نقطة حبر

كلمات دافئة في صباح بارد

«نبحث عنها لمن يعرفها؟».. تلك كانت رسالة وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على حساب سموه الرسمي على «تويتر»، مرفقة بمقطع فيديو لمعلمة مواطنة تستقبل طلبتها بحرارة الود والمحبة في صباح يوم بارد.

سموه دوّن على حسابه: «بداية يوم دراسي في الإمارات.. البداية تكون مختلفة عندما تكون مع مدرّسة تحمل روحاً جميلة.. وكلمة طيبة.. وابتسامة صادقة.. وتفاؤلاً وطاقة إيجابية حقيقية تبثها لأبنائها وأحبابها الطلبة».. فتفاعل الوطن إعجاباً وثناءً بهذه المعلمة، وبلفتة سموه الكريمة؛ تكريماً لها وتحفيزاً لغيرها.

شيخة محمد حسين النعيمي، تعمل أخصائية اجتماعية في مدرسة عالية للحلقة الأولى بمدينة العين منذ 19 عاماً، هي أم الطلبة جميعاً وأختهم ومعلمتهم ومربيتهم.. منها يستمدون التفاؤل ويدّخرون السعادة، ومنها يتعلمون كيف يُحترم المعلم، ومنها يستبشرون بمستقبل أفضل لهم ولأقرانهم ولأجيال الوطن القادمة.. ما أجمل أن نكون مثل شيخة.. فكم معلم أو معلمة لدينا مثل شيخة!

في الواقع؛ فإن واقع التربية والتعليم في دولتنا ليس في أزهى صوره ولا أفضل ما نطمح إليه ولا نحلم به، تعليمنا اليوم يعاني كثيراً من المشكلات والعثرات والصعوبات.. في المناهج، وطرق التدريس، وهيبة المعلم، واحترام الطلبة، كل ذلك يضع على عاتقنا مسؤولية إنسانية وتربوية ووطنية وأخلاقية تشبه أو تحاكي ما تقوم به المعلمة شيخة النعيمي كل صباح.

في مدارسنا نماذج مضيئة كثيرة، ورموز عطاء أكثر، لكنها لا تضيء حولها لأنها محصورة في إطار المبادرة الذاتية، فهي محدودة الثقة، ولا تلقى ما يجب أن يكون من دعم وتحفيز ودفع للتعميم.. في مدارسنا أيضاً؛ قوالب تعليمية مملة، وأساليب وأفكار غير جديرة بالبقاء، ومساحة احترام تتضاءل كل عام.. في مدارسنا معطيات كثيرة جعلت التعليم أقل مما نطمح إليه، وأبقته في دائرة التكرار بلا تقدم يُذكر. أمام ما كان من المعلمة شيخة، وفي ضوء ما أثاره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صار لزاماً على أهل التربية والتعليم، أن يتبنوا فكراً مُبادِراً في كل شيء.. في التدريس والتربية والتعامل والاحترام والتواصل والمتابعة والزيارة والاهتمام.. التعليم ليس ألف باء المناهج.. إنما هو أصول تربوية.. التعليم المستورد في قوالب ممنهجة قادمة من غرب العالم أو شرقه لا يكفي.. نحن بحاجة إلى إرادة وطنية مُخلصة، ونماذج تربوية مُحفّزة، وقدوات عطاء في الميدان التربوي تُجبر أبناءنا على تقبل فكرة «ألف باء المناهج»، وهضم المناهج القادمة من خارج الحدود.. التعليم قناعة إنسان بإنسان؛ ليس أكثر.

- التعليم المستورد في قوالب ممنهجة قادمة من غرب العالم أو شرقه لا يكفي.

خبيرة تربوية

تويتر