نقطة حبر

اكتشاف المواهب وتنميتها

يمثل الأطفال اللبنة الأولى في تكوين صرح مجتمعي من المبدعين وأصحاب الأفكار الخلّاقة، التي ترتكز عليها تنمية الدول الساعية إلى تحقيق فنون الحضارة والمجد في شتى المجالات.

ويتطلب تأهيل أطفالنا وتدريبهم على ضروب الإبداع، أن يعمل الجميع، بداية من الأسرة، ومروراً بوزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة وتنمية المجتمع، والمؤسسات الإعلامية، كوحدة واحدة ذات استراتيجية واضحة بعناصر موحدة، لتحقيق هدف عظيم هو اكتشاف المواهب وتنميتها وصقلها.

وإذا كانت وزارة التربية والتعليم قد طرحت العديد من المبادرات لتنمية مواهب أطفالنا، وتشهد الساحة التعليمية العديد من الجوائز التربوية التي تدعم الابتكار لدى الأطفال، فإنها مطالبة بمتابعة أبنائها الطلبة الموهوبين والمبدعين، حتى بعد تخرجهم.

ومن المهم جداً في اكتشاف المواهب أن نقوم بانتقاء المشرفين والمدرسين والمربين الأكفاء، الذين يمتلكون مقدرة كبيرة على التقاط هذه المواهب، وهذا يترتب على خبرة المربي، فالموهوب يحتاج إلى دعم طاقته الربانية، التي وهبه الله إياها، ومن واجبنا كمجتمع أن نساعده في الوصول إلى مرحلة يستطيع فيها أن يطلع الآخرين على إبداعه ويفيد المجتمع، وعلى جميع أفراد المجتمع المشاركة بدعم الموهوب، فكل أسرة وكل بيت من مهامه الرئيسة أن يكتشف طاقات ابنه أو ابنته من خلال المعايشة والتركيز.

كما أن وزارة الثقافة وتنمية المجتمع تأخذ على عاتقها دعماً أكبر لمواهب الأطفال، من خلال طرح المبادرات الفنية الخلاقة التي تستقطبهم، وتنمي فيهم روح التحليق بأفكارهم في سماوات الإبداع، وذلك من خلال طرح فكرة إنشاء دور الثقافة للطفل على مستوى الدولة.

ومن الضروري أن تعمل وسائل الإعلام المختلفة على إبراز إبداعات الطلبة كنوع من التحفيز لهم، وتشجيعهم على الاستمرار في هذا الاتجاه، وحث أقرانهم على اللحاق بركبهم.

وقبل كل ذلك يأتي دور البيت، الذي يعتبر الملاحظ والمكتشف الأول للمواهب، لذلك لابد أن يكون الراعي الأول أيضاً لها.

وتتطلب مراعاة الموهبة الصغيرة من الأسرة أن تتروى في التعامل مع الطفل، ولا تضغط عليه ليبدع في مجال معين، إذ ربما يمثل له هذا المجال حالة منفرة لا يمكنه التعامل معها، ولذلك لابد أن تراعي الأسرة في تعاملها مع الطفل اهتماماته التي يمكنه أن يحقق فيها إنجازات عظيمة.

ولابد أن تأخذ الأسرة على عاتقها تشجيع أطفالها على التحلي بالعزيمة والإصرار عند تنفيذ أي فكرة، وكذلك فإنها مطالبة بالإنصات له، ومناقشة أفكاره وطموحاته، والإشادة لجهوده التي بذلها، النجاحات التي حققها.

ومن الضروري أن تشجع الأسرة أطفالها على تقليد الآخرين لاكتساب المهارات، ولتعلم إظهار الاحترام للآخرين، ومن المهم جداً الابتعاد بعض الوقت، ومراقبة الأطفال وهو يحقق النجاحات.

• مراعاة الموهبة الصغيرة تتطلب من الأسرة أن تتروى في التعامل مع الطفل.

عضو المجلس الوطني الاتحادي

تويتر