أردوغان يشكر الإمارات لوقوفها إلى جانب تركيا في أزمتها أثناء الزلزال

محمد بن راشد يلتقي الرئيس التركي.. ويشهد جلسته الرئيسة خلال القمة العالمية للحكومات

صورة

التقى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمس، رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، الذي يزور الدولة، للمشاركة كضيف شرف في القمة العالمية للحكومات التي انطلقت أعمالها في دبي، أول من أمس، وتستمر حتى اليوم الأربعاء.

وشهد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جلسة رئيسة لرئيس الجمهورية التركية، ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات التي تعقد تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، بحضور سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وسموّ الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي لإمارة عجمان، وسموّ الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، وسموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وسموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي لأمن المنافذ والحدود. كما حضر الجلسة، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ووزير شؤون مجلس الوزراء رئيس القمة العالمية للحكومات، محمد بن عبدالله القرقاوي، وعدد من كبار الشخصيات والمسؤولين، وضيوف الدولة المشاركين في أعمال القمة العالمية للحكومات.

وأكد الرئيس التركي، خلال الجلسة، أن العالم عليه أن يتحد في مواجهة التحديات المتزايدة، لعلاج الآثار السلبية التي تهدده، نتيجة الأزمات والحروب التي أثرت في استقراره، وبما يسهم في رسم مستقبل أفضل للبشرية.

وقال الرئيس التركي: «ونحن نستشرف مستقبل تركيا من خلال مئويتها، نرى أن النجاحات الكبيرة يمكن أن تتحقق من خلال بذل المزيد من الجهد»، مشيراً إلى أن تركيا استطاعت أن تحقق نمواً بنحو 10 أضعاف خلال الـ21 عاماً الأخيرة، ومن يتذكر تركيا قبل عقدين من الزمن، يستطيع أن يرى كيف تمكنت من تسطير ملحمة نجاح وثورة صامتة، حيث نجحت في تقديم نموذج يُحتذى به في الاقتصاد المتنامي، والبنية التحتية القوية، والنجاحات الدبلوماسية، والتقدم الكبير في مجال الصناعات الدفاعية والتجارية.

وتابع: «رغم الأحداث السلبية التي تعانيها المنطقة من إرهاب وحالات عدم استقرار، وهجرة غير شرعية، فإن ذلك لم يؤثر في مسيرة تحقيق أهدافنا التنموية والأمنية، كما أنه لا يخفى على أحد أن تركيا تعرّضت في السادس من فبراير من العام الماضي لإحدى أكبر كوارث العالم، عندما وقع زلزال مدمر أودى بحياة ما يزيد على 53 ألف مواطن تركي، وأصاب 11 مدينة تركية، تضرر على إثره نحو 14 مليون مواطن، لكن تمكنّا خلال فترة وجيزة من إزالة الركام، ونسلم الآن ما بين 15 ألفاً إلى 20 ألف سكن للمتضررين، ونستهدف تسليم 200 ألف سكن خلال فترة وجيزة».

ووجه الرئيس أردوغان الشكر إلى قيادة دولة الإمارات على وقوفها إلى جانب تركيا في أزمتها، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن تركيا لم تهمل واجباتها نحو مشكلات العالم، حيث تستضيف ما يقرب من أربعة ملايين لاجئ منذ سنوات طويلة، 3.5 ملايين منهم من السوريين.

وأضاف: «لاشك أن إحراز التقدم في وسط إقليم محاط بالنيران ليس أمراً هيناً، وتركيا لم تسر في طريق بعيد عن التحديات والأزمات، وكل نجاح تحقق، وراءه صبر وجهد وتجربة، وماتزال أمامنا تحديات سنمضي قدماً من أجل اجتيازها، وتحقيق أهدافنا دون ملل أو كلل».

دعم شعبي

وقال الرئيس التركي، خلال كلمته أمام القمة العالمية للحكومات، «أمارس السياسة منذ أكثر من 40 عاماً، وحاولت دوماً أن أخدم شعبي عن طريق السياسة، وبدأت بالعمل ضمن منظمات المجتمع المدني، حتى ارتقيت لأصل إلى رئاسة بلدية إسطنبول، ومن بعدها تمكنت من تحقيق نجاحات تذكر إلى يومنا هذا، ورغم الحكم عليَّ بالسجن بسبب بيت شعر، ووقتها لم يكن أحد يتخيل أن يكون لي مستقبل في هذا البلد، إلا أنني بدعم شعبي تمكنت من تحقيق النجاحات إلى أن وصلت إلى رئاسة الجمهورية، كما استطعت خلال حياتي أن أحقق 17 فوزاً ونجاحاً انتخابياً».

وأضاف رجب طيب أردوغان: «تمسكت حكومتي دوماً بمبدأ (أحيي إنساناً كي تحيا الدولة)، ومن خلال كسب قلوب الناس، استطعنا أن نحيي دولتنا»، مشدداً على أنه «من دون دعم الشعب التركي لم يكن بوسعه تحقيق أي من هذه النجاحات، وكل ما يريده أن يُذكر فيما بعد بالخير والدعاء»، مؤكداً «استمراره في طريقه من أجل تحقيق أهداف المئوية التركية».

