حسين الحمادي: المدرسة الإماراتية تدخل التنافسية بقوة ومبادرات وسياسات تعليمية مقبلة معززة لجودة التعليم

برعاية محمد بن راشد.. انطلاق منتدى التعليم العالمي 11 تحت شعار"ملهمون مدى الحياة"

صورة

أكد وزير التربية والتعليم، حسين بن إبراهيم الحمادي، أن المدرسة الاماراتية، وبعد مرور 3 سنوات على انطلاقها دخلت مجال التنافسية بقوة، وأضحت أكثر قدرة على مواكبة تطلعات الدولة في تعليم نوعي قادر على إكساب المهارات الحديثة لدى الطلبة، ودعم الجهود الوطنية في التحول إلى اقتصاد المعرفة، مؤكداً أن عملية التطوير مستمرة، وأن العام المقبل سيشهد إنطلاقات جديدة ومبادرات نوعية وسياسات داعمة لمنظومة التعليم بمختلف ركائزها.

جاء ذلك في كلمته الافتتاحية خلال منتدى التعليم العالمي والمعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم 2018  GESS الذي انطلقت أعماله أمس، ويقام تحت شعار" ملهمون مدى الحياة" تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه في مركز دبي التجاري العالمي، ويستمر لثلاثة أيام .

شهد فعاليات المنتدى في اليوم الأول، وزير دولة، زكي نسيبة، ومدير عام مكتب التربية العربي، الدكتور علي القرني.

يشارك بالمنتدى في دورته الحادية عشرة 100 متحدث من المختصين في الشأن التربوي والتعليمي  من مختلف دول العالم بغية استعراض أفضل التجارب التعليمية الرائدة في العالم والاستفادة منها في تدعيم المنظومة التعليمية بالدولة عبر دراسة تلك التجارب واستخلاص موجهات عامة من شأنها دفع الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم لإرساء تعليم ريادي وابتكاري أساسه التنافسية.

ويوفر المنتدى خلال فترة انعقاده 250 دورة تدريبية متخصصة في مجال التطوير المهني لكوادر الميدان التربوي تناقش مختلف أوجه العمل التربوي وآليات النهوض به للوصول به إلى مستويات عليا من المهارة والتمكين لترجمة رؤية وزارة التربية والتعليم التربوية على أكمل وجه، ويهدف إلى حث المعنيين بالشأن التربوي على تبني آليات وطرائق منهجية ترسخ مفهوم التعلم مدى الحياة، كما يفتح المنتدى الأفق واسعا للطلبة حول كيفية اكتساب المعرفة واستخدامها بالشكل الأمثل وحفزهم على التعلم الذاتي، والتأكيد على أهمية المدرسة باعتبارها نقطة انطلاق للتعلم المستمر على مدى الحياة.

ويبحث في ثلاثة محاور رئيسة، وهي كيفية  تغيير طريقة تفكير الطلبة وتهيئتهم لاكتساب المعرفة ذاتيا من خلال تمكينهم من أدوات البحث وتشجيعهم على الابتكار فيما يناقش محور التعلم المعزز كيفية تهيئة البيئة التعليمية لتلبية احتياجات المتعلمين وتمكينهم من تحقيق فهم أفضل أثناء التعلم باستخدام أحدث التقنيات التربوية، ويبحث محور "رفاه العيش" في كيفية العناية بالجوانب النفسية والذهنية والصحية للطلبة ويعالج بعض ظواهر العنف في البيئة المدرسية

ويصاحب انعقاد المنتدى انطلاق المعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم بمشاركة 550 شركة رائدة في مجال الحلول التعليمية والتي تعرض خلال مشاركتها أرقى المحتويات التعليمية الرقمية والتي بدورها تسهم في تكريس فكر تربوي ابتكاري يحاكي مستقبل التعليم خلال العقود القادمة .

