أكدت أنها تهدف إلى جذب المواطنين والمواطنات وسد احتياجات القطاع الطبي

«صحة أبوظبي» تدرس دعم الممــرضين بامتيازات الأطباء

«صحة أبوظبي» تسعى إلى جعل مهنة التمريض جاذبة للمواطنين. تصوير: تشاندرا بالان

أبلغت رئيسة قسم التعليم الطبي المستمر والتقييم المهني في هيئة صحة أبوظبي، الدكتورة نورا المنهالي «الإمارات اليوم» بأن الهيئة تدرس مقترح مشروع لدعم قطاع التمريض، يهدف إلى تقديم مزيد من الحوافز والمكافآت للمنتسبين إلى القطاع من المواطنين والمواطنات تماثل امتيازات الأطباء.

وقالت إن هناك صياغة مبدئية لهذه المقترحات وبلورتها جارية في صورة مشروع يهدف إلى جعل مهنة التمريض جاذبة للمواطنين، لافتة إلى أن «المقترحات التي تدرس حالياً تركز على كيفية سد احتياجات القطاع الطبي من مهنة التمريض، ومعرفة الحجم الحقيقي للفجوة بين عدد الخريجين من الممرضين والممرضات سنوياً واحتياج سوق العمل».

تاريخ التمريض

شرحت أمين سر جمعية الإمارات للتمريض، ليلى سلطان تاريخ التمريض، موضحة أنه من المهن القديمة التي تحتاج إلى مزيد من الدعم لتصبح في امتيازاتها وحوافزها مماثلة لمهنتي الطب والصيدلة، لافتة إلى أن مهنة التمريض العصب الرئيس للقطاع الطبي.

وتابعت أن مزاولة المهنة في أبوظبي بدأت في أوائل العقد السادس من القرن الماضي، بوصول بعض الممرضين من دول جنوب غرب آسيا، ثم توالت وفود الممرضين والممرضات بعد افتتاح عيادة الأمومة والطفولة في أبوظبي عام ،1966 ثم افتتحت الإرسالية الكندية مركزاً في المستشفى الكندي في مدينة العين.

وأضافت سلطان أنه مع افتتاح أول مستشفى في مدينة أبوظبي سنة 1967 من قبل دائرة الصحة بدأت الخدمات التمريضية تنتظم فعلياً في أبوظبي، وفي الشارقة تم إنشاء أول مستشفى «الكويت»، كما أنشِئ مركز صحي وعيادة للصحة المدرسية، ويعتبر مستشفى سيف بن غباش (مستشفى المدينة سابقاً) الذي تأسس عام 1961 أول مركز علاجي في إمارة رأس الخيمة يستقبل ممرضات.

وأكملت ،في دبي تطورت الخدمات التمريضية بشكل مشابه لما حدث في الشارقة ورأس الخيمة، إذ تم افتتاح المستشفى الكويتي في دبي خلال الستينات، وبعد قيام الاتحاد وتشكيل وزارة الصحة الاتحادية أعادت الوزارة بالتعاون مع إدارة الخدمة المدنية في عام 1975 تنظيم الكادر التمريضي وتحسين أوضاع طاقم التمريض، لجذب عمالة من الخارج، وتمت مراجعة الكادر مرة أخرى ،1982 وفي 1989 عدل الهيكل التنظيمي لوزارة الصحة وأضيفت إدارة التمريض ضمن الإدارات المستحدثة فيه.

وحول تطور واقع تعليم التمريض في الدولة، قالت سلطان بدأ تعليم التمريض في أبوظبي عام ،1972 عندما افتتحت وزارة الصحة مدرسة التمريض ببرنامج مدته سنة ونصف السنة بعد المرحلة الابتدائية لتخريج مساعد ممرض، وبرنامج آخر مدته ثلاث سنوات بعد الشهادة الإعدادية يحتوي على مساقات مجزأة تبعاً للتخصصات الطبية.

