أكد أنه القاعدة الصلبة للانطلاق في مرحلة ما بعد النفط

التعليم يتصدّر أولويات محمد بن زايد

محمد بن زايد حرص على زيادة أعداد طلبة الدراسات العليا. أرشيفية

تصدّر قطاع التعليم أولويات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حيث شدّد سموّه دوماً على ضرورة تنمية قدرات الطلبة وتطوير مهاراتهم، بما ينسجم مع متطلبات وتحديات القرن الحادي والعشرين، ويمكنهم من بناء حاضرهم ومستقبل وطنهم، مع اعتزازهم بقيم مجتمعهم ووطنهم وهويتهم الأصيلة.

وأكد سموه، في مناسبات عدة، أن «أبناءنا الطلبة هم ذخرنا ورصيدنا واستثمارنا للمستقبل»، لافتاً إلى أن «التعليم يأتي أولاً.. وهو القاعدة الصلبة للانطلاق في مرحلة ما بعد النفط».

وأصدر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، كتاباً بعنوان «محمد بن زايد والتعليم»، أكد أن اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالتعليم كانت له روافد رئيسة امتدت منابتها إلى مدرسة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد المؤسّس وصاحب الرؤية الحكيمة التي رسخت أسس دولة الإمارات ونهضتها في مختلف المجالات.

ولفت الكتاب إلى أن أبرز أسس رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للنهضة التعليمية التي تستشرف المستقبل، هو إعلاء شأن التعليم، باعتباره محركاً أساسياً يسهم في تطوير الدولة.

وبيّن الكتاب أن اهتمام سموه بالتعليم لا يقتصر على وضع الرؤى والأفكار والتصورات العامة فحسب، وإنما يمتد إلى المتابعة الميدانية على الأرض، لتنفيذ هذه الرؤى والأفكار، ومدّ الحقل التعليمي بكل ما يحتاج إليه من أجل أداء رسالته، والتواصل المستمر مع المؤسسات التعليمية والمعلمين والطلبة.

وتتضمن رؤية سموه حول النهوض بالتعليم، الاهتمام بالجوانب العلمية والأخلاقية، من منطلق إيمان سموه بأن المؤسسات التعليمية هي المنوط بها قبل غيرها تعميق القيم الأخلاقية لدى النشء والشباب، وهي القادرة على النهوض بهذه المهمة، وأن الأخلاق هي عنصر أساسي في المنظومة التنموية الشاملة والقادرة على الاستدامة التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة.

ودعا سموه، في مناسبات عدة، إلى تمكين الأسرة وأولياء أمور الطلبة من التفاعل والإسهام في دعم الجهود التعليمية، باعتبار الجميع شركاء في مسؤولية بناء العقول الوطنية وإعداد أجيال المستقبل.

ومن أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في هذا الصدد، إن «رهان دولة الإمارات العربية المتحدة في السنوات المقبلة سيكون الاستثمار في التعليم؛ لأنه القاعدة الصلبة للانطلاق في مرحلة ما بعد النفط».

وقال سموه أيضاً إن «مهنة التعليم ارتبطت بالمنزلة الرفيعة والمكانة الاستثنائية في نفوسنا، واستمدت أهميتها ومكانتها وقوتها من رسالتها النبيلة التي اتخذت من القيم التربوية والمبادئ السامية والعلم والمعرفة منهجية تؤطر لها، وتجعل من المعلم شريكاً أساسياً في تنمية العقول، وتهذيب الأخلاق، وبناء وتنمية المجتمعات».

كما شدّد سموه على أن «دور المدرسة التربوي يتعاظم في هذه المرحلة أكثر من أي مرحلة سابقة، ونحن واثقون بأن المعلمين والمعلمات على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وهم على وعي كامل بالدور المحوري للتربية والتعليم في تعزيز النهضة التنموية الإماراتية الرائدة».

وتكشف كلمات سموه عن رؤية تضع الأسس لتعليم عصري عالمي يواكب طموح الإمارات، ويستشرف المستقبل للأجيال، ويلهم شباب الإمارات لبناء دولة قوية متسلحة بالعلم والمعرفة.

