مديرو مدارس: «الدروس» تضر بالطلاب وهدفها الربح

ولي الأمر يتحمل أعباء إضافية على التكاليف المدرسية بالدروس الخصوصية. من المصدر

حدد مديرو مدارس أسباب انتشار الدروس الخصوصية وأبرزها رغبة ذوي الطلبة في رفع مستوى تحصيل أبنائهم، لعدم رضاهم عن مستوى الدعم المقدم من المدرسة ومستوى التحصيل الضعيف، مؤكدين أنها قد تؤدي أحياناً إلى تراجع في مستويات الطلبة الذين يتلقون تلك الدروس لدى معلمين غير موثوق بكفاءتهم، فيما دعوا لإجراء دراسة لقياس مدى قدرتها على دعم تحصيل الطلبة.

وقال مدير المدرسة الأهلية الخيرية في عجمان، الدكتور ماهر حطاب، إن ظاهرة الدروس الخصوصية في المنازل من الظواهر المقلقة والتي تعكس إلى حد كبير تراجع العملية التعليمية داخل المدرسة، إذ يلجأ إليها طلبة برغبة من أولياء أمورهم عندما يرون أن أبناءهم لا يحققون مستويات مقبولة من التحصيل الدراسي داخل المدرسة، علماً بأن الطلبة الذين يقضون ما يزيد على ست ساعات دراسية في اليوم يُتوقع منهم أن يحققوا مستويات جيدة من المعرفة حتى ولو كان بعضهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأضاف لـ«الإمارات اليوم»: «ضعف تحصيل الطلبة في المدرسة يدفع أولياء الأمور إلى معالجة الأمر من خلال الدروس الخصوصية، وبهذا فإن ولي الأمر يتحمل أعباء إضافية على التكاليف المدرسية».

وتساءل حطاب عن مدى نجاعة هذه الدروس، وإمكانية تحقيقها تقدماً دراسياً للطالب، وقال إنها في معظم الأحيان تسهم في تكديس الضعف لدى الطالب وتقلل من مشاركاته داخل الحصة، إضافة إلى أنها قد تؤدي إلى تراجع شديد في مستويات الطلبة، خصوصاً لمن يتلقون دروساً خصوصية من معلمين غير موثوق بكفاءتهم.

وتابع أن ظاهرة الدروس الخصوصية أصبحت اليوم تجارة رابحة يقبل عليها معلمون لأهداف مالية، لكن انتشارها بشكل كبير دون رقابة أو إشراف تربوي يعكس آثاراً سلبية على الطلبة وعلى المدرسة؛ فالتنافس بين المعلمين واستخدام أساليب جذب وترغيب متعددة للدروس الخصوصية قد تطال جودة التعليم داخل الفصول لتهيئة فرص الدروس الخصوصية.

وأكد أن الحل في العودة إلى المدرسة وتعزيز مهارات التعلم الصفي النشط، وتوفير فرص التعلم المتكافئة لجميع فئات الطلبة، وأن تتولى المدرسة بناء الخطط العلاجية والإشراف على تنفيذها وتقييم مراحلها بدقة وشفافية ومراقبة مستويات التقدم الفعلية من البرامج العلاجية المطبقة.

من جانبه، قال مالك ومؤسس مدارس الشعلة الخاصة في الشارقة وعجمان إبراهيم بركة، إن الدروس الخصوصية هي «آفة التعليم» التي نخرت عملية التعليم.

وأوضح بركة أن هناك ثمانية أسباب لانتشارها تتمثل في: «البحث عن التربح بأي ثمن، وضعف دور الأهل في متابعة دراسة أبنائهم، وأحيانا ابتعاد الأهل عن دورهم التربوي تجاه أبنائهم، فضلاً عن منافسة الأهل على حصول أبنائهم على درجات عالية».

وتابع، أن من بين الأسباب أيضاً «نظام الامتحانات الذي يفتح المجال لانتشارها، وعدم وجود تشريعات رادعة بحق المخالفين، وضعف رواتب المعلمين وزيادة أعباء المعيشة، وأخيراً ضعف سلطة المدرسة تجاه المعلمين والطلاب».

وقالت مديرة مدرسة الإبداع العلمي الدولية بالشارقة، سمر مراد، إن انتشار الدروس الخصوصية جاء لرغبة ولي الأمر في مساعدة ابنه على التحصيل الأكاديمي، وهذا أمر نفهمه ونثمنه، لكن في بعض الأحيان له دوافع مختلفة قد يكون أحدها رغبة ولي الأمر أن يحقق ابنه تقدماً تعليمياً قبل إنجازه في المدرسة وهو طموح عالٍ لتمكين الطلبة من إنجاز المطلوب منهم في زمن قياسي وأكثر من المحدد له في التقويم المدرسي.

وأضافت: «من جهة أخرى يشعر ولي الأمر في ظل هذه الظروف التي يعمل بها الأمهات والآباء بأنهم غير قادرين على متابعة دروس أبنائهم، وهو أمر مهم جداً، لذلك في حال عدم تمكن ولي الأمر بنفسه لظروف العمل يلجأ للدروس الخصوصية من باب الدعم».

وتابعت: «في بعض الأحيان يكون ولي الأمر غير راضٍ عن مستوى الدعم المقدم من المدرسة، وإنما يشعر بأن الطالب بحاجة لدعم إضافي، وفي بعض الأحيان عند الطلبة ذوي التحصيل الضعيف، فيلجأون لها في أيام الإجازات المدرسية لملء الفجوات في تعلم الطالب حتى يتمكن من أن يواكب تحصيل أقرانه في الصف».

ونوهت بأن هناك سبباً آخر وهو رغبة ولي الأمر في مساعدة ابنه على التحصيل بشكل أكثر، خصوصاً أن بعضهم يختارون منهاجاً أجنبياً تكون لغته الأساسية في الأغلب اللغة الإنجليزية، في حين أن الوالدَين يتكلمان اللغة العربية، وبالتالي يلجآن للدروس الخصوصية حتى يتمكنا من مساعدة أبنائهم على تحقيق متطلبات المنهاج والمتابعة بلغة لم يتمكنا منها هم أنفسهم.

وأوضحت أن الدروس الخصوصية ليست كلها على شكل حصص خاصة تعطى للطالب، إنما هناك ممارسات منتشرة في المجتمع مثل تجمع الطلبة لدى معلم لمراجعة المادة معاً، لذلك لها أساليب مختلفة يصعب تعقبها من إدارة المدرسة.

وأوصت بضرورة إجراء دراسة بحثية لقياس مدى قدرة الدروس الخصوصية على رفع مستوى التحصيل للطلبة.

• ضعف دور الأهل في متابعة دراسة أبنائهم أبرز أسباب الظاهرة.

تويتر