روبوت يجري أول جراحة لعلاج السمنة في الإمارات

أجرى أطباء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أحد مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، جراحة مبتكرة، هي الأولى من نوعها في دولة الإمارات، استخدموا فيها الروبوت بشكل كامل لتغيير مسار عصارة البنكرياس وتحويل الاثني عشر لدى مواطنة مريضة، ليتيحوا بذلك خياراً جراحياً لعلاج البدانة على المستويين المحلي والإقليمي.

وكانت المريضة الشابة قد خضعت قبل سنوات لجراحة تكميم المعدة في مستشفى آخر، لكنها عادت واكتسبت وزناً وارتفع مؤشر كتلة الجسم لديها إلى المستوى الذي يرتبط بحالات العجز المرتبطة بالبدانة، لذا قرر أطباء كليفلاند أبوظبي مساعدتها عن طريق استخدام الروبوت لتغيير مسار عصارة البنكرياس وتحويل الاثني عشر، بهدف تقليص جزء كبير من مسار الطعام في الأمعاء الدقيقة، ما يسهم في مروره بسرعة وتقليل كميات الدهون والسعرات الحرارية التي يمتصها الجسم.

وتتميز جراحة الروبوت بأنها توفر للأطباء مستوى أعلى من الدقة أثناء الحركة وإجراء الغرز لإعادة وصل الأنسجة، كما تسهم في الحد من الألم وتسريع التعافي لدى المرضى، وتضمنت الجراحة التي أجريت للمريضة إحداث أربعة ثقوب صغيرة فقط، قطر كل منها سنتيمتراً واحداً، في منطقة المعدة: ثقب للكاميرا، وثلاثة ثقوب للأذرع الآلية التي يستطيع الجراح التحكم بها بمساعدة الصور ثلاثية الأبعاد التي تُعرض على الشاشة أمامه.

وأكد استشاري الجراحة العامة في معهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" الدكتور ريكارد كورسيل، الذي أجرى الجراحة، أن حالة المريضة الصحية قد تحسنت بما سمح لها بالعودة إلى منزلها في الفجيرة بعد أربعة أيام فقط قضتها في المستشفى، وقال: "تفيد جراحة الروبوت في الحد من الألم لدى المريض. هذه العملية هي الأولى من نوعها في دولة الإمارات، ونحن نعتقد أن هناك إمكانيات قوية لاستخدام الروبوت في المزيد من جراحات السمنة".

وقال كورسيل: "يوفر التصوير ثلاثي الأبعاد رؤية واضحة لكامل المنطقة التي نعمل عليها، وتسهم الزوايا الأكبر لحركة الأذرع الآلية في تسهيل عملية إجراء الغرز الجراحية، مما يحد من خطر التسربات والمضاعفات. يستطيع الجراح أن يرى كل شيء على الشاشة وأن يتحكم بحركة الأذرع أثناء إجراء الغرز ووصل أجزاء الأمعاء، وهذه مزايا مهمة جداً في حال الجراحات التي تجرى لمرضى البدانة".

وأشار إلى أنه عقب الجراحة، قامت المريضة بزيارة مراجعة خضعت خلالها للفحص من قبل الدكتور كورسيل، الذي كان سعيداً بالتقدم الذي أحرزته بخسارة ما يقارب من 10 كغ خلال فترة قصيرة، كما التقت أيضاً بأخصائي تغذية زودها ببرنامج غذائي يتضمن ثلاث وجبات يومياً ومصمم لإعداد المريضة للعودة إلى النظام الغذائي العادي بالتدريج.

 

تويتر