وأضافت في عام 1982 وتحت إشراف الجامعة الأميركية في بيروت تم استحداث برنامج تمريض مماثل لبرنامج الثانوية في التمريض المعمول به في دول أخرى، وكانت تعطى شهادة التمريض الفني للذين انهوا ثلاث سنوات دراسية بعد الإعدادية واستمر البرنامج لمدة عام. وقالت سلطان في عام 1986 تم استحداث برنامج دبلوم التمريض لحاملات الشهادة الثانوية استعيض به تدريجياً عن جميع البرامج التمريضية الأخرى، وفي العام نفسه تم تحديد المستوى التعليمي للتمريض في المدارس التابعة لوزارة الصحة ليكون ثلاث سنوات بعد المرحلة الثانوية، لافتة إلى قيام وزارة الصحة بالتوسع في افتتاح مدارس التمريض في العديد من إمارات الدولة لتسهيل عملية التحاق المواطنات بالمهنة. وأفادت بأنه في عام 2000 تم تأسيس برنامج البكالوريوس في التمريض في جامعة الشارقة، وهو أول برنامج من نوعه في دولة الإمارات، وفي عام 2008 تم افتتاح كلية رأس الخيمة للعلوم الصحية وكلية فاطمة في أبوظبي.

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/348064.jpg

وأشارت المنهالي إلى أن تنظيم حملات توعية لطلبة المدارس تتزامن مع دراسة مقترحات المشروع، لجذب الطلبة المواطنين إلى هذه المهنة وتعريفهم بحوافزها، ملمحة إلى وجود تحديات تواجه الأسرة المواطنة للعمل في هذه المهنة تعود الى النظرة الدونية للمنتسبين إليها، وزيادة ساعات العمل فيها، والمناوبات مقارنة بالعائد المالي المحدود، وعدم توافق البدلات الوظيفية ومتطلباتها قياساً بوظائف أخرى، مؤكدة وجود فروقات واسعة بين مهنة التمريض التي تقدم خدماتها على مدار 24 ساعة وتتقاضى بدلات وحوافز أقل مقارنة بالصيادلة والأطباء.

وأفادت عضوة مجلس إدارة جمعية التمريض الإماراتية رئيسة قسم التمريض في مركز شرطة دبي الطبي، نورا السعدي، بأن كادر التمريض معرض لخطر العدوى بالأمراض، مؤكدة تمتع المنتسبين لهذه المهنة بامتيازات عدة في دول مثل كندا والسعودية.

وتابعت أنها استغرقت سنة في إعداد دراسة، مثل مشروع تخرج في برنامج «إعداد القادة» الذي تتبناه وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ومجلس التمريض العالمي، حول أسباب عزوف المواطنين والمواطنات عن الانتساب لمهنة التمريض، وأكدت الدراسة أن «النظرة المجتمعية المتدنية للتمريض مقارنة بالتخصصات الأخرى، بالإضافة إلى الأعباء الوظيفية، وضعف الرواتب والحوافز المالية، وراء تحول معظم الممرضين والممرضات من المواطنين لشغل وظائف إدارية.

وأكدت السعدي أن الدراسة بينت وجود 23 ألفاً و433 مهنة تمريضية في الدولة، يشغل المواطنون منها 759 وظيفة، منهم 296 موظفاً في وزارة الصحة، و33 في أبوظبي و37 في دبي، 361 في خدمات القوات المسلحة، و28 في وزارة الداخلية في شرطتي أبوظبي والشارقة، أربعة في شرطة دبي، وفقاً لإحصاءات رسمية حتى نهاية العام .2009

وأشارت الدراسة إلى أن 75٪ من الممرضات المواطنات العاملات في وزارة الصحة حاصلات على دبلوم التمريض، و24٪ على بكالوريوس التمريض، إضافة إلى خمس خريجات حاصلات على الماجستير وواحدة على الدكتوراه، لافتة إلى أن المواطنين يمثلون 4٪ من الممرضين والممرضات في الدولة.

وقالت الدراسة إن النقص في الممرضين والممرضات قد يؤدي في بعض الأحيان الى إغلاق أقسام طبية، كما تؤدي الاحتياجات المتزايدة للممرضين الى الاعتماد على العمالة غير المواطنة وجلب عمالة غير مؤهلة لتغطية الشواغر، ما يؤثر في تدني مستوى الرعاية التمريضية والخدمات الصحية.

ولفتت إلى أن بعض المؤسسات الصحية الحكومية تبعث من دون رغبتها وافدين لتمثيلها في مؤتمرات عالمية بسبب نقص المواطنين المنتسبين لمهنة التمريض لديها.

وأفادت السعدي بأن الدراسة كشفت الصورة السلبية لدى الشبان عن مهنة التمريض كمهنة نسائية، ما قد يعيق انتساب الشبان إلى التمريض كمسار مهني، ويبحثون عن مسارات مهنية أخرى أكثر جاذبية وأوفر مردوداً.

تويتر