«التربية» تغلبت على 6 تحديات واجهت التعليم عن بُعد

مسؤولون وأكاديميون يتوقعون «تعليماً هجيناً» في الدولة العام المقبل

صورة

توقّع مسؤولون وأكاديميون، خلال حلقة نقاشية استضافها المجلس الرمضاني لنائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي رئيس مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث الفريق ضاحي خلفان تميم، عن بُعد تحت عنوان «تحديات التعليم عن بُعد، وانعكاساتها على الأسرة والأبناء أثناء أزمة (كورونا)»، أن يتغير شكل التعليم في دولة الإمارات بعد تجاوز الجائحة، ليصبح تعليماً هجيناً، بنسب متفاوتة من النمط التقليدي، والنمط الافتراضي عن بُعد حسب معدل التعافي من الأزمة، مرجحين أن تراوح نسبته خلال العام الدراسي المقبل بين 70% للتعليم التقليدي مقابل 30% للتعليم عن بُعد.

وكشفت المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية بالإنابة في وزارة التربية والتعليم، لبنى علي الشامسي، عن وجود ستة تحديات واجهت التعليم عن بُعد، وتغلبت عليها الوزارة، وتوصلت إلى حلول مرنة وفاعلة لهذا النمط من التعليم، من خلال منصات ذكية تجتذب مختلف أطراف المنظومة بما فيهم الآباء أنفسهم.

وتفصيلاً، قال ضاحي خلفان، إنه لاحظ تقارباً واضحاً بين الآباء وأبنائهم وإدارات المدارس، لافتاً إلى أن ذوي الطلبة صاروا مدركين الآن العبء الذي يتحمله المدرس، على عكس السنوات السابقة التي كانوا غائبين فيها كلياً عن مشوار أبنائهم الدراسي، لافتاً إلى أن كثيراً من الآباء في السابق كانوا لا يعرفون في أي صف أو مرحلة تعليمية يدرس أبناؤهم، لكن في ظل تحوّل الدولة إلى التعليم عن بُعد كإجراء احترازي من جائحة «كورونا»، صاروا أكثر اهتماماً بأبنائهم، ومتابعين لشؤونهم ومتواصلين مع إدارات المدارس وهذا شيء يثلج الصدر، على الرغم من الوباء.

وأضاف أن الإنجاز الذي تحقق باكتمال منظومة التعليم عن بُعد في الدولة، وسيرها بفاعلية يرجع بشكل رئيس إلى البنية التحتية القوية التي أرستها الدولة، والتي لولاها لحرم الأبناء هذه الفرصة الآن كما يحدث في دول كثيرة.

من جهتها، قالت لبنى الشامسي، إن منظومة التعليم الذكي في الدولة مرت بمراحل عدة، بداية من عام 2012 حين أطلق مشروع محمد بن راشد للتعليم الذكي في 50 مدرسة للصف السابع، ليصبح متاحاً للجميع في 2017 وتوسعت منظومة التعليم الذكي لاحقاً لتشمل طلبة المنازل، ثم أطلق برنامج تمكين العام الماضي للطلبة غير القادرين على الحضور إلى المدرسة، وأخيراً في العام الجاري عممت بيئة التعليم الذكي.

وأضافت أن التعليم في المدرسة الإماراتية الذكية ينقسم إلى نوعين الأول التعليم الذكي المباشر، الذي يشترط وجود طرفي العملية التعليمية، من مدرس وطالب، والثاني التعليم الذكي الذاتي الذي لا يتطلب وجود المعلم، بل يتيح للطالب التعلم من خلال التقنيات الذكية.

وأشارت إلى أن منظومة التعليم الذكي واجهت ستة تحديات في البداية، وهي زيادة العبء على الخوادم الرقمية ما يتطلب تطويرها وصيانتها بشكل مستمر، ومواءمة المناهج الدراسية لجميع الحلقات الدراسية، وتوافر معلم مؤهل لتنفيذ التعليم الذكي بكفاءة، ووجود خطة تقييم مناسبة لجميع المواد بما يناسب خطة التعليم الذكي، وتوفير كتب دراسية ومصادر تعليمية مناسبة للطلبة، فضلاً عن امتلاكهم للتقنيات اللازمة وصيانتها عند الحاجة.

