«الإمارات للتعليم» تطلق مبادرة لإعادة تدويرها

كتب دراسية مستعملة «للبيع» على مواقع التواصل الاجتماعي

صورة

حذّر معلم من خطورة تداول الكتب المستعملة في ظل جائحة «كورونا».

وقال إن الكتب قد تتضمن إجابات غير دقيقة من المستخدم السابق (البائع) عن الأسئلة التي تطرح على صفحاتها، لافتاً إلى احتمال أن تعلق الإجابة الخاطئة في ذهن المستخدم الجديد للكتاب (المشتري)، ما يتسبب في إرباكه.

وأسهم عاملان أساسيان في رواج بيع الكتب المدرسية المستعملة عبر منصات التواصل الاجتماعي فور انتهاء امتحانات نهاية العام الدراسي، الأول رغبة صاحب الكتب في الاستفادة من المبالغ المتحصلة من بيعها، والثاني سعي الراغب في شرائها للحصول على كتب دراسية بأسعار متدنية مقارنة بأسعار الكتب الدراسية الجديدة.

ورصدت «الإمارات اليوم» العديد من إعلانات ذوي الطلبة بـ«جروبات» على منصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، عن بيع كتب دراسية لصفوف مختلفة بدءاً من رياض الأطفال حتى الـ12، خصوصاً كتب منهاج وزارة التربية والتعليم.

كما رصدت إعلانات بحث عن كتب دراسية بأسعار زهيدة.

ونشرت أم لطالبين إعلاناً على «فيس بوك» عن «كتب للصفين السابع والتاسع بحالة ممتازة وسعر رمزي»، وأعلن شخص عن وجود كتب للصف السادس (للفصول الدراسية الثلاثة)، طالباً أن يستبدلها بكتب للصف السابع.

ونشرت امرأة إعلاناً أكدت فيه أن لديها كتباً للصف السابع (للفصول الدراسية الثلاثة) بأسعار رمزية. وذكرت أخرى أن لديها كتباً لجميع الفصول الدراسية للصفين الثالث والسابع، وكتب الفصل الدراسي الأول للصف السادس، لافتة إلى أن سعرها مجتمعة 400 درهم.

وبالتواصل مع صاحبة أحد الإعلانات، أفادت بأن «المقررات الدراسية كما هي ولم تتغير منذ فترة، ولذلك فإنها تبيع الكتب المستعملة لديها حتى تستفيد بما تجنيه من بيعها من مال، ويستفيد ولي أمر الطالب الذي اشترى الكتب من تدني أسعارها».

وأوضحت أن «الظروف المعيشية التي تمر بها بعض الأسر بسبب تداعيات جائحة (كورونا) دفعت كثيرين منهم إلى البحث عن كتب دراسية أقل كلفة، حتى يستطيعوا مواجهة هذه المرحلة».

وأضافت: «تواصل معي كثير من ذوي الطلبة فور نشر الإعلان عن بيع الكتب، لأن السعر المعروض أقلّ بكثير من السعر الأصلي».

وقال المعلم عماد خليل إن الاعتماد على الكتب المستعملة أثناء الدراسة غير مفيد للطالب، وربما يكون أكثر ضرراً، لأن الكتب المستعملة المتداولة للبيع عبر منصات التواصل الاجتماعي لا تكون آمنة من نقل فيروس «كورونا»، فمتداولوها لن يعنوا بتعقيمها، كما أنها قد تتضمن إجابات خاطئة لأسئلة المقررات بها، فيعتمدها الطالب وولي أمره، وبذلك لن يستفيد منها، بل ستصبح مصدراً لتلقي المعلومة الخطأ.

ودعا أولياء أمور الطلبة إلى انتظار الكتب التي تصدرها الوزارة ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، حتى يضمنوا الاطلاع على المقررات المعتمدة والصحيحة، مشيراً إلى أنه قد يطرأ على المقررات بعض التغييرات، بحذف بعض الدروس أو إضافة أخرى.

ولم يتسنَّ الحصول على ردّ من وزارة التربية والتعليم حول عرض ذوي طلبة كتب أبنائهم الدراسية للبيع على وسائل التواصل الاجتماعي، وما إذا كان سيطرأ تغيير على المقررات الدراسية العام الدراسي المقبل أم لا.

من جهة أخرى، حدّدت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي الخطوات الإرشادية في تنفيذ مبادرة إعادة تدوير الكتب، مبينة مراحل التسليم والتخزين والتجميع وتداول الكتب والإجراءات الاحترازية التي يجب اتباعها للوقاية من فيروس «كورونا».

وحددت 22 مركزاً لتجميع الكتب، موزعة على إمارات الدولة، بواقع 10 مراكز على مستوى إمارة أبوظبي، و12 مركزاً في دبي وبقية الإمارات.

وشددت المؤسسة على ضمان تعريض الكتب المدرسية التي يتم تسليمها إلى المدارس للشمس لمدة يوم واحد على الأقل، وتعقيمها قبل وضعها في أكياس بلاستيكية شفافة، وتعقيم الأكياس، والتأكد من عدم لمسها إلا بعد ارتداء القفازات الواقية، وتسليمها في مناطق الاستلام التي يتم إخطار أولياء الأمور بها، مؤكدة عدم تسليمها في حال لمسها بالأيدي المكشوفة أو تعرض الأكياس للتلف أو اللمس من شخص آخر.

وتهدف مبادرة تدوير الكتب المدرسية إلى تأكيد أهمية وقيمة الكتاب المدرسي وغرس قيمة المحافظة عليه، وتعزيز فكر الاستدامة البيئية لدى الطلبة ودعم مبادرات الدولة في مجال الاستدامة البيئية.

ودعت المؤسسة المستهدفين والقائمين على المبادرة إلى المشاركة فيها بفاعلية، نظراً لما تتضمنه من أهداف وقيم سامية من شأنها تأكيد أهمية الكتاب المدرسي كوعاء للعلم يمكن الاستفادة منه، وتدويره في يد الطلبة، في مختلف المراحل الدراسية، بما يعكس قيم العطاء التي يتحلّى بها الطلبة وبما يعزز لديهم ثقافة الاستدامة.

تويتر