أبوظبي للكتاب

احتضنت العاصمة أبوظبي معرضها الدولي للكتاب، وتلألأت أبوظبي كعادتها إشعاعاً ثقافياً وفكرياً، وغدت منارة ثقافية تهفو إليها قلوب العارضين من مختلف أرجاء العالم، يتنافسون جميعاً في تقديم عصارة الفكر، ورحيق المعرفة، وزاد الروح، وذلك كله في سيمفونية رائعة تعلي من قيمة العقل، وتفتح نواصيه على التنوير والإلهام والإبداع.

في معرض أبوظبي للكتاب اجتمع العالم على محبة الإمارات، وتلاقحت الأفكار وتجارب البشر، وامتدت بينهم جسور الحضارة.

هنا في معرض أبوظبي الدولي للكتاب أشرقت أصابيح جديدة لكوادر وطنية مفعمة بالأمل، متطلعة إلى العلا، حاملة للعالم قيماً وتقاليد إماراتية أصيلة، هذه الأصابيح المشرقة لوطن التسامح نافست وبقوة في منصات توقيع الكتب والمؤلفات، فجاء أبناء وبنات الوطن من الكتاب المبدعين والبراعم الواعدة أشبه بالظهور التي تتفتح في ربوع وطننا الغالي.

في هذا المعرض شعرت بأن الفخر يحلق بجناحيه عالياً، ويرفرف فكراً وثقافة، وأدباً، وشعراً، ونثراً، ورواية تحكي مجداً تليداً لوطن آمن بأن سقف طموحاته لا يحدها المريخ، ومن هنا جاء هؤلاء المبدعون من أبناء وبنات الوطن بمثابة فراشات في أروقة معرض الكتاب تنثر رحيقها فكراً وإبداعاً، وتقدم تجاربها في الندوات والمحاضرات، وتعطي من خلاصة الفكر في ورش العمل للنشء والصغار.

في أبوظبي الدولي للكتاب يحار المرءُ في ما يرصد من تألق الإبداع تنظيماً لمعرض يضاهي نظراءه في العالم، لدرجة أنك تدخل المعرض فتتوقف عقارب الساعة، ويمضي عقلك في رحلة ممتعة مع أزمان المجد، تطالع مؤلفات في الأدب والتاريخ، والحضارات، وتتطلع نحو مستقبل مشرق عبر مؤلفات أخرى تتناول الذكاء الاصطناعي، والعوالم الافتراضية، والتقنيات المتقدمة، وغيرها.

في أبوظبي الدولي للكتاب وجدت صورة للأسرة السعيدة الأب والأم، وبينهما الأبناء والبنات، يخطون في محبة أمام منصات العرض، ينتقي كلٌّ منهم ما يحلو له من كتب ومؤلفات، تنير العقل وترسم دروب المستقبل.

فرحتي كانت كبيرة بهؤلاء الصغار، الذين علا صوتهم نقاشاً قبل اختياري بعض الكتب والمؤلفات وقصص الأطفال، لقد نجح معرض أبوظبي الدولي للكتاب، على مدارس ثلاثة عقود، في أن يضع بصمته على جبين الثقافة، حاملاً للعالم حضارة عظيمة لوطن يؤمن بأن الثقافة طريقه للتقدم والازدهار.

في معرض أبوظبي

الدولي للكتاب، أشرقت

أصابيح جديدة

لكوادر وطنية مفعمة

بالأمل.

أمين عام جائزة خليفة التربوية