وقال حسين الحمادي في كلمته: نستكمل فصلاً جديداً من فصول العمل الهادف لتطوير التعليم تحت مظلة منتدى التعليمي العالمي والمعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم "GESS"2018 بنسخته 11 ، بالتزامن مع احتفاء الإمارات بعام زايد، حيث وجهت قيادتنا الرشيدة بجعل العام 2018 عاماً نستلهم فيه قامة كبيرة بحجم زايد المؤسس طيب الله ثراه، ونستذكر فيه إرثه الانساني والحضاري الكبير، واليوم ولله الحمد وصلنا إلى موقعنا التعليمي الريادي بفضل رؤية زايد، وحكمة زايد، واهتمامه بالعلم والتعليم، ووضع حجر الأساس الذي ارتكزت إليه الدولة لتحقيق قفزات استثنائية في التعليم.

اهتمام القيادة بالتعليم

وتابع: إذا أردتم معرفة سر تطور التعليم لدينا، فهو ما نراه متجلياً في المشهد الأبوي الملهم وبالغ التأثير، ذلك الذي نراه حاضراً في كل يوم، عبر اهتمام القيادة الرشيدة بالعلم والمتعلمين، نراه في تكريمهم للمتميزين، وتهنئتهم للمتفوقين، وتخريجهم للجامعيين بأنفسهم، نلمسه في الدعم المادي والمعنوي المتواصل، وفي التأكيد المستمر على أهمية تطوير التعليم في مختلف المحافل والمناسبات.

وتقدم ببالغ الشكر والتقدير إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى إخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات، على تفانيهم واخلاصهم ودعمهم الكبير، لمواصلة حصد الانجازات على الصعيد التعليمي.

وأشار إلى أن شعار المنتدى" ملهمون مدى الحياة" وهو عنوان يمس بالمقام الأول المعلم، الذي يعتبر صمام الأمان ومصدر التنوير والأكثر قدرة على تطبيق السياسات والخطط التعليمية، وجعل القاعة الصفية مختبراً للإبداع والالهام والتأمل والتفكر، واستنباط الأفكار، والتفاعل بين الطلبة والنقد البناء، وصولاً إلى تحقيق أجيال متمكنة معرفياً ومهارياً وأخلاقياً تقود دفة التنمية وتحافظ على مكتسبات الأوطان وترفدها بالمزيد.

وذكر أن المنتدى هذا العام يوجه اهتمامه لقضية غاية في الأهمية مطروحة للنقاش، وهي كيف للمعلم أن يكون متمكنا من تبني فكر عصري يرسخ للتعلم مدى الحياة، وكيف له كذلك أن يكون مبتكراً وملهماً للطالب لمنحه القدرة على اكتساب المعرفة وتوظيفها بالشكل الأمثل، لجعل المدرسة منطلقاً للتعلم المستمر مدى الحياة.

ولفت إلى كلمة سمو الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية والتعاون الدولي، التي القاها مؤخراً في القمة العالمية للحكومات، معتبراً أنها صاغت منهجية عمل متطورة لتحقيق تعليم فعال، وأنها كلمة ملهمة، وتعد وثيقة تعليمية تاريخية برؤية مستقبلية واضحة، إذ تحدث سموه باستفاضة عن اربعة محاور رئيسة لتحقيق قفزة نوعية استثنائية في التعليم، وهي: الاهتمام بالتعليم في الطفولة المبكرة، وتطوير التعليم لرفع تنافسية الطالب الإماراتي عالميا، و الاستراتيجية الوطنية الجديدة للتعليم العالي، فضلاً عن تشجيع التعلم المستمر.

وأضاف أنه وفقاً لذلك، تعمل وزارة التربية والتعليم على تطوير التعليم، لتصبح المدرسة الإماراتية التي انطلقت برؤيتها العصرية منذ 3 سنوات حاضنة للإبداع والابتكار واكتساب الطلبة مهارات القرن 21، وركيزة في تحول الدولة نحو مجتمع اقتصاد المعرفة المستدام لتواكب طموحات الدولة ورؤيتها التنموية، لنتوج مئوية الإمارات بإنجازات حقيقية لاسيما في قطاع التعليم.

