نقطة حبر

مستقبل التعليم في الإمارات إلى أين؟

دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك كثيراً من المقومات والممكنات التي تجعلها في مقدمة دول العالم في مجال التعليم، وتستطيع بهذه الممكنات أن تتفوق على كثير من الدول التي سبقتها في التطوير بسنوات، لأن قيادتنا الرشيدة، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه حكام الإمارات، تضع تطوير التعليم في سلم أولوياتها، لذا خصصت موازنة التعليم لعام 2019 مبلغ 10.3 مليارات درهم، منها 6.7 مليارات للتعليم العام، و3.6 للتعليم العالي والجامعي، أي بنسبة 17% من إجمالي الميزانية العامة.

وهذا دليل ومؤشر قوي إلى أن الدولة حريصة كل الحرص على الارتقاء بالمنظومة التربوية والتعليمية، وأنها تؤمن إيماناً تاماً بأن مستقبل وتقدم أي أمة يأتي من خلال إصلاح التعليم وتطويره، فكلما تم رفع سقف الطاقة الإنتاجية للأفراد والاستثمار فيهم أسهم ذلك في رفع الطاقة الإنتاجية للمجتمع.

فالاستثمار في التعليم في ازدياد، نظراً لأن قياداتنا على ثقة بأن ما تنفقه اليوم من مال على التعليم سيعود عليها بعائد مالي وبشري أكبر في المستقبل، ولكن العائد في مجال التعليم لا يأتي سريعاً، بل يأخذ طابعاً بعيد المدى لا نستطيع قياس أثره ونتائجه مباشرة، بل سنراه مع الأيام، وبعد سنوات، لأنه استثمار في الإنسان، فبناء الإنسان أصعب من بناء الحجر بكثير، وكلما كان الاستثمار جيداً كانت النتائج إيجابية، لذا يجب على كل فرد أن يسعى لتطوير ذاته، وتعظيم مخرجاته، من أجل الإسهام في رفع اقتصاد وتنمية هذا الوطن الغالي. كما أكدت تقارير «اليونيسكو» أن هناك علاقة مهمة وإيجابية بين الاستثمار في التعليم والنمو الاقتصادي والاجتماعي في جميع دول العالم، والتعليم هو أحد العوامل الرئيسة لتحقيق النمو المستدام.

فوزارة التربية والتعليم تواجه كثيراً من التحديات لترجمة طموحات وتطلعات القيادات الرشيدة على أرض الواقع، فهي في سباق مع الزمن من أجل تحقيق حلم الوطن بأن يتصدر التعليم في الإمارات كل دول العالم، وأن تكون المدرسة الإماراتية نموذجاً للمدارس المتفردة على مستوى العالم، وتكون هناك منصات تعليمية مبتكرة، تأتي إليها الوفود من العالم للاستفادة والاقتباس من أفكارها وابتكاراتها، وأيضاً المعلم الإماراتي يواجه تحديات أكبر لتحقيق هذا الحلم، فعلى يديه تبنى هذه الأجيال، لأن طالب اليوم ليس كطالب الأمس، لذا يجب أن يكون معلم اليوم ليس كمعلم الأمس، فلم يعد المعلم هو المصدر الأساسي الذي يستقي منه الطالب معلوماته، بل أصبح الطالب متفوقاً كثيراً على المعلم في مجال التكنولوجيا، لذا لابد من العمل على تطوير هذا المعلم لتحقيق المعادلة بينهما.

لذا تسعى وزارة التربية والتعليم إلى إطلاق العديد من المبادرات والبرامج، واقتراح الاستراتيجيات الوطنية التي من شأنها تخريج أجيال عالمة مبتكرة، وتقديم تعليم نوعي وعصري قائم على الإبداع والابتكار والاستدامة، لمواكبة أحدث التطورات العالمية في مجال التعليم، وتحقيق رؤية الإمارات 2030.

مستشار تربوي

تويتر