تولوا مناصب رفيعة وأصرّوا على الاستمرار في أداء واجبهم الطبي

مديرو مستشفيات: مقعد الإدارة لا يمنعنا من واجبنا في غرف العمليات

صورة

رصدت «الإمارات اليوم» ثلاثة مديري مستشفيات حكومية في دبي، يسجلون حضوراً شبه يومي في غرف العمليات تطوعاً، على الرغم من توليهم مناصب إدارية رفيعة تعفيهم من ممارسة المهنة. ويصرّ هؤلاء على الاستمرار في أداء رسالتهم الإنسانية تجاه مرضاهم، مرتدين معاطف غرف العمليات، ذات اللون الأزرق، ورافضين اعتبار العمل الإداري ذريعة للتخلي عن واجبهم، فيما يعزف مديرون آخرون عن ممارسة المهنة بمجرد تربعهم على كرسي الإدارة.

وأكد مديرو المستشفيات الثلاثة لـ«الإمارات اليوم»، أن الطبيب الذي يترك ممارسة المهنة، يترك رسالته ودوره تجاه مرضاه.

وتفصيلاً، قال استشاري أمراض القلب والقسطرة المدير التنفيذي لمستشفى راشد في دبي، الدكتور فهد باصليب، إنه يجري شهرياً نحو 50 عملية قسطرة، ما بين تشخيصية وعلاجية، إلى جانب الجهد الإداري الكبير الذي يبذله لإدارة المستشفى، مؤكداً أن شغله المنصب الإداري لن يحول دون ممارسة المهنة ومتابعة مرضاه على الدوام.

ووصف باصليب مهنة الطب بـ«العشق»، شارحاً أنها تتملك صاحبها أكثر من أي مهنة أخرى، الأمر الذي يجعل التخلي عنها تحت أي ظرف أمراً بالغ الصعوبة، وأضاف أنه يشعر بسعادة لا توصف عندما يكون سبباً في شفاء مريض.

وفي ما يتعلق بكيفية إحداث التوازن بين العملين الإداري والمهني، بيّن باصليب أن العمل الإداري عادة ما يقوم به فريق يتحلى بروح العمل الجماعي، إذ تتوزع المهام والمسؤوليات بين أعضائه على نحو يضمن سلاسة الإجراءات وانسيابية العمل في الأقسام كافة، من دون أي خلل أو تقصير.

وذكر أنه لا يمكن لأي طبيب أن يترك مهمته الأساسية ويركن للعمل الإداري، في ظل حاجة الدولة الماسة إلى أطباء في مختلف التخصصات، خصوصاً أنها أنفقت مبالغ طائلة لتعليمه، سواء في الدولة أو خارجها، مشيراً إلى أنه في حال اتجه الأطباء المواطنون إلى العمل الإداري واكتفوا به، ستخلو الساحة منهم.

وطالب كل طبيب أن يظل مرتبطاً بمهنته إلى الأبد، وأن يحقق التوازن بين العمل الإداري وممارسة المهنة، خصوصاً أن الطبيب الناجح يسهم في إنشاء أجيال من الأطباء المهرة، من خلال عمليات التدريب والتعليم المستمرة في غرف العمليات، وليس من خلال مكاتب الإدارة.

وقالت المديرة التنفيذية لمستشفى لطيفة للنساء والأطفال، الدكتورة منى تهلك، إنها لم تترك غرفة العمليات منذ توليها إدارة المستشفى، إذ قسمت أيام الأسبوع بين العمل الإداري ومتابعة مرضاها، وإجراء عمليات النساء والولادة.

وذكرت أنها تتابع نحو 13 مريضاً يوم الأحد من كل أسبوع، فيما تجري نحو ثلاث عمليات كل يوم اثنين، وتخصص يوم الثلاثاء لمتابعة الأمور الإدارية، التي يقوم بها في الأساس فريق عمل عالي الكفاءة، كونته لمتابعة كل صغيرة وكبيرة، وتسيير الأمور أثناء متابعتها المرضى.

وأكدت أنها قضت سنوات طويلة في دراسة الطب خارج الدولة، ولن ترضى أن ينتهي بها الأمر من دون ممارسة المهنة، خصوصاً مع حبها الكبير لتخصصها.

ولفتت إلى أن تعليم الأطباء الجدد وتدريبهم واجب على كل طبيب مواطن، مضيفة أن تنظيم الوقت هو العامل الأهم في تحقيق التوازن بين ممارسة المهنة والإدارة.

وشددت تهلك على ضرورة ارتباط كل طبيب بمرضاه حفاظاً على مهارته، لأن العمل الإداري يتغير، أما الطبيب فيظل طبيباً.

وأكدت المديرة التنفيذية لمستشفى دبي، الدكتورة مريم الريسي، أنها عملت على تحقيق التوازن بين عملها مديرة لأحد أكبر المستشفيات في الدولة، وكونها طبيبة أمراض نساء وولادة بالدرجة الأولى، لافتة إلى أنها تحرص على تسجيل حضورها في غرف العمليات أسبوعياً، من خلال إجراء عمليات صعبة ومعقدة، من دون إخلال بالعمل الإداري بأي شكل من الأشكال.

تويتر