نقطة حبر

أبجديات رعاية الموهوبين

تحرص القيادة الرشيدة، في دولة الإمارات، على إعداد وصناعة جيل مبدع، مبتكر، مخترع، استثنائي، يمتلك شخصية وهوية وموهبة مختلفة، وأفكاراً ومبادرات متفردة، لأنه يحيا وينعم في دولة استثنائية مبدعة ومبتكرة، دولة تعشق التحدي والتنافسية، والحصول على المركز الأول، دولة تؤمن بأن هؤلاء الموهوبين هم ثروة للمجتمع وللوطن، وإن اكتشافهم ورعايتهم وتنمية واستثمار قدراتهم مبكراً، ستعود بالفائدة على المجتمع مستقبلاً، لأنهم يعتبرون أفضل استثمار للدولة.

ولقد أثبت العديد من الدراسات والإحصاءات أن في كل بيت على الأقل موهبة، وهذه الموهبة هي هبة من الله.. ومن هنا تكون للحديث أبعاد وزوايا متعددة، عنوانها الأبرز كيف نكتشف تلك الموهبة، ومن ثم ما أبجديات واستراتيجيات رعايتها والمحافظة عليها؟ خصوصاً أن الموهبة تعتبر غرساً غضاً وطرياً، بالذات في المراحل العمرية المبكرة للطفل.. لذا يتحتم علينا أن نقوم برعاية هذا الغرس بعناية فائقة واهتمام بالغ، ونسقيه من ينابيع الثقة، ونرفده ونغذيه بمعرفة طبيعة هذه الموهبة، وما الذي ينقصها من وسائل التدريب والتوجيه، والسعي الجاد لتوفيرالأدوات اللازمة لتنمية وصقل تلك الموهبة. وتتنوع طرق تعزيز المواهب، فنجد منها، على سبيل المثال لا الحصر، تشجيع الموهوب وتحفيزه بمختلف الطرق والوسائل كالرحلات والأسفار، وارتياد الأمكنة غير المألوفة للموهوب، كذلك دفع الموهوب للتحلي بروح المبادرة، وتوفير البيئة الإبداعية التي تسهم في تطوير مواهبه حتى يقدم على اكتشاف ما يتمتع به من موهبة، ويحولها إلى طاقة إبداعية تفيد مجتمعه. والأسرة تكتشف مبكراً موهبة طفلها، لأن هناك علامات للنبوغ وخصائص تؤدي إلى هذا الاكتشاف على سبيل المثال لا الحصر.. مثل ثروة لغوية متقدمة للطفل مقارنة بأقرانه، ومهارات متقدمة في إجراء العمليات الحسابية البسيطة، والقدرة العالية على التركيز، وعلى ممارسة الخيال العلمي، أو القدرة على الحفظ والتذكر والاسترجاع والتحليل والتركيب والاكتشاف وسرد القصص والرسم، والربط بين الأحداث، وعند مقارنته بأقرانه يكون هو الأذكى.

هنا يستطيع ولي الأمر التعرف إلى نوع الموهبة التي يمتلكها طفله الموهوب، ويقوم بتوفير البيئة الداعمة والحاضنة لتربيته ورعايته.

ويتم توجيه الموهبة، من خلال إشراكها في الأنشطة المختلفة والأولمبياد الدولية، وابتكار البرامج والمسابقات التي تخلق روح التنافس بين الطلاب الموهوبين. والمؤسسات المجتمعية أيضاً دورها تكميلي لدور الأسرة والمدرسة في رعاية هذا الموهوب، من خلال تنظيم البرامج والأنشطة التي تعمل على تنمية وصقل مواهبه.

لنعمل جميعاً ووفق منظومة ذات إيقاع متجانس، من أجل أن نكتشف الأطفال الموهوبين، الذين بإبداعاتهم سوف يشكلون مفردات الوطن الزاهي والشامخ.

نعم.. برعايتهم سوف نضمن جيلاً من الموهوبين، الذين سيزينون خارطة الوطن بألوان الإبداع...

مستشار تربوي

تويتر