نقطة حبر

بستان الفكر

في أروقة معرض أبوظبي الدولي للكتاب كنا على موعد مع عالم آخر من الإبداع والابتكار والريادة، عالم يشبه البستان الذي تفوح منه رائحة الزهر، ورحيق الإبداع الفكري، ففي معرض أبوظبي الدولي للكتاب لا يعلو صوت سوى صوت الفكر، والثقافة، والتأمل في كتب الأولين، ودراسة تجاربهم، والإفادة مما قدموه للبشرية، كما كانت هناك كتب ومؤلفات وإصدارات تتعلق بالحاضر الذي نعيشه، إضافة إلى كتب ومؤلفات تستشرف المستقبل، وترنو إلى ما بعد زمننا اليوم. مؤلفون ومبدعون أطلقوا العنان لخيالهم، فاستشرفوا المستقبل فكراً، وأدباً، شعراً، ونثراً، ورواية، وقصة قصيرة، وأدباً للأطفال، ودراسات، وتراجم، وغيرها.

كنت أرى الناس كأنهم

فراشات في بساتين

المعرفة والثقافة

يتنقلون بين أجنحة

المعرض باحثين عن

رحيق من وراء البحار.

عشت خلال الأسبوع الماضي وجائزة خليفة التربوية من خلال جناحها المميز في معرض الدولي للكتاب رحلة ليست ككل الرحلات، كنت أرى الناس من رواد المعرض وكأنهم فراشات في بساتين المعرفة والثقافة، يتنقلون بين أجنحة المعرض باحثين عن رحيق من وراء البحار، فهذا جناح بولندا (ضيفة الشرف)، وبه تلك المخطوطات النفيسة، التي تعود إلى قرون تاريخية طويلة، ففي جناح بولندا جسدت أبوظبي ريادتها كمركز ومنارة فكرية، تحمل للعالم قيم التسامح والتعايش الحضاري، وجسدت أبوظبي أيضاً نفسها كجسر للتواصل الحضاري، وقد جمع المعرض آلاف المبدعين والكتاب والمفكرين، الذين عكسوا خلال فعالياته منظومة القيم الإماراتية الأصيلة، وفي مقدمتها قيم التسامح والتعايش الحضاري، في العام الماضي كنا على موعد مع الثقافة الصينية، مجددين بذلك طريق الحرير، وفي هذا العام احتضن المعرض الثقافة البولندية، ليسلط بحرفية وإبداع الضوء على أوروبا العريقة، ويجدد ثانية لقاءً فكرياً مع نموذج حضاري سطع نوره في ربوع العالم.

لم تكن جائزة خليفة التربوية بعيدة عن هذا الحدث، فقد شكل جناح الجائزة في المعرض مركزاً إبداعياً من خلال أجندة واسعة لندوات ومحاضرات وورش عمل، ترجمت رسالة الجائزة وأهدافها، وقدمت رؤيتها الفكرية في نشر ثقافة التميز في الميدان التعليمي والتربوي، فقد احتضن جناح الجائزة نخبة من المفكرين، والكتاب، وصناع القرار التربوي والتعليمي، الذين قدموا خلاصة تجاربهم الفكرية والتعليمية في إطار شامل للنهوض إلى مختلف عناصر العملية التعليمية، وتحفيز العاملين في هذا القطاع الحيوي على الإبداع والتميز.

بكل الفخر نتوجه بعظيم الامتنان إلى الجهات المسؤولة عن تنظيم معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ولكل فرق العمل التي شاركت في إبداع هذه اللوحة الحضارية الإماراتية.

تويتر