مسح لـ «صحة دبي» في المدارس أظهر أن 6٪ منهم إناث

22.5 ٪ من الطلاب المدخنين يلــجأون إلى التبغ هرباً من الضغط النفسي

المسح شمل أكثر من 2500 طالب وطالبة في المرحلتين الإعدادية والثانوية. أرشيفية

كشف مسح أجرته هيئة الصحة في دبي، أن 14.6٪ من طلاب المدارس في الإمارة أقل من 18 عاماً، مدخنون للتبغ، و22.5٪ من هؤلاء الطلاب يدخنون لتخفيف الضغط النفسي.

وأبلغت قائدة مشروع «دبي بلا تبغ» في الهيئة، الدكتورة حنان عبيد، «الإمارات اليوم»، بأن «المسح كشف ارتفاع نسبة الطلاب المدخنين للشيشة و(المدواخ) والتبغ الممضوغ، إضافة الى السجائر»، لافتة الى ان نسبة من هؤلاء الطلاب يدخنون أنواع التبغ مجتمعة.

وذكرت أن من بين الضغوط النفسية التي دفعت هؤلاء الطلاب للجوء إلى التبغ «الخلافات الأسرية، وطلاق الوالدين، أو عنفهما تجاه الأبناء، إلى جانب الواجبات الدراسية».

التدخين النسائي

دعا مشروع «دبي بلا تبغ» إلى زيادة حملات التوعية لفئة النساء من مخاطر التدخين، وأوصى بالمحافظة على السرية اثناء تثقيف المدخنات بتلك المخاطر.

وذكرت قائدة المشروع، الدكتورة حنان عبيد، أن آخر دراسة عن تدخين المرأة، أثبتت أن ما يزيد على 2.6٪ من النساء في الدولة مدخنات»، ونبهت إلى أن «عادة التدخين انتقلت بين الفتيات المواطنات في المدارس»، لافتة الى ان «النساء يتعرضن لأضرار وأمراض خطرة بسبب تلك العادة، من بينها الإجهاض أو تشوه الأجنة والوصول مبكراً إلى سن اليأس».

وأشارت إلى أن المسح أظهر أن 6.2٪ من الطلاب المدخنين إناث، موضحة أن المسح شمل أكثر من 2500 طالب وطالبة في المرحلتين الإعدادية والثانوية.

وتفصيلاً، انتهت هيئة الصحة في دبي من إجراء مسح للطلاب المدخنين في مدارس الإمارة الخاصة والحكومية، ضمن مشروع «دبي بلا تبغ».

وقال المدير التنفيذي لقطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية في الهيئة الدكتور أحمد إبراهيم بن كلبان لـ«الإمارات اليوم»، إن «هيئة الصحة طبّقت على مدار عام مشروع مبادرة (دبي بلا تبغ) الذي هدف الى حماية الإمارة من مخاطر التبغ والتدخين، مسلطاً الاهتمام على الأطفال والنساء المدخنين.

وأشار الى ان المشروع اطلق حملات توعية وتثقيف بمخاطر التدخين في الإمارة وطبق خططاً «لمنع الشباب من الاتجاه للتدخين، وفي الوقت نفسه مساعدة المدخنين الحاليين على الإقلاع». وأوضح ان المشروع رفع شعار «دبي بلا تبغ»، وهو مقتبس من شعار منظمة الصحة العالمية، لتكون دبي مثالاً يحتذى للنهوض بالمستوى الصحي للمجتمع، ومستوى التوعية بمضار التدخين، وتماشياً مع استراتيجية هيئة الصحة في دبي والرعاية الصحية الأولية في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض.

ولفت الى ان المشروع عمل من خلال محاضرات عدة على تحفيز الشباب في المدارس والجامعات للترويج لـ«فكرة شباب بلا تدخين»، وإنشاء بنية تحتية قوية تدعم نظام العلاج ومساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين.

وتابع ان فريق «دبي بلا تبغ» أعد ونفذ خطة عمل لمدة عام تضمنت سة مراحل، من بينها مرحلة تمت في شهر رمضان تحت شعار حملة رمضان «معاً لمجتمع خالٍ من التدخين»، ومرحلة أخرى في المدارس تحت شعار «معاً نحمي شبابنا وأطفالنا من التدخين».

