نقطة حبر

تميّز بلا حدود

تمتاز دولة الإمارات العربية المتحدة بكثرة جوائزها، فمنها الدينية والتربوية والثقافية والاجتماعية والفنية والمعرفية والرياضية والإبداعية، ومنها جوائز للابتكار وأخرى لريادة الأعمال والتميز المؤسسي، كما أن من بينها جوائز محلية، وأخرى خليجية، وثالثة عربية، ورابعة عالمية، ما يشير إلى أن الدولة أصبحت مركزاً رائداً عالمياً لدعم التفكير المبتكر والعمل المتميز، بإتاحة الفرصة أمام أصحاب الطاقات الإيجابية للتنافس في ما بينهم، ما يخلق أجواء من السباق المحموم نحو التطور والإبداع.

وتأتي هذه الريادة منبثقة من فكر ورؤية القيادة الرشيدة لهذه الدولة الطيبة، ولِمَ لا وقد حبا الله سبحانه وتعالى الإمارات بباني وحدتها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رجلاً عشق التميز، وسار على نهجه خلفه من بعده، فلم ترضَ قيادتنا الرشيدة إلا بالمركز الأول، ما انعكس على المواطن الإماراتي، وما يؤكد ذلك مدى التطور الحاصل في فكر الإنسان الإماراتي،

وعندما أطلقت الدولة هذه الجوائز كانت تهدف إلى تحفيز أبناء الوطن على الإبداع والتميز، وتحقيق أفضل الممارسات، وتشجيع المتميزين للحصول على المراكز الأولى في الجوائز المحلية والعالمية كافة، كما تسعى إلى خلق جيل متسلح بالقيم الأصيلة، وبالعلوم المبتكرة، ويعشق التميز والتنافسية، ويحرص على الاعتماد على الذات وبناء المواهب والهوايات والقدرات لتحقيق أفضل الممارسات في مختلف المجالات، وجودة التعليم وتعظيم المخرجات.

وحظي الميدان التربوي بعدد من هذه الجوائز، منها جائزة خليفة التربوية، وجائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي، وجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للتميز التربوي، وأخيراً انطلقت جائزة محمد بن زايد للمعلم الخليجي، إذ يعتبر شهر ديسمبر من كل عام فرصة أمام أفراد الميدان التربوي من معلمين وإداريين وفنيين وطلبة، لتقديم مشاركاتهم وأعمالهم إلى إدارات هذه الجوائز، للتنافس على فئاتها المتعددة والمتنوعة، حسب معايير محددة لكل جائزة منها.

وقد آتت هذه الجوائز على مدار الأعوام السابقة، ثمارها، بفضل الدعم والتحفيز المستمرين من القيادة والمسؤولين في مختلف المؤسسات التربوية والمجتمعية في تحقيق أحلام المبدعين من الطلبة والعاملين في الميدان التربوي، رغبةً في خلق بيئة تعليمية محفزة للتعلم، إذ أسهمت بشكل أو بآخر في تنمية قدرات العديد من الطلبة، ما يجعلهم عناصر فاعلة في تنمية المجتمع وتطويره، بعد تخرجهم وانخراطهم في سوق العمل، وأصبحت تفرز كل عام كوكبة من المتفوقين يقفون على منصة التتويج لتكريمهم على تميزهم.

ومن الضروري أن نقف هنا على حقيقة مهمة جداً في هذا السياق، تستند إلى أن التميز ليس أمراً مرحلياً، ينتهي بالحصول على الجوائز، ولكنه مستمر في جميع مراحل العمر، سواء في فترة الدراسة، أو في الحياة الاجتماعية، أو في الحياة العملية، ومن ثم لابد أن يعي كل طالب أن التميز ليس له سقف أو تحده حدود، كما أن قطار النجاح لا يقف عند محطة معينة فهو ينطلق إلى ما لا نهاية، لذا من الضروري أن يستمر الخريجون المتميزون في العطاء ومواصلة سيمفونية النجاح والتميز والتقدم والازدهار في كل مناحي حياتهم.

مستشار تربوي

تويتر