%، والإحباط بنسبة 7%، لافتاً إلى أن دراسة أخرى أكدت أن الإدمان على ألعاب الفيديو ربما يرتفع بنسبة 75% على مستوى العالم، وأن الظروف الصعبة التي يعيشها العالم حالياً ضاعفت نسبة مشاعر الخوف والقلق والغضب وتقلب المزاج، وانعكس ذلك على ارتفاع معدل العنف الأسري، ونسبة استخدام العقاقير الطبية والمواد المخدرة بأنواعها.

وأضاف الغافري أن المدمنين يعانون بحكم مرضهم العزلة وضعف المناعة، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس «كوفيد 19» من غيرهم، لافتاً إلى أن دراسة حديثة كشفت أن النساء المدمنات أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا من الرجال المدمنين، خصوصاً اللواتي ينتمين إلى طبقات اجتماعية دنيا ويعانين مشكلات اجتماعية.

وأوضح أنه من اللافت ارتفاع عدد المرضى من المتعاطين خلال الأشهر الماضية من العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، بالرغم من الإجراءات الاحترازية التي تحول دون سهول الحركة بسبب وباء كورونا، كما أن هناك ارتفاعاً في مؤشر الحالات المرضية الجديدة.

من جهته قال مدير مركز حماية الدولي، العقيد عبدالله الخياط، إن التقرير السنوي للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات لعام 2019 سلط الضوء على عدد من الجوانب المهمة، مثل ارتفاع ظاهرة تعاطي المخدرات ذات الأثر النفسي بين الشباب بشكل خاص.

مخدرات بديلة

قال المدير الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة بدول مجلس التعاون الخليجي، الدكتور حاتم علي، إن تداعيات فيروس كورونا من إغلاق للحدود والمطارات دفعت عصابات تهريب المخدرات إلى تصنيع مواد مخدرة مخلقة بديلة عن التقليدية لتسهيل عملية شحنها، ولجأوا إلى وسائل تهريب بديلة في ظل منع السفر في الوقت الراهن، مثل الاعتماد على عمليات الشحن التجاري.

تويتر