نقطة حبر

الانتماء والولاء

تحرص دولتنا الحبيبة وقيادتنا الرشيدة على نشر وتعزيز ثقافة الانتماء والولاء بين أفراد المجتمع كافة، وتؤكد على أهمية غرسها وتعزيزها في نفوس الأبناء منذ الصغر، وجعلهما جزءاً لا يتجزأ من سلوكهم وثقافتهم اليومية، ويتم ترجمة ذلك المفهوم على أرض الواقع من خلال المؤسسات المعنية للقيام بتلك المهام، ومن أهم هذه المؤسسات الأسرة.

فالأسرة تعتبر النواة الأولى وأم المؤسسات التربوية ومصنع تربية وتنشئة الأجيال التنشئة الاجتماعية، وغرس الهوية الوطنية، فعلى عاتقها تقع مسؤولية زرع قيمة الانتماء والولاء وبقية القيم الإسلامية والوطنية في نفوس الأبناء مبكراً، نظراً لأهميتها في حياتهم وفي استقرار وبناء الوطن وتماسكه، فعلى الوالدين إبراز مظاهر قيمة الانتماء والولاء أمام أبنائهم، لأنهم قدوة حسنة لهم، فهم يستقون هذه القيم ويتدربون على حب الوطن والانتماء إليه منهم، فمن الضروري تعزيز هذه القيم وتدريبهم على ممارستها كأعضاء فاعلين في الأسرة، والعمل على إشراكهم في صنع القرار والأخذ برأيهم في بعض الأمور، ما يشعرهم بأنهم جزء من هذه المؤسسة الصغيرة، فهنا ينمو ويتولد لديهم الشعورالجميل بالانتماء والولاء وتحمّل المسؤولية وحب المكان الذي يعيشون فيه، فيحرصون على المحافظة عليه، فإذا نجح الوالدان في عقد هذه الاتفاقية مع الأبناء وتم تعريفهم مبكراً بالحقوق التي يجب أن يحصلوا عليها سواء من البيت أو المدرسة أو المجتمع، وتعريفهم بالواجبات التي يجب عليهم القيام بأدائها على أكمل وجه؛ هنا سيبادر الأبناء بالانتماء والولاء بطواعية دون أي ضغوط من الوالدين باعتبارهم أعضاء وشركاء فاعلين في هذا البيت، فالعلاقة هنا تكاملية بين الطفل ووالديه، فكلما تم تصحيح مساره أولاً بأول وتم تعريفه بأثر هذه الممارسات الجميلة عليه وعلى الوطن مستقبلاً، سيصبح قياس الأثر أسهل، وسينمو هذا الطفل وسيتربى في بيئة تعشق الوطن وتمارس الوطنية في حياتها اليومية.

وعندما يلتحق الأبناء بالمدرسة ستعزز المدرسة ما كانت تقوم به الأسرة من أدوار في غرس ثقافة الانتماء والولاء وحب الوطن، وستوضح لهم أهمية الوطن والمواطنة وماذا يمثل الوطن لهم، فهو ليس مجرد مكان نحيا ونعيش فيه، بل الوطن هو الذي يعيش فينا، هنا سيمارس الطلاب أدوارهم كشركاء استراتيجيين حريصين على الارتقاء بمدرستهم وعلى المعلمين أيضاً تخصيص جزء من وقتهم يومياً لتعزيز قيم الولاء والانتماء والاعتزاز بالوطن، ويمكن قياس أثر هذه الجهود المبذولة من قبل المدرسة على أداء الطلاب من خلال التزام الطلاب بحضور طابور الصباح، واحترامهم لعلم الدولة وترديد قسم الولاء. كل تلك الممارسات اليومية ستبرز مدى انتمائهم وولائهم لمدرستهم ولوطنهم، وستحفزهم على مضاعفة حبهم لوطنهم، والشعور بالفخر والاعتزاز وبالانتماء والولاء له، وستجعلهم يبذلون الغالي والنفيس في سبيل صون كرامة الوطن والمحافظة عليه.

مستشار تربوي

 

تويتر