وأكدت مبادرات سموه وتوجيهاته في قطاع التعليم، المكانة المتميزة التي يحظى بها عند سموه، باعتباره حجر الأساس الذي يقوم عليه بناء الدولة، إذ اعتبر سموه أن التعليم هو بوابة العبور الآمن إلى المستقبل.

ويؤمن بدوره في بناء الإنسان، وتعزيز قيم الانتماء والولاء ومواجهة الأفكار الظلامية، ودعم المشروعات الوطنية الكبرى.

وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مبادرة تدعم العملية التعليمية بمادة «التربية الأخلاقية» في المناهج والمقررات الدراسية، وتشمل خمسة عناصر رئيسة، هي الأخلاقيات، والتطوير الذاتي والمجتمعي، والثقافة والتراث، والتربية المدنية، والحقوق والمسؤوليات.

وقال سموه إن دولة الإمارات العربية المتحدة تتميز بهويتها الثقافية وقيمها الأخلاقية الأصيلة المرتكزة على موروث القيم النابع من تعاليم الدين الحنيف وتقاليد الآباء والأجداد التي تعلي من قيم التسامح والاحترام والتعاون، وحب الخير والانتماء والبذل والتضحية والعطاء اللامحدود للوطن.

وأضاف سموه عبر «تويتر»، أن «القيم الفاضلة أساس راسخ في بناء الأمم ونهضتها ورقي الشعوب وتطورها»، مؤكداً أهمية الدور المتنامي للمؤسسات التعليمية في إعداد النشء وتربيته وبناء شخصيته الفاعلة والطموحة، إلى جانب دور الأسرة المحوري من خلال تعزيز القيم الرفيعة والفضائل والمثل العليا في نفوس الأبناء.

وفي عام 2005 بقرار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أنشئ معهد التكنولوجيا التطبيقية، وأحدث القرار تغييراً جذرياً، حيث تم إنشاء معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني في عام 2007، وأتاح فرصة التعليم لجميع أبناء وبنات الدولة.

وأكدت مبادرات سموه في مجال التعليم المهني والفني ضرورة الارتقاء به ودعم الابتكار. وظهر ذلك بزيادة عدد طلاب مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني على مستوى الدولة، وأصبح أبناء المركز اليوم الأفضل من الناحية الأكاديمية.

ووفق توجيهات سموه استقطبت الإمارات الجامعات العالمية، حيث افتتح فرع لكل من جامعة السوربون - أبوظبي، وجامعة نيويورك - أبوظبي، بهدف فتح آفاق ومجالات للتطور أمام المتعلمين، وضرورة تنمية الموارد البشرية من خلال التعليم المتطور والهادف.

كما حرص سموه على زيادة أعداد الطلبة الملتحقين في برامج الدراسات العليا في المعهد البترولي وجامعة خليفة ومعهد مصدر.

وأطلقت جامعة خليفة مسابقة محمد بن زايد العالمية للروبوت، تحت رعاية سموه، وهي جائزة عالمية مرموقة، ويبلغ مجموع جوائزها خمسة ملايين دولار، وتشهد مشاركات عالمية طموحة.

وحول المنح الدراسية، انطلق برنامج «منحة الشيخ محمد بن زايد للتعليم العالي» في مايو 2011، لتمويل المنح الدراسية لخريجي جامعة زايد لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه.

ويتيح البرنامج لطلبة الماجستير فرصة الاختيار بين مجموعة من الجامعات في الدولة، والجامعات الأجنبية المصنفة ضمن أفضل 200 جامعة في قائمة الترتيب الأكاديمي للجامعات العالمية المعتمدة لدى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بإطلاق جائزة محمد بن زايد لأفضل معلّم خليجي، تقديراً وعرفاناً بمحورية دور المعلم في تنشئة الأجيال، ثم توسعت الجائزة، مستهدفة في دورتها الأخيرة، سبع دول جديدة، هي سوريا والمغرب والعراق وتونس، بجانب سويسرا وفنلندا والنمسا ليصبح العدد الإجمالي للدول المستهدفة 13 دولة.

وفتحت الجائزة المجال أمام المعلمين الأجانب وغير الناطقين باللغة العربية في المدارس الخاصة والدولية للتقديم والتسجيل باللغة الإنجليزية، إلى جانب استحداث خطط تطويرية نوعية في خطوة نحو إيصال رسالة الجائزة التربوية إلى العالم.

تويتر