نقطة حبر

المراكز الصيفية جسر المعرفة

تمثل أنشطة المراكز الصيفية المنتشرة على مستوى الدولة أحد الروافد التربوية القوية التي تصقل الشخصية الطلابية، فقد شرعت جهات عديدة في إطلاق أنشطة تربوية من علمية وثقافية ورياضية، في المراكز والمعسكرات الصيفية التي بدأت فعالياتها خلال الفترة الماضية وتستمر حتى قبل بداية العام الدراسي.

وتتاح في هذه المراكز الفرصة للطلبة بممارسة أنشطة مفيدة في مختلف المجالات التي تلبي رغباتهم، وخلال زيارات عديدة لمثل هذه المراكز نلمس جميعاً حرص أولياء الأمور على إرسال أبنائهم وبناتهم لمراكز الأنشطة الصيفية، وذلك إدراكاً منهم لما تمثله هذه المراكز من قيمة حيوية في استثمار الوقت خلال الصيف، وكذلك رعاية المواهب الناشئة للطلاب والطالبات، سواء هؤلاء الذين يتمتعون بمواهب علمية وتطبيقية أو رياضية وفنية أو اجتماعية وثقافية.

وتعتبر المراكز الصيفية تجربة إضافية تعزز من دور منظومة التعليم، وتحمل رسالة نبيلة في توسيع مدارك النشء والشباب المشاركين فيها وترسيخ قيم الولاء والانتماء لديهم، بل واكتشاف المواهب الطلابية ورعايتها، وتوجيهها بصورة علمية سليمة، حيث يعمل في هذه المراكز مدربون ومدربات أكفاء.

إن الاستثمار في توظيف طاقات النشء والشباب خلال الإجازة الصيفية من شأنه أن يدعم الشخصية الطلابية خلال رحلتها في العام الدراسي، فبالتأكيد فإن الأنشطة والهوايات التي مارسها الطالب خلال المركز الصيفي ستمثل إضافة لطاقته خلال العام الدراسي المقبل، فكثير من الطلبة المتفوقين والمبدعين مروا من هنا، وكانت المراكز الصيفية نقطة انطلاقهم نحو الريادة والتميز.

نتابع جميعاً خلال هذه الفترة من الإجازة الصيفية أنشطة متميزة لمراكز صيفية ترعاها جهات عديدة مثل وزارة التربية والتعليم، ووزارة الداخلية، ودائرة التعليم والمعرفة، وهيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية للقوات المسلحة، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، وغيرها من الجهات التي شرعت في استقطاب الطلاب والطالبات خلال هذه الفترة وقدمت لهم الورش التطبيقية والزيارات الميدانية وممارسة الأنشطة والهوايات، ذلك كله تحت مظلة عريضة لمفهوم واسع ورسالة سامية تتجه نحو رعاية العقل والفكر لهذه البراعم الناشئة، كما تنوّعت مجالات ومحاور الأنشطة في هذه المراكز لتشمل أبعاداً جديدة منها الفضاء ومشروع الإمارات إلى المريخ والطاقة النووية لأغراض سلمية، والكثير من الأنشطة التي سيكون لها بإذن الله المردود الكبير على شخصية الطالب وتميزه العلمي، والعمل خلال العام الدراسي المقبل.

إن المراكز الصيفية تمثل جسراً حيوياً بين عام دراسي مضى وعام دراسي قادم، ومن هنا فإن واجبنا كتربويين وأولياء أمور أن نُحسن استثمار هذه الفترة في بناء الشخصية الطلابية وتمكينها نحو التميز والريادة والإبداع.

أمين عام جائزة خليفة التربوية

تويتر