نظام عادل

وشدد الرئيس التركي، خلال كلمته أمام القمة العالمية للحكومات، على ضرورة تحقيق نظام عادل في العالم، إلا أنه يجد أن الصراعات والحروب مستمرة، ويمر العالم بظروف عصيبة جداً، مشيراً إلى أن العالم بمجرد الانتهاء من أزمة ما، يقع في أزمات أخرى، وقد تجلى ذلك عندما مر العالم بجائحة كورونا، والتي ما إن انتهت حتى بدأت الحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتها على أزمة الطاقة العالمية، والتي لعبت تركيا دوراً كبيراً في تهدئة الوضع بها، من خلال الجمع بين الأطراف في إسطنبول.

وذكر الرئيس التركي أن أكثر النماذج إيلاماً للعالم أخيراً هي أزمة غزة، والتي تعود جذورها إلى الماضي، ولا تقف عند أحداث السابع من أكتوبر، حيث توجد قرارات صادرة عن الأمم المتحدة، تثبت أن دولة فلسطين تحت الاحتلال، لكن لا يمكن التقيّد بها، ونجد أن الشعب الفلسطيني يتعرض لظلم كبير منذ عقود طويلة.

وقال: «إنه بالمقارنة بين خريطة فلسطين وإسرائيل منذ عام 1948، نكتشف اليوم مدى سوء الأمر، لذلك يجب البحث في جذور المشكلة قبل التفكير في حلها»، مؤكداً أن «على إسرائيل إذا أرادت سلاماً دائماً في المنطقة، أن تكف عن سياستها الاستيطانية، وأن تعترف بدولة فلسطين عند حدود 1967، ولاشك أن هناك مسؤولية كبيرة عليها للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وأن الحل الوحيد يكمن في تأسيس دولة فلسطين لا غير، وبعيداً عن ذلك لا يمكن الحديث عن السلام والاستقرار والأمن، وتركيا جاهزة للقيام بدورها لتحقيق هذا السلام».

وأشار إلى أن أكثر من 28 ألف بريء فقدوا أرواحهم، غالبيتهم من النساء والأطفال، كما نجد أن أكثر من 70 ألفاً أصيبوا بجروح، و1.5 مليون هجروا من أراضيهم، وقد أسهمت تركيا في جهود الدعم والمساعدة بإرسال 34 ألف طن من المواد الإغاثية، كذلك تم استقبال مرضى ومرافقيهم، لتلقي العلاج في تركيا. وأكد أنه يتابع الخطوات الدولية القانونية التي من شأنها محاكمة المتسببين في الحرب في غزة، موجهاً الشكر إلى جمهورية جنوب إفريقيا على جهدها في هذا الشأن، مؤكداً أن تركيا لن تترك الإخوة الفلسطينيين وحدهم.

الحوكمة والتعاون

وأكد الرئيس التركي أن الحوكمة والتعاون الفعّال بين الدول مهم لرسم مستقبل العالم، مشيراً إلى أن تركيا تعد تحقيق أهداف التنمية المستدامة جزءاً من خططها التنموية، حيث تحاول أن تكون في الصفوف الأولى للمبادرات العالمية لهذا الاتجاه، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي يجتاز اختباراً سيئاً، حيث يبتعد عن تحقيق هذه الأهداف، خصوصاً هدف صفر مجاعة في عام 2030.

وشدد رجب طيب أردوغان على أنه يجب على جميع الدول اتخاذ خطوات لدعم قضايا المناخ، مشيراً إلى أن الإمارات نجحت في استضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، ودعمتها تركيا إيماناً منها بأهمية الحفاظ على البيئة، كما وضعت هدفاً لانعدام الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050.

وتابع: «تركيا تبذل قصارى جهودها للتكيّف مع التحولات الرقمية، حيث نجد أن خدمة البوابة الإلكترونية الرقمية لتركيا تُستخدم بشكل فعّال من قبل 65 مليون مواطن، و8000 مؤسسة عمومية، ونهدف كذلك إلى زيادة إسهام الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي بنسبة 5%، وبنسبة 50% في عمليات التوظيف».

وأكد الرئيس التركي ضرورة تعزيز الشراكة في مجالات التكنولوجيا مع دولة الإمارات التي تطورت كثيراً في هذا الشأن، موجهاً في ختام كلمته الشكر إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على حسن الاستقبال وكرم الاستضافة، معرباً عن سعادته بكونه ضيف شرف القمة العالمية للحكومات.

الرئيس التركي:

• العالم بمجرد الانتهاء من أزمة يقع في أخرى وعليه أن يتحد في مواجهة تحدياته.

• نسعى لتعزيز الشراكة في مجالات التكنولوجيا مع دولة الإمارات التي تطورت كثيراً في هذا الشأن.

• تركيا لم تهمل واجباتها نحو مشكلات العالم وتستضيف نحو 4 ملايين لاجئ منذ سنوات طويلة.

• الحل الوحيد يكمن في تأسيس دولة فلسطين.. وبعيداً عن ذلك لا يمكن الحديث عن السلام والاستقرار والأمن.

• المجتمع الدولي يبتعد عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة خصوصاً هدف صفر مجاعة في عام 2030.

تويتر