مبتعثة لدراسة الدكتوراه في الهندسة البيوكيميائية وقيادة العمليات الصناعية

فاطمة الملا ترنو إلى توفير 40% من كُلفة العقاقير المستوردة

صورة

ترنو المواطنة الشابة فاطمة محمد الملا (25 عاماً)، من خلال دراستها لشهادة الدكتوراه في الهندسة البيوكيميائية وقيادة العمليات الصناعية، إلى المساهمة في تعزيز قيمة سوق الدواء بالدولة، «ثاني أكبر سوق في الخليج»، وذلك عن طريق العمل على زيادة الإنتاج المحلي للأدوية، لتوفير من 30 إلى 40% من كُلفة العقاقير المستوردة، لاسيما وأن السوق المحلية كما أوضحت الملا، الطالبة في جامعة لندن، «بلغت 11.3 مليار درهم في عام 2018، بارتفاع قدره 8.2%، إثر التسهيلات والامتيازات المقدمة للمستثمرين في القطاع الصحي، ودعم الاستثمار في القطاع الدوائي من الصادرات والواردات».

وتؤمن الملا المبتعثة من وزارة التربية والتعليم إلى المملكة المتحدة، بأن «لقاح بلازميد الحمض الوراثي، الذي يتمحور بحثها العلمي حوله، سيغذي سوق الأدوية المحلية، وسيحل محل اللقاحات الفيروسية، كونه أكثر أمناً وكفاءة على خلاف اللقاحات الفيروسية التي قد تترك آثاراً سلبية في صحة الجسم. وسيصبح هذا البلازميد من الصناعات الدوائية الرائدة في العالم».

وأوضحت الملا الطالبة المتفوقة أنها «عملت على تطوير لقاح بلازميد الحمض الوراثي، إذ نجحت في صنعه وعملت على ابتكار طريقة لاستخراج الحمض الوراثي منه، بنسبة نقاوة تصل إلى 96%، والتي تفوق النسبة التي حددتها منظمة الصحة العالمية 90%، وذلك لاستخدام اللقاح على البشر».

ولا تقتصر طموحات الملا العلمية على تعزيز السوق المحلية للأدوية، فحسب، بل تتعداه للمجال الصناعي أيضاً، وذلك وفقاً لتخصصها «الدكتوراه في الهندسة البيوكيميائية وقيادة العمليات الصناعية»، وتعمل حالياً على «تطوير وتوسعة إنتاج لقاح بلازميد الحمض الوراثي ليشمل النطاق الصناعي، الأمر الذي يتطلب صناعة مفاعل حيوي خاص بهذا النوع الحساس من البلازميد، الذي يتطلب عناية فائقة للغاية».

وقد حصلت الملا على موافقة ودعم لجنة الخبراء المشرفة على رسالة الدكتوراه، للمضي قدماً «لصناعة المفاعل الأول من نوعه» في هذا المشروع المكلف، الذي سيستغرق وقتاً طويلاً للإنجاز.

وتؤكد الملا، العضو في مجلس طلبة الدكتوراه في الجامعة، أن خلفيتها العلمية في التقنيات الحيوية، لعبت دوراً إيجابياً كبيراً في دراستها الحالية، فقد حصلت على شهادة بكالوريوس التقنيات الحيوية بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة الشارقة، وشهادتي ماجستير بدرجة امتياز من جامعة غلاسكو البريطانية، الأولى في التقنيات الحيوية، والثانية في إدارة الأعمال.

وحرصاً على تحقيق أكبر استفادة علمية ممكنة، تعمل الملا مساعد تدريس في «جامعة لندن»، وانضمت عضوة في منظمة آيزك العالمية (الرابطة الدولية للطلاب في الاقتصاد والأعمال)، وعضوة في جمعية المهندسين الإماراتيين المبتعثين إلى المملكة المتحدة. وأنها كانت من الـ10 الأوائل على مستوى الدولة في الثانوية العامة 2012، والثانية على مستوى إمارة أم القيوين.

وحول تجربة الغربة التي اختارتها الملا للدراسة، تذكر أنها من أجمل التجارب التي تعلمت منها الكثير «فكل موقف مهما بلغت صعوبته أو قسوته كان بالنسبة لي درساً ثمنيناً، حتى غدوت شخصاً مختلفاً، يعي قيمة ما يملك، ويدرك أن الحياة حقل تجارب غني بالعظات والعبر».

وحرصت الملا على أن تكون غربتها إيجابية، ليست على المستوى العلمي فقط، بل الاجتماعي أيضاً، ودأبت على المشاركة في الأعمال التطوعية المتعلقة بالشباب، خصوصاً أنها تتولى مسؤولية العلاقات العامة في جمعية الأنشطة الخاصة بطلبة الدكتوراه في الجامعة «فأنظم أنشطة وفعاليات متنوعة داخل الجامعة وخارجها، وأعمل حالياً على تأسيس جمعية الطلبة الإماراتيين فيها».


قراءة واطلاع في أوقات الفراغ

تشارك فاطمة الملا التي تهوى الاطلاع والقراءة في العلوم المتعددة في أوقات فراغها من الدراسة، أقرانها من المبتعثين في المملكة المتحدة فعاليات متنوّعة ومنها مبادرة «برد عليهم» التي نظمتها بالتزامن مع عام التسامح، و«معرض لندن الدولي للكتاب» خلال مارس الماضي كمتطوعين في جناح مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، التي كرمتهم وعينتهم سفراء لمبادرة «بالعربي»، وذلك بهدف تمثيل الدولة في المجتمع البريطاني، وتمثيل المبادرة التي أطلقتها المؤسسة. فضلاً عن الفعاليات المختلفة التي تنظمها القنصلية الثقافية للدولة في العاصمة البريطانية لندن، والتي تعد بمثابة نقطة التقاء بين المبتعثين في المملكة المتحدة، الأمر الذي يخفف من شعور الإحساس بالغربة، والابتعاد عن أرض الوطن، وكنف العائلة ولمة الأهل والأصدقاء.

حصلت فاطمة على موافقة اللجنة المشرفة على رسالة الدكتوراه لصناعة المفاعل الأول من نوعه.

عملت على تطوير لقاح بلازميد الحمض الوراثي ليحل محل اللقاحات الفيروسية.

تويتر