بهدف ربط الطلبة بالبيئة المحلية وتراث الدولة

«أبوظبي للتعليم» يطبق البحث والاسـتقصاء في منهاج العلوم

الطلبة في زيارة ميدانية للتعرف إلى دورة حياة طائر الحباري من المصدر

أكد مجلس أبوظبي للتعليم جاهزية المدارس والمعلمين لتطبيق نظام البحث والاستقصاء في مناهج مادة العلوم، عن طريق تزويدها بموضوعات تربط الطالب ببيئته المحلية وتراث الدولة، وتجعله أكثرإدراكاً ووعياً بخصائصها ومميزاتها، وذلك بزيادة أعداد المدارس التي تدرس منهاج «طائر الحبارى»، إضافة إلى تطبيقه ضمن الأنشطة الصفية واللاصفية، للتشجيع على استخدام أسلوب الاستقصاء الموجه المرتكز على الطالب.

وأوضح المجلس أن طرح تدريس طيور الحبارى كجزء من منهاج مادة العلوم لطلبة الحلقتين الأولى والثانية «الابتدائي والإعدادي» في مدارس أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، هدفه ربط الطالب ببيئته المحلية وتراثه وجعله أكثر إدراكاً ووعياً بخصائصها ومميزاتها، مشيراً إلى «دمجه لمفاهيم الهوية الوطنية في جميع المناهج التعليمية الخاصة في الصفوف الدراسية المختلفة، لتعزيز الهوية الوطنية في نفوس الطلبة، واعتزازهم بلغتهم العربية الأصيلة، بجانب امتلاكهم مهارات العلم الحديث والتكنولوجيا المتطورة».

تعزيز التوعية التراثية

أكد مجلس أبوظبي للتعليم حرصه على تعزيزالتوعية التراثية في التعليم، وذلك بربط الطلبة بالتراث الأصيل والمحافظة على الهوية، وذلك بمزاولة رياضة صيد الصقور التي تمثل رمزاً تراثياً مهماً يعكس الهوية والقيم الأصيلة في الدولة، مشدداً على توفيره نظاماً تعليمياً متميزاً ينهض بقدرات الطلبة ويساعدهم على الاستثمار الكامل لإمكاناتهم، ما يؤهلهم للمنافسة على المستوى العالمي، ففي مادة العلوم لمناهج مجلس أبوظبي تم التركيزعلى (مركزية الطالب في التعليم ودور المعلم كميسر للعملية التعليمية التي يتلقاها الطالب، وليس ملقناً للمعرفة.

وقال مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير الخييلي، لـ«الإمارات اليوم»، إن دمج المفاهيم الوطنية في المناهج واجب وطني وأمر ضروري، بجانب استقطاب المعلمين المواطنين، لأنهم من سيعكس ثقافة الدولة وعاداتها وتقاليدها للطلبة، مشدداً على أن أي تطوير في العملية التعليمية لن يترتب عليه أي استغناء عن مواطن أو مواطنة في مجال التدريس.

وتابع أن «مشروع تدريس دورة حياة طائر الحبارى ترجمة لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إذ إنه أول تنبه إلى أن طائر الحبارى مهدد بالانقراض في أثناء مزاولته للصيد بالصقور منذ أكثر من 20 عاماً»، مشيراً إلى أن إدراج الحبارى في مدارس الحلقتين الأولى والثانية، بدأ عام 2011، إذ طبق في مدرسة عمير بن يوسف على الصف الرابع، ومدرسة الثريا للصف التاسع، وبعدها توسعت التجربة العام الدراسي الماضي لتشمل 12 مدرسة، وذلك بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث، التابع للصندوق الدولي للحفاظ على طيور الحبارى.

وأشار إلى تنسيق المجلس مع المركز في وضع برنامج يتم من خلاله تنظيم زيارات ميدانية للطلبة لشرح ومشاهدة بعض المفاهيم العلمية التي يسعى الطلبة خلال الزيارة إلى بحثها، ومنها السلسلة الغذائية لطائر الحبارى، وبرنامج تحديد المواقع (جي بي إس)، والانقراض.

وذكرت مديرة إدارة المناهج في المجلس الدكتورة كريمة المزروعي، أن «إدراج موضوع طيور الحبارى للمهمات التي ينفذها الطالب هدفه تعزيز التوعية التراثية في التعليم، بربط الطلبة بتراثهم والمحافظة على هويتهم، إذ يتحرى الطالب باستخدام أسلوب الاستقصاء بمحاولة السعي إلى الإجابة عن أسئلة هادفة عميقة متعلقة بالحبارى، والبحث عن معلومات خاصة بصفات الحبارى وطعامها وبيئتها والأسباب التي تهدد انقراضها، إضافة إلى وضع اقتراحات لحماية الحبارى، إذ يجيب الطلبة عنها بالتقصي من خلال العمل الجماعي كفريق من ثلاثة أعضاء ليصلوا للأسباب وبعدها وضع الحلول اللازمة، وبعدها عرض ما تم التوصل إليه ضمن المجموعة».

وأوضحت أن الطلبة يعدون كتيبات أو كتب خاصة عن الحبارى أو ملصقات تعليمية ومنشورات لمجلة المدرسة تتناول موضوع الحبارى، إضافة إلى ذلك يجري الفريق مسرحية قصيرة تدور حول أهداف مشروع طائر الحبارى، إضافة إلى إعداد وعرض فيلم قصير عن طائر الحبارى، مشيرة إلى أن أسلوب الاستقصاء يساعد الطلبة على تطوير المهارات العليا ومهارات القرن الـ21 (الإبداع، التفكير الناقد، التواصل، والتعاون).

وأكد، اختصاصي أول مناهج علوم في المجلس، جون بول، أن تطبيق هذا النشاط لاقى الكثير من الحماسة والاهتمام من جانب الطلبة، وأظهروا مدى استمتاعهم واستفادتهم من المعلومات التي تم الحصول عليها عن الحبارى، إذ تم التعرف إلى أنواع الحبارى المختلفة من الآسيوية والإفريقية والمحلية، إضافة إلى التعرف إلى البيئة التي يعيش فيها الحبارى، وعملية التكاثر وكيفية إطلاق سراح الحبارى.

وأوضحت اختصاصية أولى مناهج علوم في المجلس، الدكتورة فتحية الأحمدي، أن منهاج المجلس في مادة العلوم ركز على مركزية الطالب في التعليم، ودور المعلم كميسر للعملية التعليمية التي يتلقاها وليس ملقناً للمعرفة، وذلك من خلال العمل الجماعي وبأسلوب الاستقصاء في حل المشكلات، وإلمام الطالب بالمفاهيم العلمية، التي تتطلب مستوىً مرتفعاً من المهارات كالتفكير الناقد وحل المشكلات، والقدرة على إيصال الأفكار للآخرين والعمل الجماعي.

وأكد معلم مادة العلوم، أحمد رضوان، أن «تطبيق هذا النشاط لاقى الكثير من الحماسة والاهتمام من جانب الطلبة، وكان ذلك واضحاً من خلال التغذية الراجعة التي تم استقبالها من الطلبة، ومدى استمتاعهم بالأنشطة الصفية واللاصفية التي ينفذونها، من خلال التحري باستخدام أسلوب الاستقصاء ومحاولة الإجابة عن الأسئلة».

تويتر