وقال: مما لا شك فيه، أن التعليم يعد أحد أهم ركائز استراتيجية الثورة الصناعية الرابعة التي أعلنت عنها الدولة مؤخراً، ومن أهم أهدافه التي نسعى لتحقيقها، تطوير تجربة تعلم رائدة وديناميكية ومعززة بغرض تحسين مخرجات التعليم وتلبية المتطلبات الجديدة للثورة الصناعية الرابعة عبر التركيز على العلوم والتقنيات المتقدمة والابتكار والذكاء الاصطناعي.

وألمح إلى أنه منذ 3 سنوات، انطلقت عملية التغيير الجذرية في نظام التعليم بالإمارات، حيث بدأنا في التغيير من حقيقة مفادها أن الطلبة ليس جميعهم يتعلمون بالطريقة نفسها، ويجب أن تكون منظومة التعليم مرنة لتمنح كل طالب فرصته للتقدم والتعلم وفقا لرغباته وميوله وقدراته، وهنا جرى تحديد مسارات تعلم جديدة تواكب هذا الهدف وتترجمه إلى واقع متاح أمام الطلبة.

استحداث مواد دراسية اختيارية

وذكر أنه من ناحية أخرى، جرى التركيز على المناهج الدراسية، تطويراً واستحداثاً للجديد منها، معتمدين في ذلك على المهارات الضرورية للمستقبل، ووضع معايير منفصلة لكل مادة في كل صف دراسي، والآن نعمل على مواءمة المواد بشكل أفقي للمراحل الدراسية المختلفة لضمان تكامل المهارات والمحتوى وتعزيزهما وترسيخهما، كما يتم العمل على استحداث مواد اختيارية لتوسيع آفاق الطلبة وتلبية ميولهم، وهذا بالطبع يجري مع التطوير الطبيعي للمناهج الحالية بما يضمن مواكبتها للعديد من الأبحاث مع الأخذ بعين الاعتبار التغذية الراجعة من الميدان.

ولفت إلى أن عملية التقييم تنتقل بيسر وسلاسة وبشكل متسارع لتكون الكترونية، مما يضمن متابعة سريعة لأداء الطلبة من قبل المدرسين والقيادات التربوية، ويرفع عن كاهل المعلم أعباء الإعداد والتصحيح للاختبارات.

وذهب إلى أن الاختبارات الوطنية "إمسات" التي استحدثت كاختبار وطني يقيس مهارات الطلبة استعدادا للمرحلة الجامعية، تجري حاليا على نطاق واسع في المدارس الحكومية للصفوف الرابع والسادس والثامن والعاشر في ثلاث مواد هي الإنجليزية والعلوم والرياضيات بعد أن انطلقت في العام الدراسي الفائت وستستمر للصف الثاني عشر، مؤكداً أن الاختبارات ستقدم للمعنيين فرصة غاية في الأهمية لمتابعة أداء طلبتنا، ونحن نسعى لتحقيق أهداف الأجندة الوطنية للتعليم.

التدريب التخصصي

وأكد الحمادي أن دور المعلمين والقيادات التربوية سيظل في دائرة الاهتمام، لذا تم ايلاء التدريب التخصصي المستمر عناية كبيرة، لدعم التطور المهني لمعلمينا و قياداتنا، بجانب اعتماد رخصة المعلم لضمان الإجادة الكاملة للمعايير المتعلقة بمهنة التدريس والتعاون الحثيث مع الجامعات والتأهيل الأمثل للخريجين الذين سيلتحقون بسلك التعليم.

وشدد على أنه حينما تم اطلاق المدرسة الإماراتية لم نخطط لتطوير المناهج والتقييم وأساليب التعليم فحسب،  بل إننا ننظر لها كمنظومة متكاملة حيث يشكل بناء بيئة مدرسية جاذبة من خلال مرافق متطورة جزءا مهماً منها لتشمل تطوير الأبنية، والمختبرات والمكتبات والمرافق الرياضية.

