نقطة حبر

كانت وأصبحت

ما بين «كانت» و«أصبحت» عقود البذل والجهد، ورؤى قائد آمن بأن المرأة لا يمكن أن تبقى نصفاً معطلاً، ولا يمكن أن تظل وراء جدران التهميش والنسيان.

ومن هنا انطلقت المسيرة وبدأت رحلة الألف ميل بخطوتها الأولى، عزيمة قائد ورؤية استشرافية، رسمت للمرأة خارطة مستقبل، حدث ذلك كله في وقت كانت التحديات والصعوبات التي تحيط بها هي عنوان المرحلة.

وعندما نتحدث عن نقطة الانطلاق فإننا نرصد كماً هائلاً من التحديات، ومحيطاً بلا شطآن من العراقيل والصعوبات التي دفعت بالمرأة إلى التواري، ووضعت أمامها صخوراً لا يمكن إزاحتها وهي في طريق تقدمها وتطورها.

في اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس من كل عام نقف بتأمل وإعزاز وفخر لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل من المرأة شريكاً في بناء نهضة الوطن، وأكد (رحمه الله) أن مجتمعاً نصفه معطل لا يمكن أن يبدع أو يتقدم أو يحقق نهضة، ومن هنا وقبل عقود انطلقت مسيرة المرأة الإماراتية التي كانت في تلك الحقبة بعيدة عن ممارسة حقها الطبيعي في التنمية والبناء ودورها كان محصوراً في مجالات محددة.

كانت المرأة الإماراتية في بداية النصف الثاني من القرن الماضي على موعد مع نهضة تعانق المريخ، وريادة يشار إليها بالبنان، وتميز صار نموذجاً يحتذى به عربياً وإقليمياً ودولياً.

لقد أرسى المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أسس نهضة نسائية نفاخر بها اليوم، وجعل منها نهجاً تواصل السير عليه قيادتنا الرشيدة. وخلال عقود وجيزة توارت «كانت» وبرزت «أصبحت» في صدارة أجندة أولويات التنمية الوطنية، فاليوم تعيش المرأة الإماراتية عصرها الذهبي، تعليماً وعملاً ومشاركةً مجتمعيةً، لقد «أصبحت» معلماً بارزاً لنهضة الوطن وتقدمه، صورتها ناصعة في جميع ميادين العمل والإنتاج ورايتها خفاقة إنجازاً وريادة، فهي الوزيرة، والسفيرة، والطبيبة، والمعلمة، والعسكرية، وهي الأم، والزوجة، والأخت، والابنة، هي ذلك كله.

لقد هيأت القيادة للمرأة أسباب التميز والريادة، وحظيت المرأة بدعم لامحدود من سيدة العطاء الوطني سمو الوالدة الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، التي ساندت ودعمت مسيرة المرأة طوال عقود ودفعت بها إلى منصات التميز والإبداع.

لم نعد نتداول «كانت»، وصار تركيزنا اليوم على «أصبحت»، فهي الشارة التي نفاخر بها اليوم إلى جانب شقيقها الرجل، وهي أيقونة التوازن بين الجنسين، وصانعة المجد في أروقة التعليم والعمل وازدهار الوطن.

«أصبحت» هي اليوم نصف أعضاء المجلس الوطني، وهي اليوم أيضاً ترسم لنا خارطة تعانق فيها المريخ عبر مشروع الإمارات لاستكشاف الفضاء.

«أصبحت» اليوم عنوان لازدهار الوطن وريادته، واليوم نشد على يديها ثناء وعرفاناً بجميل دورها وصنيعها في المجتمع فهي بانية الأجيال، وصانعة السعادة دائماً.

حفظ الله الوطن وقيادتنا، ودام تميزك «يا ابنة الإمارات».

أمين عام جائزة خليفة التربوية

 

تويتر