نقطة حبر

بهجة الإجازة الصيفية

أيام ويختتم العام الدراسي فصوله كاملة مسجلاً حالة استثنائية في تاريخ التعليم على مستوى العالم، فقد شهد العام 2021 انتشار جائحة كورونا التي فرضت بتداعياتها صوراً جديدة وغير مألوفة في حياتنا المعاصرة، بل ونجحت كورونا في أن تحفز مكامن التحدي لدى البشرية في مختلف أرجاء العالم، فقد وجد الإنسان نفسه في مواجهة غير مسبوقة لفيروس عطل الحياة ودفع البشر للانزواء وراء الجدران، بل إن الأسرة الواحدة لم تعد تتشارك البسمة ولا التواصل الإنساني المألوف، كما أن قطاع التعليم هو الآخر نال نصيب الأسد من هذه التحديات.

وعلى الرغم مما فرضته كورونا على العالم، فإن عزيمة البشر كانت قوية وسجلوا انتصارات علمية وتقنية واجتماعية واقتصادية حولوا من خلالها هذه التحديات إلى فرص مزدهرة.

إن درس كورونا خاصة في قطاع التعليم سيظل راسخاً في وجدان التربويين والطلبة وأولياء الأمور، فالعالم وهو يخطو نحو التعافي والعودة الشاملة للحياة الطبيعية يتوقف أمام الكثير من هذه الدروس التي كشفت عن ابتكارات علمية وتقنية واجتماعية في مواجهة الجائحة.

وعلى صعيد المنجزات المحلية في دولة الإمارات فإن الفرص أكثر من التحديات، والانتصارات، وسمة الموقف، وعنوانه الأبرز، وتبقى المسؤولية، سواء في اتباع الإجراءات الاحترازية أو في متابعة الأبناء والخروج بهم في هذه المرحلة الانتقالية من حالة العزلة التي كانت سائدة إبان تفشي كورونا إلى حالة العودة التدريجية للحياة الطبيعية، وهنا فإن واجبنا في كل أسرة أن نُعيد تهيئة الأجواء لأطفالنا من خلال المتابعة الدؤوبة والمشاركة الفعالة في ترتيب أوقاتهم خلال الإجازة الدراسية بل وتغيير نوعية النشاط الذي يمارسونه بحيث يكون فعالاً وجاذباً، خاصة بعد خروجهم من وراء الجدران الإلكترونية التي حاصرتهم فيها كورونا فترة ليست قليلة.

كما أن المتابعة والرقابة تمتد أيضاً إلى تلك الأنشطة التي يمارسها أطفالنا في رياضات السباحة وغيرها والتي تتم في منازلنا، فلا ينبغي لأم أو أب الانشغال عن الأطفال وتركهم بمفردهم في برك السباحة دون متابعة حثيثة، فقد أُدمِيت قلوب كثيرة بحالات غرق لأطفال أبرياء في برك السباحة المنزلية، ولا تتوقف هذه الحوادث للأطفال عند السباحة، إنما تمتد أيضاً إلى عبث الأطفال بالأجهزة الكهربائية والإلكترونية في المنزل وما قد يسببه لهم من ضرر.

كثيرة هي أوجه المتابعة التي ينبغي القيام بها من جانب الأسرة تجاه الأبناء، خصوصاً هذه الإجازة الصيفية التي ينبغي علينا أن نشاركهم بهجتهم فيها بالتخطيط الجيد والمتابعة اليومية بل والإرشاد والتوجيه لما ينبغي أن يمارسه كل منهم من نشاط أو دورات أو برامج وورش عمل تطبيقية.

الإجازة الصيفية فترة حيوية لكل طفل وشاب يجدد فيها النشاط ويعيد التواصل الأسري.وحتى تكون الإجازة سعيدة فإن مسؤولية الآباء والأمهات مضاعفة بحيث ينعم الجميع ببهجتها وسعادتها.

أمين عام جائزة خليفة التربوية

تويتر