وقال: نعي تماماً أن التكنولوجيا لم تعد ترفا ضمن الإطار التعليمي بل تشكل بعدا أساسيا لتيسير العمل وفتح آفاق بلا حدود للإنجاز والإدارة والتعاون والتواصل والتعلم، ولهذا نحن نفخر بحجم الانجاز الذي تصب جهوده نحو انتقال الوزارة الذكية عبر منظومة تتسارع في التطور لتقديم خدمات إلكترونية مميزة وفعالة.

وبين أن الوزارة أنشأت أيضاً مركز البيانات التابع لها، وهو مركز يضعنا في قلب المشهد التعليمي من خلال استمرار عمله الدؤوب ليس فقط في جمع البيانات، بل لتقديم تقارير تحليلية واستشرافية تأخذ الآن دورا مركزيا ومصدراً مهما لمتابعة صناع القرار توظف في عملية اتخاذ القرار وتثري فهمهم في سبيل الوصول للأهداف المنشودة.

ضمان الجودة

وأكد أهمية ضمان الجودة في التعليم كجزء أساسي وحيوي يحيط ويقود جهود الميدان التربوي سواء من خلال منظومة الرقابة، لضمان امتثال المؤسسات التعليمية للقرارات واللوائح والنظم المعتمدة من الوزارة بهدف إرسال رسالة اطمئنان للمجتمع بأن كافة المؤسسات التعليمية في الدولة تمارس ما هو مطلوب منها وفقاً للسياسات والمعايير وبما يحقق احتياجات وتوقعات كافة المعنيين بالعملية التعليمية، أو من خلال منظومة التقييم للمؤسسات التعليمية التي تجري عبر عمليات تقييم مدرسية شاملة ودقيقة لقياس جودة إداء المدارس بحيث تتحرك جهود المدرسة بشكل ممنهج ومستمر نحو التعليم والتعلم لتحقيق الأجندة الوطنية للدولة وبناء ثقافة الأداء المستدام .

استراتيجية متطورة للتعليم العالي

وأضاف الحمادي أن التعليم العالي يشكل عصبا رئيسيا ليس فقط ضمن منظومة التعليم في الدولة بل طريقا أساسيا لوصولنا إلى اقتصاد المعرفة، ولهذا هناك استراتيجية شاملة لتطوير هذا القطاع المهم تم اعتمادها بشكل توافقي على بنودها تحت رؤية طموحة تليق بوطننا تتمحور أهدافها في تجهيز جيل يحمل راية المستقبل في دولة الإمارات، يتمتع بأعلى المستويات العلمية و القيم الأخلاقية والإيجابية، وذلك لضمان الاستمرارية وتأمين مستقبل سعيد وحياة أفضل للأجيال القادمة، ورفع مكانة الدولة لمنافسة أفضل دول العالم، لافتاً إلى أن هذه الاستراتيجية تدخل حيز التنفيذ الفعلي ضمن محاور 4 رئيسية هي: الجودة والكفاءة والمواءمة والابتكار بما يكفل تحقيق الرؤية ونجاح المسعى.

وأشار إلى أن نحو 550 شركة ومؤسسة، تمثل رواد صناعة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في أكثر من 35 دولة متقدمة حول العالم تقدم أفضل الممارسات وحلول التعليم، وفرص التعرف إلى آخر مستجدات التعليم، يحتضنها المنتدى والمعرض الذي يتضمن جلسات وورش عمل نوعية، بوجود رواد التعليم وخبراء المعرفة، وأصحاب التجارب الرائدة، جميعهم يمثلون أقطاب التعليم، ومورداً معرفياً لا يستهان بخبراته، جاؤوا للتباحث والإدلاء بآرائهم النيرة، التي ستشكل في المحصلة النهائية مسارات جديدة من الدعم والتطور الذي يمكن الأخذ به واعتماده كمنهجية راسخة لتحسين مقومات التعليم في بلداننا.

تويتر