بسبب عطل فني في الشبكة.. وإدارات مدارس لم تزد وقت الإجابة

«التربية» تتـراجع عن «الامتحان الإلكتروني» بعد بدئه بنصـف ساعة

«التربية» قرّرت التحوّل إلى الاختبــارات الورقية في الامتحانات المقبلة. أرشيفية

تراجعت وزارة التربية والتعليم، أمس، عن قرار تحويل امتحانات نهاية العام للصفوف الخامس، والثامن، والتاسع، والعاشر، والـ11، من ورقية إلى إلكترونية، بعد نحو نصف ساعة من بدء زمن الإجابة، بسبب عطل فني في النظام «الشبكة الإلكترونية».

سؤال «الذئب» يثير حفيظة ذوي الطلبة

أثار سؤال اختيار من متعدد، في امتحان نهاية العام الدراسي الجاري للصف السابع بمادة العلوم، حفيظة أولياء أمور طلبة، بسبب صيغته التي اعتبروها خادشة للحياء. وكان نص السؤال في ورقة الامتحان «تدحرج ذئب على ظهره كاشفاً عن بطنه أمام شركاء التزاوج المحتملين داخل القطيع، أي سلوك يبين ذلك؟»، مطالباً الطلبة باختيار الإجابة الصحيحة من بين أربع إجابات وهي: (العدائية - المغازلة - الهيمنة - الخضوع).

وقال أولياء أمور طلبة: «لا نفهم السبب وراء طرح مثل هذا السؤال في امتحان لطلبة في الـ12 من العمر، وما الهدف منه، إذ لم نعهد هذا النوع من الأسئلة بمدارسنا من قبل»، متسائلين: «ما المعلومة الإضافية التي سيحصل عليها الطالب أو الطالبة من التعرف إلى أن الذئب تدحرج على ظهره وكشف عن بطنه أمام شركاء التزاوج المحتملين، فماذا كان يهدف وراء سلوكه هذا؟».


مسؤول في «التربية»:

«من الضروري مراعاة تعطل الشبكة عند تصحيح الإجابات».

وحدّدت الوزارة في جدول الامتحانات لهذه الصفوف أن يبدأ زمن الإجابة في الثامنة والنصف صباحاً في مادة العلوم للصفين الخامس والثامن، وفي مادة الرياضيات للتاسع (عام ونخبة وتخصصي)، وللعاشر (عام) في مادة الفيزياء، و(متقدم) في الرياضيات، وفي مادة الرياضيات للصف الـ11 (عام ومتقدم).

وأكدت إدارات مدارس أنها لم تزد وقت الإجابة بسبب العطل الفني، على الرغم من تأخر الطلبة في البدء بالإجابة ورقياً، مبررة ذلك بأنها لم تتلقَ تعميماً من الوزارة يفيد بضرورة تمديد زمن الإجابة، مضيفة: «من الطبيعي أن يحدث عطل في الشبكة الإلكترونية بسبب الضغط الذي حدث نتيجة دخول الطلبة عليها في آن واحد».

وأفاد تعميم أصدرته الوزارة، أمس، ووزعته على جميع المدارس، بأن خدمات الإنترنت والبريد الإلكتروني سيتم إيقافها من الساعة 8:30 إلى 9:30 أيام الامتحانات، حفاظاً على أمنها وسريتها.

وشهدت المدارس صباح أمس حالة من التوتر أصابت إداراتها والطلاب، بسبب عطل فني حدث في الشبكة الإلكترونية، وأوضح مديرو مدارس أن التعليمات لديهم تفيد بأنه في حال حدوث ما يعوق تنفيذ الاختبارات إلكترونياً، يتم الانتظار لنصف ساعة، ثم يتم التحول إلى الورقية مباشرة، وبالاتفاق مع جميع المدارس منعاً لتسريب الامتحانات.

من جهتها، قرّرت وزارة التربية والتعليم التغاضي عن تنفيذ الاختبارات إلكترونياً، والتحول للورقية في جميع الامتحانات المقبلة لجميع الصفوف الدراسية ابتداء من اليوم، وتلقت إدارات المدارس في وقت متأخر من ظهر أمس تعليمات الوزارة على أن تخصص ساعة ونصف الساعة كزمن للامتحان الورقي منها 15 دقيقة للتهيئة و60 دقيقة للامتحان و15 دقيقة للمراجعة، هذا إضافة الى امتحان الـ12 الذي بدأ أمس وخصصت له ساعة ونصف الساعة، ويتواصل حتى نهاية الأسبوع المقبل ويبدأ امتحان الـ12 بجميع فروعه الساعة الـ 12 وحتى الـ 1:30.

وطالبت إدارات مدرسية بأن تحاسب الوزارة المسؤولين عما حدث من تخبط وتوتر في الميدان التربوي، نتيجة عدم استعدادهم لتنفيذ الاختبارات الكترونياً، مؤكدة أنها ليست المرة الأولى ولا الثانية بل سبق ذلك عشرات المرات، ويجب أن يتم محاسبتهم.

وأفادت وزارة التربية والتعليم في تغريدات لها على «تويتر»، بأنها تجاوزت إشكالية الخلل الفني الذي أصاب برنامج الاختبارات الإلكترونية أمس، والذي تتولى الإشراف عليه إحدى الشركات المتخصصة، إذ جرى تقديم الاختبارات من قبل الطلبة ورقياً بشكل طبيعي ووفقاً لما هو مخطط.

وكانت الوزارة حددت لخمسة صفوف هي الخامس والثامن والتاسع والعاشر والـ11، امتحانات نهاية العام بالنظام الإلكتروني، فيما تؤدي بقية الصفوف الامتحانات بالطريقة التقليدية (ورقياً)، على الرغم من أن المرحلة الأولى من الامتحانات التي جرت في الفترة من 20 مايو الماضي وحتى 25 من الشهر نفسه، إلكترونية لثلاثة صفوف فقط، هي الخامس والثامن والتاسع.

وأكدت الوزارة حرصها والتزامها بسير الاختبارات المدرسية بشكل سلس، وأن الخلل الفني الذي حصل في بعض المدارس لم يشكل عائقاً من تقديم الطلبة للاختبارات، إذ تكون الوزارة على أتم الاستعداد والجهوزية عبر وضع بدائل أخرى طارئة في حالات كهذه بما يكفل استقرار الوضع تحقيقاً لمصلحة الطلبة.

وفي تعليق له، قال مصدر مسؤول في الوزارة، فضل عدم ذكر اسمه، إن «ما حدث أمس للامتحانات الإلكترونية أربك الطلبة بشكل كبير، وتسبب في تأخير بدء الطلبة في الإجابة، ما أثر فيهم»، مضيفاً: «من الضروري مراعاة كل هذه الظروف عند تصحيح الإجابات، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى وقت، لأن الاستعدادات ارتكزت على أن يكون الامتحان إلكترونياً وتصحيح الإجابات أيضاً إلكترونياً، إلا أنه بعد العطل الفني الذي وقع في أول يوم، سيتغير نظام تصحيح الإجابات ليعود مرة أخرى إلى النظام التقليدي».

تويتر