ناقش التجارب الناجحة والأدوات اللازمة للاستعداد للمستقبل

«منتدى تبادل الخبرات» يدعو للارتقاء بالأداء الحكومي المتميز بين دول العالم

صورة

ناقش منتدى تبادل الخبرات الحكومية ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2024 في 10 جلسات حوارية، بحضور 23 متحدثاً، عدداً من المحاور الرئيسة، أبرزها مشاركة أفضل الممارسات في مجال التبادل المعرفي والتميز، وتوسيع فرص تعزيز التبادل المعرفي الحكومي.

وقال رئيس جمهورية زيمبابوي، إيمرسون منانغاغوا، خلال جلسة رئيسة بعنوان «المستقبل يبدأ اليوم، ولكن هل نحن مستعدون لذلك؟»، إن بناء المستقبل يبدأ بما نصنعه اليوم، فإذا لم تسعَ دول العالم لمستقبل أفضل فلن يأتي ذلك اليوم، لذلك يجب تطوير وتصميم مشاريع ومبادرات من شأنها تطوير حلول استباقية وابتكار أدوات ووسائل كفيلة بجعل المستقبل يبدأ اليوم.

وأضاف أن «التطورات الجيوسياسية تفرض على عالمنا اليوم تحديات غير مسبوقة، تستوجب تكثيف الجهود الدولية وتنسيق العمل المشترك بين الدول لمواجهة تلك التحديات وتشكيل مستقبل التعاون الدولي».

وأكدت وزير دولة والأمين العام لمجلس الوزراء، مريم الحمادي، أن «التعاون بين الحكومات هو أحد مسرعات التنمية والتطوير الذي يعود بالخير على البشرية»، مستعرضة بعض التجارب المتميزة في حكومات ناجحة ورائدة.

وأضافت أن «طبيعة العمل الحكومي يجب أن تكون أسرع، ولابد أن تمتلك الحكومات الجرأة، وأن تحاول مواكبة ومسابقة القطاع الخاص».

وعن التجارب الإماراتية في ما يتعلق بالسرعة والجرأة، قالت مريم الحمادي: «عندما تولى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، رئاسة مجلس الوزراء، اتخذ قراراً غير متوقع، حيث كان بالحكومة عشرات اللجان الحكومية في مختلف القطاعات، وكان من أولى قرارات سموه أنه ألغى كل اللجان في الحكومة، لأنه كان يريد تغيير ثقافة الحكومة لمعرفته بأن كثرة اللجان قد تؤدي إلى بطء في العمل، وأحال سموه هذه الملفات إلى الوزراء ليقوم كل منهم بدوره في متابعة هذه الملفات واتخاذ القرارات، وكان ذلك قراراً جريئاً، ولكنه أحدث تغييراً في ثقافة العمل الحكومي آنذاك».

وأشارت الحمادي إلى أن الموقف الثاني حدث في عام 2007 عندما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن استراتيجية الحكومة لأول مرة، وكان قرار سموه: «إننا نريد للإمارات أن تكون الأولى عالمياً في عام 2021».

وأضافت: «الكثيرون لم يكونوا يتخيلون إمكانية حدوث ذلك، وفي عام 2021 أصبحت الإمارات الأولى عالمياً في أكثر من 250 مؤشراً على مستوى العالم، واستمرت في تحقيق مراتب متقدمة، وهو قرار جريء رفع السقف وجعل كل مسؤول حكومي يغير نظرته في العمل الحكومي ويرفع من طموحاته وتنافسيته ليكون الأول عالمياً».

وتطرقت إلى الموقف الثالث الذي حدث في عام 2014 عندما جمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كل المسؤولين ووقف على المنصة وأخرج هاتفه وأشار إليه قائلاً: «أريد جميع الخدمات الحكومية أن تكون على هذا الهاتف»، وأخبر سموه المسؤولين بأن «القادرين على تحقيق هذا التحول سيكونون معنا والباقين سنحيلهم في حفل وداع».

وأوضحت الحمادي أن «اليوم لدينا أكثر من 1400 خدمة حكومية تقدم عبر التطبيقات الذكية وهذا قرار جريء، ولكن آثاره إلى اليوم يستفيد منها ملايين البشر في دولتنا».

من جهتها، أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في جمهورية مصر العربية الدكتورة هالة السعيد، أن «الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية المتتالية والمتداخلة خلال الفترة الأخيرة وما تفرضه من تحديات اقتصادية واجتماعية تقتضي تعزيز التعاون الدولي بهدف تعظيم كفاءة الحكومات وزيادة قدرة الاقتصادات على الصمود في مواجهة الأزمات، خصوصاً أن العالم اليوم يراهن على التكتلات السياسية والاقتصادية لتأمين أكبر قدر ممكن من الأدوات التي تضمن إدارة المخاطر على الصعد كافة».

وناقش منتدى تبادل الخبرات الحكومية التجارب الناجحة في مسيرة تطوير العمل الحكومي على مستوى العالم، مع التأكيد على أهمية توسيع الشراكة بين مختلف القطاعات، وتناول النتائج الإيجابية التي حققها برنامج التبادل المعرفي الحكومي لدولة الإمارات والتي انعكست على الحكومات والدول من خلال الاستفادة من المعارف والخبرات والتجارب الرائدة التي طورتها الدولة في العمل الحكومي لإيجاد حلول مبتكرة لمختلف التحديات الحالية والمستقبلية واكتشاف مسارات عمل وفرص تطويرية جديدة.

كما بحث المنتدى أهمية تحديد خيارات الحكومات وتعزيز الجاهزية للمستقبل، إلى جانب تحديد الأدوات والعقلية اللازمة لضمان الاستعداد للمستقبل، والتفكير العميق في الرؤية والمهارات التي يتعين على الحكومات التغلب عليها في حالات عدم اليقين.

وأشاد المنتدى بمبادرات حكومة دولة الإمارات الهادفة لمشاركة المعرفة وتبادل الخبرات والتجارب وقصص النجاح مع الحكومات في المنطقة والعالم من خلال برنامج التبادل المعرفي الحكومي الذي يمثل نموذجاً للشراكات المثمرة الهادفة للنهوض بالمجتمعات، وتبادل المعارف والتجارب الهادفة لصناعة مستقبل أفضل.

ويهدف منتدى تبادل الخبرات إلى تشجيع الجهات على مستوى العالم على مواصلة الارتقاء بالأداء المتميز وتقريب وجهات النظر الدولية في ما يتعلق بالجودة والتميز من خلال نقل المعرفة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم.

وركز المنتدى على إعادة تعريف الكفاءة الحكومية والقيادة المرنة في عالم متسارع يتسم بالغموض وسبل تسريع الإنجاز وتحقيق الأثر المتوقع.

تويتر