«التربية» تدعو إلى تضافر جهود جميع الجهات لمواجهة الظاهرة

معلمون خصوصيون يرفعون شعار «الأسعار مناسبة للجميع»

تنشط سوق الدروس الخصوصية خلال الأيام التي تسبق الامتحانات، وخلال هذه الفترة يرفع معلمو الدروس الخصوصية شعار «الأسعار مناسبة للجميع»، بهدف جذب الطلبة وذويهم للتعاطي مع ظاهرة الدروس الخصوصية.

ورصدت «الإمارات اليوم» إعلانات عدة عبر مطبوعات ومواقع إلكترونية، يؤكد فيها محترفو الدروس الخصوصية أن أسعارهم مناسبة للجميع، إذ نشر أحدهم في إعلانه أنه مدرس عربي يستطيع تأسيس الطلبة وتقويتهم في القراءة والكتابة، كما يستطيع تدريس جميع المواد لجميع الصفوف، وحل الواجبات اليومية، مؤكداً أنه خبرة تسع سنوات، وخبير تربوي، وحاصل على ماجستير في كيفية التعامل مع الطلاب وتوصيل المعلومات إليهم.

وأضاف: «كل ذلك بأسعار تناسب الجميع، ليس تقليلاً منا، ولكن منعاً للغلاء»».

وقال عبدالرحمن خليل، ولي أمر طالب في الصف الثاني عشر، إن «إعلانات الدروس الخصوصية تزداد خلال الفترة التي تسبق الامتحانات، ويختلط الغث بالسمين فيها، فلا نستطيع أن نحدد المتخصص من غيره من بين المعلنين عن استعدادهم لإعطاء الدروس الخصوصية».

وأضاف: «كثير من هؤلاء المعلنين يصح وصفهم بـ(المعلم الخارق) الذي يستطيع أن يدرّس المواد كافة لجميع الصفوف، وأحد هؤلاء المعلنين يقول إنه مدرس خصوصي ذو خبرة طويلة في مواد الفيزياء والرياضيات والكيمياء والإحصاء لجميع المراحل، وخبرة بالمنهاج الأميركي والبريطاني للمدارس الخاصة والحكومية، وعمل مراجعة دورية، وحل أسئلة الامتحانات بشكل مبسط ومفهوم»، مؤكداً أنه لا يقبل أن يستعين بهذا المعلم لتدريس ابنه، إذ لا يمكن محاسبته في ما بعد على نتيجة الطالب، كما أنه لا يمكن الوثوق بمادته العلمية.

وذكرت رنا هواري، والدة طالبتين، أن كثيراً من الإعلانات عن الدروس الخصوصية تدل على أن أصحابها ليسوا عاملين في التدريس أو أنهم أتوا إلى الدولة في هذا التوقيت بهدف إعطاء دروس خصوصية، مضيفةً: «عندما يكتب الشخص في إعلانه أنه (مستعد لتدريس الطلبة في العلمي والأدبي)، فهذا يدل على أنه لا دراية له بالتعليم في الدولة، لأن وزارة التربية والتعليم استبدلت تقسيم الثانوية من علمي وأدبي إلى مسارات أخرى منها المتقدم والعام».

وتابعت: «من الإعلانات التي تدل على عدم تخصص أصحابها في مهنة التدريس، أن إحدى المعلنات نشرت أنها عربية متواجدة داخل إمارة عجمان تبحث عن فرصة عمل في مجالات تدريس لغة فرنسية أو مجال الإدارة، وأن لديها خبرة لسنوات في الإدارة، إضافة إلى خبرتها في كول سنتر ومجال التسويق في العقارات​».

فيما قالت مريم علاء، والدة طالبة في الصف الثاني عشر: «أبحث في إعلانات الصحف والمواقع عن معلمة لا تغالي في سعر الساعة، ولا يشغلني عدد سنوات خبرتها، فالعبرة في النهاية أن توضح لابنتي الدروس التي تحتاج إلى فهمها، كما لا أهتم بكون هذه المعلمة لديها إقامة أم أنها زائرة، فهي لن تكون موظفة عندي، لكنها تؤدي مهمة محددة مقابل مبلغ معلوم».

من جهتها، ترى وزارة التربية والتعليم، أن مشاركة الآباء في رحلة تعليم أبنائهم أمر مهم للغاية، مشددة على أهمية تضافر الجهود من أجل مواجهة الدروس الخصوصية بشكل عام، سواء قدمها معلمون يعملون في المدارس أو غيرهم، مؤكدة أنها تحارب الدروس الخصوصية بكل أشكالها.

ودعت جميع الجهات المعنية، خصوصاً ذوي الطلبة، إلى تضافر الجهود بهدف الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية والقضاء عليها، باعتبارها تؤثر سلباً على العملية التعليمية، لافتة إلى أنه بإمكان أي طالب أن يتواصل مع معلميه لاستيضاح ما صعب عليه في المناهج.

تعزيز المهارات

أكدت وزارة التربية والتعليم، أنه من الضروري عدم تجاوب ذوي الطلبة مع مختلف الأساليب التي قد يلجأ إليها أشخاص غير مؤهلين لتقديم محتوى تعليمي تحت مسميات مختلفة، إضافة إلى التركيز على تعزيز مهارات أبنائهم غير الأكاديمية.

وأوضحت أن الأسرة تلعب دوراً مهماً لترسيخها في نفوسهم، وليس التركيز فقط على التحصيل الأكاديمي الذي يدفعهم إلى التعاطي مع الدروس الخصوصية.

تويتر