وتابع «تضمن المشروع مرحلة بعنوان (أَقلِع تسلم ويسلم من حولك) لإقناع المدخنين بالتوقف عن التدخين، وتوضيح مخاطره الشديدة عليهم وعلى أسرهم، في حين ركزت إحدى مراحل المشروع على النساء، رافعة شعار «أنوثة وصحة بلا تدخين» .

وأكد بن كلبان أن المشروع أدى أهدافه بصورة كاملة في نشر التوعية بمخاطر هذه الآفة، وساعد العشرات من مختلف الأعمار على الإقلاع عن التدخين.

من جانبها، قالت قائدة المشروع الدكتورة حنان عبيد، إن المشروع أطلق سبع حملات توعية في مجموعة كبيرة من الهيئات الحكومية و المؤسسات الخاصة، الى جانب حملات تثقيف بأضرار التدخين في 40 مسجداً وتجمعات عائلية ونسائية ومراكز تجارية ومعارض. وذكرت ان فريق المشروع عمل على اقناع الشباب في المدارس والجامعات بشعار «شباب بلا تدخين»، وأطلق حملات توعية عن مخاطر التدخين شملت 32 مدرسة حكومية وخاصة في الإمارة، الى جانب جامعات وكليات، ولفتت الى ان المشروع عمل على إنشاء بنية تحتية قوية تدعم نظام العلاج ومساعدة المدخنين للإقلاع عن التدخين، اذ تم تدشين عيادة للإقلاع عن التدخين في الرعاية الصحية الأولية وإنشاء رابط الكتروني لمشروع «دبي بلا تبغ» على الإنترنت.

وأشارت الى أن المشروع عمل على تحديث الدليل العلمي الذي يعتمد عليه الفريق الطبي في تشخيص وعلاج المدخنين، وتم تأهيل الكادر الطبي على اتباع هذه الأدلة والمنهجيات العلمية والعملية لبرامج الإقلاع عن التدخين.

وتابعت «طبق المشروع وسائل علمية في التقييم مثل الاستبيانات لقياس مدى استفادة الطلاب من الفعاليات قبل المحاضرات وبعدها ومقارنة النتائج، وقياس مدى رضا المتلقين عن الفعاليات».

وأشارت إلى أن 10٪ من الطلاب في المدارس تغيرت المعلومات لديهم بمخاطر التدخين، وتبدل سلوكهم إيجابياً لتأثرهم بحملات التوعية.

وذكرت أن المسح الذي أجراه المشروع أظهر أن نسبة تدخين التبغ بين طلاب المدارس أقل من 18 عاماً تقدر بنحو 14.6٪ (21.7٪ بين الذكور و6.2٪ بين الإناث). منها 11.2 ٪ لتدخين السجائر.

وأوضح المسح أن أكثر أنواع التدخين شيوعاً بين المدخنين هو السجائر (71٪)، تليه الشيشة (10.9٪) ثم المدواخ (9.2٪) و مثلت نسبة مدخني جميع أنواع التبغ مجتمعة 3.3٪، لافتة الى تعرض 29.1٪ من الطلبة للتدخين السلبي. وكان من أسباب التدخين بين طلاب وطالبات المدارس حب التجربة (29.4٪) يتبعها تخفيف الضغط النفسي (22.5٪) ثم تدخين الأصدقاء (21.9 ٪) وقد مثلت الأسباب الاجتماعية نحو6.4٪، وكان لتدخين الآباء سبب للتدخين لدى 6٪ من الطلاب.

وأوصت هيئة الصحة في ختام مشروعها بتكثيف حملات التوعية في المدارس مع إشراك الطاقم التدريسي والطاقم الطبي للمدارس، والمشاركة الفعالة للآباء في هذه الحملات، الى جانب توفير أجهزه للمدارس لقياس أول أكسيد الكربون، وتدريب ممرضات المدارس على استخدامها ومتابعة الطلاب المدخنين.

ودعا المشروع الى زيادة عدد عيادات الإقلاع عن التدخين، والاستمرار في تقديم دورات تدريبية لأطباء الرعاية الصحية الأولية.

تويتر