وأوضحت الشامسي أن الوزارة راعت رفاهية الطلبة في المدرسة الإماراتية رغم الجائحة، من خلال إيصال الكتب الدراسية لهم مع الأخذ في الاعتبار اتباع أفضل الإرشادات اللازمة للصحة والسلامة، وتوفير الدعم التقني عن بُعد، وضمان حصول كل طالب على جهاز خاص به للتعلم الذكي، مع توفير صيانة سريعة.

وأفادت بأن أبرز الأهداف التي تسعى الوزارة لتحقيقها حالياً، في ما يتعلق بالطلبة ضرورة الحضور بانتظام والاستخدام الآمن للإنترنت، والمشاركة الفاعلة في الحصص الدراسية عبر منصات التعليم الذكي المباشر وغير المباشر، كما تهدف إلى تشجيع الآباء وإشراكهم في العملية التعليمية، وتنويع أساليب التعليم والتقييم، وسرعة الاستجابة والتطوير المستمر للمنظومة.

من جهتها، قالت عميد كلية التربية بالإنابة في جامعة الإمارات، الدكتورة نجوى الحوسني، إن هناك ضغوطاً نفسية يواجهها الطلبة بالتأكيد في ظل الظروف الحالية، مثل طلبة الصف الـ12 الذين يحلمون بالتخرج والاحتفال بإنجاز هذه المرحلة من حياتهم، والسفر والانتقال إلى الجامعة التي يحلمون بها، مؤكدة أن الآباء يمرون بمرحلة صعبة بالتأكيد وعليهم مواجهة الضغوط وامتصاصها حتى لا تنتقل إلى الأبناء. فيما ذكرت مدير مدرسة سلمى الأنصارية، بدرية الياسي، أنه في السابق كان لديها 500 طالبة يأتين إلى المدرسة لكن صار لديها الآن 500 مدرسة في كل منزل، منوهة بتعاون الآباء وحرصهم على متابعة أبنائهم وتشجيعهم على التعلم والحضور حتى لم يعد يسجل لديها حالة غياب واحدة. من جهته، قال رئيس قسم المناهج بكلية التربية في جامعة الإمارات، الدكتور خليفة السويدي، إن التعليم بعد «كورونا» سيختلف جذرياً، فلن تكون هناك مناهج دراسية شاملة، بل مناهج ذكية تتفاعل مع المستجدات، وسيتم الانتقال من مرحلة التقييم المطبقة في النظام التقليدي، إلى نظام التقويم، أي تصحيح مسار الطلبة، فلن يكون هناك طالب فاشل، لأن كل واحد منهم سيحصل على فرصة لتطوير نفسه حسب إمكاناته ومواهبه.


التقنيات المستقبلية

قال رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، الدكتور منصور العور، إن الجامعة كانت سباقة في تطبيق التعليم الذكي منذ 18 عاماً، مؤكداً أنها رحلة صعبة لكنها ممتعة.

وأضاف أن «الأزمة الراهنة كشفت أهمية التعليم الذكي، وتوفير أموال طائلة في محطات الوقود وتقليل الزحام والحوادث، والحفاظ على البيئة، فضلاً عن المزايا التقنية الأخرى».

إلى ذلك، قال مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، الدكتور سعيد خلفان الظاهري، إن التجربة الحالية بحاجة إلى تقييم على المستوى الوطني وإشراك الجهات المختصة لتطوير منظومة التعليم عن بُعد ومراعاة التقنيات المستقبلية، حتى لا يتحوّل الأمر إلى مجرد نقل المنهج التقليدي من الكتاب إلى الكمبيوتر.

تويتر